وقف الرئيس التنفيذي لتطبيق "تيك توك" الصيني شو شي تشو، الخميس 23 مارس/آذار 2023، لأول مرة أمام الكونغرس للإدلاء بشهادته، بعد التهديد بحظر التطبيق في واشنطن، بعد أن تحولت المنصة الأكثر رواجاً بين الجيل الناشئ، إلى أزمة أمن قومي بين الصين والولايات المتحدة.
في المساءلة من المشرعين الأمريكيين، تعرض تشو على الفور لانتقادات شديدة وضمن ذلك دعوات لحظر التطبيق، بحسب ما نقلته شبكة CNN الأمريكية.
حيث افتتحت النائبة رئيسة لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب كايثي مكموريس رودجرز، جلسة الخميس من خلال شنها هجوماً لاذعاً ضد تشو، قالت فيه: "يجب حظر منصتك".
وأضافت أن "المستخدمين الأمريكيين البالغ عددهم 150 مليوناً، لتطبيق تيك توك أمريكيون يمكن للحزب الشيوعي الصيني جمع معلومات حساسة عنهم".
في مستهل دفاعه عن التطبيق، حاول تشو تأكيد استقلال "تيك توك" عن حكومة بكين وتضخيم علاقاته مع الولايات المتحدة.
وقال الرجل السنغافوري البالغ من العمر 40 عاماً، إن "تيك توك نفسه غير متوافر في الصين، ومقرنا الرئيسي في لوس أنجلوس وسنغافورة، ولدينا اليوم سبعة آلاف موظف في الولايات المتحدة".
وأضاف: "مع ذلك، نسمع مخاوف مهمة بشأن إمكانية وصول الأجانب غير المرغوب فيهم إلى البيانات الأمريكية والتلاعب المحتمل بنظام تيك توك في الولايات المتحدة".
تابع تشو أن النهج الذي يعمل به "لا يرفض أو يقلل من أهمية أي من هذه المخاوف"، مشدداً بالقول: "لقد حددناها وتعاملنا معها".
وواجه تطبيق "تيك توك" اتهامات خطيرة بأنه يشارك بيانات مستخدميه الأمريكيين مع الحكومة الصينية، وأن الشركة تتقاعس عن توفير حماية ملائمة للأطفال من الإيذاء.
من جانبها، سألت السيناتورة ديانا ديجيت، في جلسة الاستماع أمام لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب، تشو عما يفعله تيك توك لمنع انتشار المعلومات المضللة على المنصة.
وتابعت ديجيت: "لديكم ضوابط حالية، لكنها لا تعمل على إبعاد هذه المعلومات بشكل رئيسي عن الشبان، وعن الأمريكيين بشكل عام".
وقال تشو إن الشركة تستثمر في إدارة المحتوى والذكاء الصناعي للحد من هذا المحتوى.
أضاف تشو: "يأتي السواد الأعظم من مستخدمينا إلى منصتنا من أجل المحتوى المُسلي، لكن ثمة أشخاصاً ينشرون بعض المعلومات الخطيرة، ونحتاج إلى التعامل مع ذلك بجدية شديدة".
"تيك توك" يواجه الحظر
ويتعرض التطبيق، الذي تملكه شركة "بايت دانس" الصينية، لضغوط هائلة من دول غربية عدة مع مطالبة مسؤولين حكوميين في الولايات المتحدة وفي مفوضية الاتحاد الأوروبي وكذلك المملكة المتحدة وكندا بحذف التطبيق من أجهزتهم.
ونظراً إلى أن الحكومة الصينية تتمتع بنفوذ كبير على الشركات الخاضعة لولايتها القضائية، فإن هناك مخاوف من أن شركة "بايت دانس"، ومن ثم بشكل غير مباشر "تيك توك"، قد يضطران إلى التعاون مع مجموعة واسعة من الأنشطة الأمنية للحكومة الصينية، وضمن ذلك ربما نقل بيانات مستخدمي التطبيق.
فيما قالت "تيك توك" إنها أنفقت أكثر من 1.5 مليون دولار على ما تسميه مساعي صارمة لتأمين البيانات تحت اسم (بروجيكت تكساس) "مشروع تكساس" الذي يعمل به في الوقت الراهن قرابة 1500 موظف بدوام كامل.
وكذلك أعلنت أنها تعاقدت مع شركة "أوراكل" لتخزين بيانات مستخدمي التطبيق الأمريكيين. وتقول أيضاً إنها تستخدم تصفية صارمة للمحتوى الذي ربما يضر الأطفال.
وأنذرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، شركة "بايت دانس" بأن تتخلى عن ملكيتها الصينية وإلا فستواجه حظراً تاماً.
وسيكون الحظر إذا طُبّق، خطوة غير مسبوقة تتخذها الحكومة الأمريكية بحق شركة إعلامية، وسيؤدي إلى قطع 150 مليون مستخدم شهرياً في البلاد عن التطبيق الذي أصبح مصدر الترفيه الأكثر مشاهدة في البلاد بعد نتفليكس، خصوصاً بين الشباب.