قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 23 فبراير/شباط 2023، إن تيريز كوفي، وزيرة البيئة البريطانية، أثارت ضجة كبيرة بعد أن حثَّت البريطانيين على "الاعتزاز" بالأطعمة الموسمية التي تنتجها البلاد، مثل اللِّفت، وزيادة الاعتماد عليها وسط أزمة النقص في المنتجات الطازجة بالبلاد نتيجة سوء الأحوال الجوية وضعف المحاصيل في بعض البلدان الموردة لها.
قالت كوفي، المنتمية إلى حزب المحافظين، أمام مجلس العموم البريطاني: "من الأهمية بمكانٍ أن نعتز بالأطعمة المميزة لدينا في هذا البلد. فكثير من الناس صاروا يأكلون اللفت الآن بدلاً من شغل أنفسهم بنقص الخس والطماطم والأطعمة المماثلة".
قيمة اللفت لدى مواطني بريطانيا
يرتبط حُب اللفت لدى كثير من البريطانيين بشخصية الجندي "إدموند بلاكادار" في المسلسل التلفزيوني الكوميدي الشهير "بلاكادار" Blackadder الذي كان يبث في ثمانينيات القرن الماضي. وبهذه المفارقة، سلَّمت كوفي لمنتقديها مادة للسخرية منها ومن الحل الذي عرضته للأزمة ويراه كثيرون حلاً ساذجاً.
في هذا السياق، نشر بن برادشو، النائب عن حزب العمال البريطاني، تغريدة قال فيها: "دعهم يأكلوا اللِّفت!"، مستخدماً وسم #TomatoShortages، أي "نقص الطماطم"، بعد أن احتل الوسم مركزاً متقدماً في تريند الوسوم على موقع تويتر للمرة الأولى.
أدلت كوفي بهذه التصريحات بعد أن استدعاها مجلس العموم لاستجواب عاجل بشأن تقييد محلات السوبر ماركت للمعروض من بعض الخضراوات ومكونات السَّلطة، بسبب النقص الناجم عن سوء الأحوال الجوية في البلدان التي تعتمد بريطانيا على الاستيراد منها، مثل إسبانيا والمغرب.
الترويج للأطعمة الموسمية في بريطانيا
حاولت كوفي الترويج للاعتماد على الأطعمة الموسمية، فقالت: "إنني أدرك أن المستهلكين يريدون أن تكون الأطعمة متاحة لها على مدار العام، وهذا ما تحاول محلات السوبر ماركت ومنتجو الأغذية والمزارعون في جميع أنحاء العالم تلبيته".
تساءل بعض الناس، في نوعٍ من السخرية، ما إذا كانت هذه الخضراوات الجذرية غير المحببة لدى كثيرين مكسباً آخر من مكاسب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست). ونشر آخرون صوراً معدَّلة للحافلات التي استُخدمت للترويج للبريكست، بحيث جعلوها تحمل لافتات تقول: "انسوا الطماطم، فلنأكل اللِّفت".
في إشارة إلى مساوئ الخروج من الاتحاد الأوروبي، كتب مستخدم يُدعى @theNewEuropean أن الناس في بريطانيا يعانون من نقص الطماطم، ونشر صورة تبدو ملتقطة من "مهرجان التراشق بالطماطم" (La Tomatina) الذي يقام سنوياً في إسبانيا احتفالاً بموسم حصاد الطماطم.
شدد المنتقدون على أن الناس ليسوا غافلين عن الحلول من قبيل تناول الأطعمة الموسمية وتقليل الاعتماد على الغذاء المستورد، بل هم يخزنون بالفعل الجزر الأبيض والقرع واللفت السويدي وغيرها، لذلك ينبغي ألا يكون هذا هو الحل الذي تقدمه الحكومة لهم.
نشر مستخدم ملصقاً يعرض فيه سلسلة الطهي المثلى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تحت اسم: "101 طريقة لطهي اللِّفت… ساعات من المرح مع حصتك الأسبوعية من اللِّفت!".
نكات ساخرة
بعد سيل النكات الساخرة الذي تعرضت له كوفي، تقدمت الحكومة للدفاع عنها، وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء إنها كانت تروج للخضراوات البريطانية، نافياً المزاعم بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو سبب ما تشهده البلاد من نقص في بعض الخضراوات مثل الخيار.
قال المتحدث: "لا نرى قطعاً أن من واجبنا أن نقول للناس ما يجب أو ما لا يجب عليهم شراؤه، فهذه أمور من شأنهم. وأرى أن الوزيرة كانت تقصد الإشارة إلى أهمية الاعتزاز بما نزرعه هنا في بريطانيا، وفي النهاية فإن كل واحد له الحرية الكاملة في شراء ما يريده من طعام".
لدى سؤاله عما إذا كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي له تأثير في نقص الخضراوات، أجاب: "لقد تحدث بعض المستوردين وتجار التجزئة بأنفسهم عن سبب مشكلات الإمداد التي نواجهها، وأشاروا إلى سوء الأحوال الجوية الذي أصاب المحاصيل في أجزاء معينة من جنوب أوروبا وشمال إفريقيا".