مع بداية شهر فبراير/شباط عام 2023، أسقطت الولايات المتحدة 4 من "الأجسام الطائرة الغامضة"، ورغم أن الحكومة الأمريكية حددت هويتها باعتبارها مناطيد صينية، فإن تصريح الجنرال غليندي فانهيرك، قائد القيادة الشمالية الأمريكية وقيادة الدفاع الجوي الفضائي لأمريكا الشمالية: "إنه لا يستبعد أن تكون الأجسام المجهولة التي أسقطتها الولايات المتحدة في الأيام الماضية، من خارج كوكب الأرض".
أعاد إلى الواجهة التقارير الكثيرة التي وثقت مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة سابقاً، والشك حول كونها من مخلوقات فضائية، أو من حضارة ذكية من خارج الأرض.
وكذلك الضجة الإعلامية التي حدثت عام 2017، بعد أن تم الكشف عن برنامج أمريكي حكومي اسمه "التعرف على مخاطر الطيران المتقدم" (AATIP)، وهو برنامج تموله الحكومة الأمريكية للتحقيق في الأجسام الطائرة المجهولة الهوية بشكل رسمي، بين عامي 2007 و2012.
ولم يكن هذا البرنامج السري الذي تبلغ قيمته 22 مليون دولار، أول برنامج لدراسة ظاهرة "الأجسام الطائرة الغامضة". ولكن الدراسات الحكومية الرسمية للأطباق الطائرة، بدأت في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي ضمن برنامج Project Sign .
وفي غضون بضع سنوات لاحقة، تطور ذلك البرنامج في النهاية إلى Project Blue Book، الذي كان يبحث في حقيقة مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة، خلال معظم فترة الحرب الباردة، وفيما يلي خمسة من أكثر الحوادث الموثقة عن مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة.
1- الأجسام الطائرة الغامضة قبل اختراع الطائرات أصلاً
في عام 1896 سجلت صحف أمريكية عديدة ما يعتبر أول مشاهدات موثقة في العصر الحديث للأجسام الطائرة الغامضة. ووصفها البعض لاحقاً بـ"موجة المركبة الطائرة الكبيرة".
وحسبما أفاد موقع Readex، تناقلت العديد من الصحف بالولايات المتحدة في 23 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1896، تقارير صحفية عن تلك الظاهرة، وجاء في بعض العناوين: "في الهواء: مركبة طائرة غامضة تُحيِّر أهالي كاليفورنيا"، و"مركبة طائرة: سكان ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا يرون مشهداً نادراً، الطيران حقيقة".
وأفاد تقرير إخباري نُشِرَ في صحيفة "Duluth News Tribune"، بتاريخ 23 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1896: "عند نحو الساعة الواحدة صباح الإثنين الماضي، ادَّعى سكان ساكرامنتو، الذين كانوا مستيقظين آنذاك، أنَّهم رأوا جسماً طائراً يعبر فوق المدينة بسرعة.
يقول البعض إنَّهم رأوا ضوءاً ساطعاً فقط، في حين ذهب آخرون إلى حد القول إنَّهم رأوا آلة طائرة تشبه السيجار، وسمعوا أصواتاً بشرية منها. وقال سكان أوكلاند أيضاً إنَّهم رأوا الضوء نفسه قبل بضع ليال".
كون تلك التقارير الصحفية مثيرة للاهتمام، لم يكن بسبب وجود جسم غامض فقط، بل المثير حقاً أنَّه كان يطير بالأساس. فالطائرات في ذلك الوقت لم يكن قد تم اختراعها بعد.
ولم ينجح الأخوان رايت في التحليق بأي نوع من المركبات الطائرة، حتى عام 1903، أي بعد 7 سنوات من تلك الحادثة. ولذلك يُرجح أنه لا يمكن أن يكون ذلك الجسم الغامض الطائر من صنع الإنسان.
وبحسب روبرت بارثولوميو في تقريره الذي نُشِرَ عام 1990 بعنوان (هستيريا المركبات الطائرة عام 1896-1897)، فجميع محاولات الطيران في ذلك الوقت كانت "بسيطة وغير مُنظَّمة في أحسن الأحوال".
2- سرب الأضواء فوق نيوجيرسي عام 2001
في 14 يوليو/تموز عام 2001، ولمدة 15 دقيقة بعد منتصف الليل بقليل، توقف العديد من سائقي السيارات على جانب الطريق مندهشين من رؤية أضواء برتقالية وصفراء غريبة تطير في تشكيل حرف V، فوق ممر "آرثر كيل" المائي بين جزيرة ستاتن، ونيو جيرسي في نيويورك، إضافة إلى سكان المنطقة الآخرين من لونغ آيلاند.
وكان الملازم دانيال تارانت من إدارة شرطة نيويورك أحد الشهود، إضافة إلى عشرات الشهود الذين أكدوا مشاهدتهم هذه الأجسام الطائرة الغامضة، وكانت المفاجأة وبحسب السجلات الرسمية، عدم وجود طائرات قريبة في الجو.
فقد أنكر مراقبو الحركة الجوية في المطارات القريبة أن يكون سبب تلك الأضواء الغامضة، أي طائرات مدنية أو عسكرية، وأنهم لم يشاهدوا أي شيء على الرادارات حينها.
لكن مجموعة غير حكومية، مهتمة بمراقبة الظواهر الغريبة ودراستها، تعرف باسم "New York Strange Phenomena Investigators"، زعمت أنها تلقت بيانات حكومية من رادار "إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية" التي أكدت وجود "الأجسام الطائرة الغامضة" في سماء نيويورك تلك الليلة.
3- الأجسام الطائرة الغامضة بالصوت والصورة عام 2004
خلال مهمة تدريب روتينية مع حاملة الطائرات الأمريكية "USS Nimitz" قبالة ساحل جنوب كاليفورنيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2004، طلبت القيادة العسكرية من الملازم أول بالبحرية الأمريكية "أليكس ديتريش" وزميلها الطيار "ديفيد فرافور"، التحقق من جسم مجهول يحلق في المنطقة، ظهر على شاشة الرادار ويتحرك بطريقة لا يمكن تفسيرها.
وبعد تحليق أليكس وزميلها، ذكرت أليكس أنهم لاحظوا لأول مرة "تموجاً" غير عادي على سطح المحيط قبل أن يروا ما وصفته هي وفرافور، بأنه جسم مستطيل أملس أبيض يشبه الكبسولات التي تمنع رائحة الفم الكريهة "تيك تاك"، ويطير بسرعة عالية فوق الماء.
وعندما اقتربوا منه أكثر في محاولة "التعامل" معه، بدا أنه يستجيب ويناور ويغير اتجاهه بسرعة كبيرة، بطريقة ليس لها مثيل في أي تقنية بشرية معروفة، كما أن الجسم المجهول لم تظهر عليه أي أجنحة أو محركات نفاثة، أو دفة على سطحه الخارجي للتحكم في الطيران وتغيير الاتجاه، ومع ذلك كان يناور بحركات سريعة جداً ويحلق بسرعة كبيرة جداً.
وفقًا لتفاصيل أوردتها صحيفة The New York Times، نقلاً عن مسؤولين كبار بالإدارة الأمريكية اطلعوا على تقرير المهمة تلك، لم يجد مسؤولو المخابرات الأمريكية أي دليل على أن الجسم المجهول الطائر، الذي لاحظه طيارو البحرية في السنوات الأخيرة، كان مركبة فضائية غريبة، رغم ذلك ما زالت تلك المشاهد غير مبررة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين كبار، قولهم إن الغموض الذي يكتنف التقرير يعني أن الحكومة لم تكن قادرة على الاستبعاد النهائي لفرضية أن مصدر ذلك الجسم المجهول الطائر، ربما كان من خارج الأرض.
4- الأجسام المجهولة الطائرة تزور مطار أوهير عام 2006
في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006، شوهد "جسم يشبه الصحن الطائر" فوق مبنى الركاب بمطار أوهير في شيكاغو، من قبل الطيارين وإدارة شركات الطيران والميكانيكيين.
وبحسب صحيفة شيكاغو تريبيون، كان عامل المدرج رأى الجسم لأول مرة، في نحو الساعة 4:30 مساءً. بعد ذلك، قال العديد من الشهود في المطار، إن الجسم كان رمادياً غامقاً وقطره يصل إلى أكثر من 10 أمتار.
وعلى الرغم من رفض إدارة الطيران الفيدرالية التحقيق في الحادث، معتبرين الموضوع ظاهرة جوية غريبة فقط، فإنه بالنسبة لمدير "مركز دراسات الأجسام الطائرة المجهولة"، مارك رودجير، فإن "المركبة الفضائية" المحتملة التي ظهرت فوق المطار لا تزال لغزاً يستحق الاستكشاف.
قال البعض إنه ظهر على شكل طبق يدور حول نفسه، بينما قال آخرون إنه لم تكن يدور على الإطلاق. لكن الجميع اتفقوا على أن الجسم المجهول كان صامتاً وظهر أسفل السحب، ثم انطلق بشكل عمودي للأعلى وبسرعة هائلة، تاركاً ثقباً دائرياً في السحب.
5– أسرع من رصاصة وأكبر من مركز تجاري فوق سماء تكساس
"أسرع من رصاصة وأكبر من وول مارت". بهذه الطريقة وصف سكان بلدة "ستيفنفيل" غرب تكساس، جسماً مجهولاً في السماء. ظهر في شهر يناير/كانون الثاني عام 2008.
وقال أكثر من 40 شخصاً من سكان البلدة، من ضمنهم طيار وضابط شرطة، إن جسماً طائراً حلّق فوق بعض الحقول لمدة خمس دقائق تقريباً قبل أن ينطلق بعيدًا في سماء الليل.
رأى الطيار "ستيف ألين" ذلك الجسم المجهول عندما كان خارجاً، ووصف الجسم المجهول بأنه طائرة ضخمة ذات أضواء وامضة، لكنها كانت صامتة تماماً. وقال إن الجسم الغريب انطلق بسرعة أكثر من 3000 ميل في الساعة.
وكانت خلفه طائرتان مقاتلتان تحاولان اللحاق به لكن دون جدوى، غير أن الجسم الطائر تفوّق عليهما بالمناورة بشكل مذهل. قال ألين إن الجسم الطائر المجهول استغرق بضع ثوانٍ فقط لعبور جزء من السماء. وقال الطيار المخضرم إن الجسم الغريب، يقدّر عرضه بنصف ميل وطوله ميل واحد.