ألغت الشركة المنظمة لحفل الفنان الكوميدي الأمريكي، كيفن هارت، في مصر، قبل ساعات من موعد العرض الذي كان مقرراً أن تحتضنه الصالة المغطاة باستاد القاهرة الدولي، بعد موجة من الغضب في البلاد بسبب تعليقاته السابقة الداعمة لحركة الأفروسنتريك (النزعة المركزية الإفريقية).
حيث أشارت R Productions، الشركة المصرية لإدارة الفعاليات التي كانت وراء جولة هارت، إلى "مشكلات لوجستية محلية" في منشور على فيسبوك الإثنين، 20 فبراير/شباط، أعلنت فيه الإلغاء، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.
كما ذكرت الشركة: "نتشارك معكم ببالغ الحزن إعلان إلغاء حدث كيفن هارت بسبب مشكلات لوجستية محلية".
كان من المقرر أن يقدم الفنان الكوميدي الأمريكي كيفن هارت عرضه في العاصمة المصرية القاهرة، يوم الثلاثاء 21 فبراير/شباط. وقالت الشركة إنها تعمل مع فريق منصة Ticketsmarche على رد الأموال للعملاء "في أقرب وقت ممكن".
بينما واجه كيفن هارت سيلاً من الانتقادات في أكثر دول العالم العربي من حيث عدد السكان لترويجه للنزعة الإفريقية.
اتهام كيفن هارت بتشويه تاريخ مصر
تسعى حركة الأفروسنتريك إلى تعزيز الدور الذي لعبه السود في التاريخ وخلق الحضارة الغربية. لكن منتقدي هارت اتهموه بتشويه التاريخ وسرقة حق العرب في الماضي القديم للبلاد، من خلال الادعاء بأنَّ الأفارقة السود كانوا في يوم من الأيام ملوك مصر.
إذ قال هارت في مقابلة: "يجب أن نُعلم أطفالنا التاريخ الحقيقي للأفارقة السود عندما كانوا ملوكاً في مصر، وليس فقط عصر العبودية الذي عزّزه التعليم في أمريكا. هل تتذكر الوقت الذي كنا فيه ملوكاً؟".
صار الهاشتاغ الذي يدعو إلى إلغاء برنامج كيفن هارت أو مقاطعته أحد أكثر الموضوعات شيوعاً على الشبكات الاجتماعية في مصر في ديسمبر/كانون الأول.
بينما كتب أحد مستخدمي تويتر أنَّ أتباع حركة الأفروسنتريك "يريدون سرقة ونسب حضارة مصر إلى الأفارقة وإخبار المصريين المعاصرين بأننا نحتل مصر منهم. يجب علينا جميعاً المشاركة في حملة إلغاء حفل كيفن".
إضافة إلى ذلك، انتقد العديد من المصريين الدعم المالي الذي قدمه كيفن هارت لمسلسل رسوم متحركة داعم للحركة من إنتاج شركة Black Sands Entertainment، الذي اتهمه البعض بـ"بلاك واشينج" -أو محاولة نسبة التاريخ المصري القديم للأفارقة.
ما هي حركة الأفروسنتريك؟
تعتبر حركة الأفروسنتريك منظمة عالمية وأيديولوجية تتمركز في الولايات المتحدة بين الأفرو أمريكان، وأصبح لها انتشار واسع الآن بين الجاليات الإفريقية جنوب الصحراء في أوروبا وحتى بين الأفارقة جنوب الصحراء، وعند الأقليات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
يرى الأفروسنتريك أن الفرعون المصري أصله من السودان، وأن المصري الحالي ليس له علاقة بالمصري القديم، وأن المصري القديم مات أو هجر الجنوب، وأن كل من هم في شمال مصر هم جنسيات كثيرة بعيدون عن العرق المصري.
نشأت حركة الأفروسنتريك منذ العشرينات وثلاثينات القرن الماضي، وانتشرت على نطاق واسع في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وهي حركة تقوم على التعصب العرقي للجنس الزنجي أصحاب البشرة السوداء.
كما تهدف الحركة إلى القضاء على الجنس الأبيض في إفريقيا الشمالية والجنوبية وخصوصاً الأمازيغ والناطقين بالعربية والأوروبيين في إفريقيا الجنوبية، فضلاً عن الترويج لمقولة إن الحضارة المصرية القديمة والحضارة المغربية والقرطاجية هي حضارات زنجية.
كان من أصحاب الأفروسنتريك مالكوم أكس وهو أمريكي أسود في فترة الستينيات يقول في لقاء له مسجل للسود: "عندما تنظر إلي تمثال فرعوني مصري قديم فعليك الربط بين الرجل الأسود والمصري القديم فتأكد أنك تنظر إلى نفسك، وأن الرجل الأبيض يريد أن يسرق هذا التاريخ له".
لم يكتفوا بذلك بل زعموا أن إحدى ملكات مصر "تيي" زوجة أمنحتب الثالث في الأسرة الـ18 مصرية قديمة ذات ملامح إفريقية ولون أسود، مؤكدين أن المصري القديم كان أسود إفريقياً.