تضرب الزلازل فجأة ودون سابق إنذار، وهي اهتزاز عنيف ومفاجئ للأرض، ناجم عن الحركة بين الصفائح التكتونية على طول خط صدع في قشرة الأرض، ويمكن أن تؤدي الزلازل أيضاً إلى العديد من التبعات والكوارث الطبيعية الأخرى.
كوارث طبيعية تسببها الزلازل
وفقاً لما ذكرته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية USGS، فإنّ الزلازل لها العديد من التأثيرات الأخرى والتوابع، تبدأ من التسييل الأرضي المستحثّ، وتصل إلى حد تكوين تسونامي في البحر.
إسالة التربة
التسييل الأرضي هي عملية فيزيائية، تحدُث أثناء بعض الزلازل، والتي قد تؤدي لتسييل التربة.
نتيجة للزلازل فإن رواسب التربة الخالية من الطين، وبشكل أساسي الرمال، تفقد قوتها مؤقتاً، وتتصرف كموائع لزجة، وليس كمواد صلبة تحت تأثير إجهاد مطبّق كالاهتزاز أثناء حدوث الزلازل.
يقتصر التسييل على بيئات جيولوجية وهيدرولوجية معينة، وخاصة المناطق التي ترسبت فيها الرمال في آخر 10 آلاف عام، حيث تكون المياه الجوفية على بعد 30 قدماً من السطح.
بشكل عام، كلما كانت الرواسب أصغر وأكثر مرونة، وكلما ارتفع منسوب المياه، كانت التربة أكثر عرضة للإسالة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تسييل التربة يولد أحياناً غليان الرمل (ينابيع المياه والرواسب المنبثقة من المنطقة المسيلة المضغوطة)، ويمكن أن يتسبب أيضاً في حدوث فيضانات محلية وترسب.
نادراً ما تحدث هذه الحالة، ولكنها في حال حدوثها قد تكون كارثية ومدمرة، على سبيل المثال، خلال زلزال ألاسكا عام 1964، تعرّض أكثر من 200 جسر للتلف أو الدمار، بسبب الانتشار الجانبي لرواسب السهول الفيضية باتجاه قنوات النهر.
هذه الرواسب المنتشرة ضغطت على الجسور فوق القنوات، والأسطح الملتوية، ودفعت الأسِرَّة الرسوبية فوق الدعامات، والدعامات والأرصفة المتحركة والمائلة.
وفي عام 1906، حدث عدد من الانقطاعات الرئيسية في خطوط الأنابيب في مدينة سان فرانسيسكو أثناء الزلزال بسبب التسييل، وأدى انقطاع أنابيب المياه إلى إعاقة جهود مكافحة النيران التي اشتعلت خلال الزلزال.
الانهيارات الأرضية
أظهرت التجارب السابقة أن عدة أنواع من الانهيارات الأرضية تحدث بالتزامن مع الزلازل.
أكثر أنواع الانهيارات الأرضية التي تُسببها الزلازل هي سقوط الصخور وانزلاقات شظايا الصخور، التي تتشكل على المنحدرات الشديدة.
ويمكن أن تكون الانهيارات الصخرية الكبيرة الناجمة عن الزلازل، والانهيارات الجليدية للتربة، والانهيارات الأرضية تحت الماء مدمرة للغاية.
أحد أكثر الأمثلة إثارة خلال زلزال بيرو عام 1970، عندما قتل انهيار صخري واحد أكثر من 18000 شخص، وفي زلزال بحيرة هيبجين في مونتانا عام 1959 أدى إلى مقتل 26 شخصاً.
في حين يعتمد حجم المنطقة المتأثرة بالانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلزال على حجم الزلزال، وعمقه البؤري، والتضاريس والظروف الجيولوجية بالقرب من الصدع المسبب، والسعة، وتكوين التردد، ومدة اهتزاز الأرض.
تسونامي
تسونامي هي موجات مائية ضخمة، ناتجة عن حركة رأسية مفاجئة لمساحة كبيرة من قاع البحر، أثناء زلزال حدث تحت سطح البحر.
غالباً ما يُطلق على تسونامي موجات المد والجزر، ولكن هذا المصطلح تسمية خاطئة، فعلى عكس المد والجزر المنتظم في المحيط، فإن موجات المد البحري لا تنتج عن حركة المد والجزر للقمر والشمس.
في حين تتناقص السرعة التي ينتقل بها تسونامي نحو البر مع انخفاض عمق المياه.
في وسط المحيط الهادئ، حيث تصل أعماق المياه إلى 4 كيلومترات، يمكن أن تكون سرعات تسونامي أكثر من 690 كيلومتراً في الساعة.
وعندما تصل أمواج تسونامي إلى المياه الضحلة حول الجزر أو على الجرف القاري يزداد ارتفاع الأمواج عدة مرات، ويصل أحياناً إلى 24 متراً، فيما تتسبب أمواج تسونامي في ارتفاع منسوب المياه بسرعة على طول الخطوط الساحلية.
ومن الأمثلة النموذجية على ذلك الزلزال والتسونامي، الذي حدث في 11 مارس/آذار 2011، الذي ضرب ساحل اليابان وخلف أكثر من 18000 قتيل في أعقابه.
الانهيارات الثلجية
وفقاً لما ذكره موقع SnowBrains فإن الزلازل يمكن أن تتسبب بانهيارات ثلجية، في حال ضرب الزلزال الجبال المكسوة بالثلوج السميكة.
وأضاف الموقع أنّ حركة الزلزال تتسبب بشقوق صغيرة في ألواح الثلوج الصغيرة المتكومة على سفوح الجبال، والتي تبدأ بالتدحرج بشكل عامودي، محركة معها الألواح الكبيرة نحو الأسفل، ما يُسبب انهيارات كبيرة شديدة الانحدار.
وقد تسبب زلزال بقوة 7.8 درجة، في أبريل/نيسان 2015، في جبال الهيمالايا في نيبال في حدوث العديد من الانهيارات الجليدية الكبيرة.
اجتاح أحدهم معسكر قاعدة جبل إيفرست، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 22 متسلقاً، وقد كانت هذه أكثر الكوارث الطبيعية دموية على جبل إيفرست.
الحرائق
من المعروف أن الزلازل يمكن أن تسبب أضراراً هيكلية كارثية، ولكن ليس من المعروف جيداً أن الزلازل يمكن أن تسبب حرائق مدمرة، وفقاً لما ذكره موقع Rainbow الأمريكي.
تسبب الزلازل حرائق عندما تلحق أضراراً بخطوط الغاز والكهرباء السكنية والتجارية، ما يؤدي إلى تسرب الغاز الطبيعي، وإسقاط خطوط الكهرباء التي تتعقب التيار.
غالباً ما تحدث الحرائق بسبب خطوط مكسورة أو تالفة تُسبب شرارة بعد ملامستها للمواد أو الهياكل المنزلية القابلة للاشتعال.
من الواضح أن خطوط المياه المكسورة لا تؤدي إلى نشوب حرائق، ولكن بمجرد أن تتضرر خطوط المياه لا يوجد ما يطفئ هذه الحرائق، لذا فإنها تتكثف وتنمو في نهاية المطاف.