اختارت الغالبية العظمى من الشركات التي شاركت في أكبر تجربة في العالم للعمل 4 أيام في الأسبوع الاستمرار في العمل بهذا النظام الجديد، في نتيجة أشاد بها كثيرون، واعتبروها دليلاً على إمكانية نجاحها على مستوى المملكة.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت في تقرير، الثلاثاء، 21 فبراير/شباط 2023، إنه من بين 61 شركة شاركت في التجربة التي استمرت 6 أشهر، مددت 56 شركة العمل بنظام 4 أيام في الأسبوع، فيما جعلته 18 شركة دائماً.
الصحيفة أشارت إلى أن هذه النتائج ستُقدَّم إلى النواب يوم الثلاثاء، 21 فبراير/شباط، في إطار حملة تشجع الساسة على منح جميع العاملين في بريطانيا 32 ساعة عمل في الأسبوع.
"إنجاز كبير"
إذ وصف جو رايل، مدير حملة العمل 4 أيام في الأسبوع، التجربة بأنها "إنجاز كبير"، وأضاف: "في مجموعة كبيرة من القطاعات، تحسّنت راحة الموظفين بدرجة كبيرة؛ واستمرت الإنتاجية كما هي أو تحسنت في جميع الحالات تقريباً".
وفي شركة Rivelin Robotics في شيفيلد، وهي من ضمن الشركات التي شاركت في التجربة، وتخطط للاستمرار في العمل بالنهج الجديد، قال كبير مسؤولي المنتجات، دافيد ماسون، إنه يأمل أن يسهم هذا النظام في تحسين نظام التوظيف في المستقبل، وقال "وهو بالتأكيد سيجعلنا مختلفين قليلاً عن الشركات العادية".
وروّج لهذه التجربة في المملكة المتحدة، التي انطلقت في يونيو/حزيران 2022، منظمة 4 Day Week Global غير الربحية، التي تأسست في نيوزيلندا، ويشرف عليها مركز Autonomy وفريق من الأكاديميين.
وخضعت الشركات المشاركة في التجربة لجلسات تدريب وتوجيه لمساعدتها في العمل بالنظام الجديد. ومنح الموظفون الفرصة للاستمرار في تلقي رواتبهم الحالية، والعمل 4 أيام بدلاً من 5.
"أصبحوا أقل توتراً"
وفي المجمل، شارك حوالي 2900 موظف على مستوى المملكة المتحدة في هذه التجربة. ووجدت استطلاعات الرأي التي أُجريت قبل التجربة وبعدها أن 39% منهم أصبحوا أقل توتراً، وأن 40% أصبحوا ينامون بشكل أفضل، وقال 54% إنه صار أسهل عليهم الموازنة بين مسؤوليات العمل والمنزل.
وتراجع أيضاً عدد أيام الإجازات المرضية التي طلبها الموظفون أثناء التجربة بنحو الثلثين، وانخفض عدد الموظفين الذين يغادرون الشركات المشاركة في التجربة بنسبة 57%، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
والبنك الخيري في تونبريدج بمقاطعة كِنت كان أيضاً من ضمن المنظمات المشاركة، ويتوقع أن يستمر في نهج الأيام الأربعة مع موظفيه الـ70.
تحسين الإنتاجية
واختار بنك القروض الاجتماعية أن يعرض على الموظفين إجازة يوم الإثنين أو الجمعة، ودعمتهم التجربة بما يسميه الرئيس التنفيذي للبنك، إذ سيعمل، "دورة مكثفة في تحسين الإنتاجية".
وقال البنك: "كانت تجربة ناجحة ورائعة لما يقرب من ثلثي فريقنا. لقد انتقلوا بنجاح إلى العمل 4 أيام في الأسبوع، وهم يحبون ذلك. كانت نقلة في حالتهم المزاجية، وباتوا يفتخرون بعملهم".
وفي الجمعية الملكية لعلم الأحياء بمدينة لندن، يأخذ موظفوها الـ38 الآن إجازة يوم الإثنين أو الجمعة، وتم تمديد يوم العمل من 7 ساعات إلى 8 ساعات.
إذ قال الرئيس التنفيذي للجمعية، مارك داونز، إن تغيير الطريقة التي تعمل بها الجمعية أمر حيوي. وقال: "لا يمكن أن تقلل ساعات عملك دون أن تزيد الإنتاجية ويتحسن الأداء".
داونز أوضح أنه في بعض الأحيان كان على الموظفين التحلي بالمرونة لحضور اجتماعات مهمة في غير أيام العمل، على سبيل المثال، ولكن استطلاعات الرأي التي أُجريت للموظفين أثناء التجربة أسفرت عن نتيجة رائعة.
وتابع: "أقول دون مبالغة إنها أكثر ردود إيجابية رأيتها في أي استطلاع أُجري للموظفين. فقد حظي هذا النظام بشعبية بالإجماع. وكان الجميع داعمين جداً جداً له". وقال إنه حين سأل المهتمين عما إذا كانوا يلاحظون أي تقصير في الخدمة، "كانت الإجابة: لا بكل تأكيد".
إدخال تعديلات قانونية على الشركات
يأتي ذلك، فيما قالت حملة أسبوع الـ4 أيام إنها ترغب الآن في أن تبادر مزيد من الشركات إلى تبني هذا النظام، وتحاول تشجيع الحكومة على إدخال تعديلات قانونية تمنح الموظفين الحق في طلب العمل بنظام 4 أيام.
وقال رايل، مدير الحملة: "الاقتصاد لم يعد بحاجة لأن نعمل 5 أيام في الأسبوع بعد الآن. كان ذلك قبل 100 عام، والاقتصاد تغير تماماً الآن".