قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الأحد 19 فبراير/شباط 2023، إن حبوباً تحبس إنزيمات المعدة وتبطئ عملية الهضم ويمكن استخدامها يوماً ما لعلاج مرض السكري والسمنة، قد تم إجراء اختبارات رئيسية عليها وقد أثبتت التجارب إيجابيتها؛ مما يعني أن العلماء بإمكانهم الآن تجربتها، على نطاق واسع، على البشر.
"المصفاة الجزيئية" هي عبارة عن جهاز قابل للبلع يحتوي على جزيئات السيليكا. وكل جُسيم به مُنقَّر بآلاف المسام الصغيرة بنفس حجم الإنزيمات التي يستخدمها الجسم لتكسير الطعام.
اقرأ أيضاً
تجربة على حبوب تساعد على وقف السمنة
تكمن فكرة الحبوب في أنها مثل مصيدة شبكية لهذه الإنزيمات. قال توري بينغتسون، الأستاذ في جامعة ستوكهولم: "تتحرك الإنزيمات وتلتقي بالجسيمات وتذهب إلى المسام". ولفت إلى أنَّ تناول هذه الحبوب مع الوجبات يمكن أن يجعل عملية الهضم أقل كفاءة؛ "عندما يدخل الإنزيم إلى المسام، لا يمكنه أداء المهمة التي من المفترض أن يفعلها".
لذلك، من الناحية النظرية، لا يحتاج الأشخاص الذين يتناولون الحبوب إلى الاعتماد كثيراً على قوة إرادتهم للالتزام بنظام غذائي؛ لأنَّ هذه الحبوب ستقدم لهم التوازن المطلوب.
أشار بينغتسون إلى أنه من الواضح أننا بحاجة إلى طرق جديدة لمعالجة مرض السكري والسمنة. وقال: "أجسادنا ليست مصممة لتأكل الطعام الذي يُستهلَك اليوم. فالطعام مُعالَج بدرجة كبيرة، ويتحلل بسرعة كبيرة في الأمعاء. لماذا يعد هذا سيئاً؟ لأنه يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر والدهون في الدم. لذا تصل لذروة عالية من الجلوكوز". وأضاف: "وهنا أوضح أنَّ بالإمكان كسر الذروة، إذا تمكنّا من تقليل كفاءة الهضم؛ ما نفعله هو إبطاء معدل تحلل الطعام في الأمعاء".
اقرأ أيضاً
إجراء تجارب سريرية
بعدما أظهر فريق البحث، الذي يقف وراء تطوير هذه الحبوب، في دراسة نُشِرَت بدورية ACS Applied Materials & Interfaces، أنَّ الجسيمات تنجو من البلع ولا تمر في مجرى الدم، يريد الفريق الآن الانتقال إلى تجارب سريرية كبيرة على البشر هذا العام.
الميزة الرئيسية لهذه الجزيئات هي أنها، بالمقارنة مع عقاقير السمنة الأخرى، لديها آلية ميكانيكية وليست دوائية. وهذا يعني أنها أقل عرضة للتسبب في آثار جانبية؛ وقد يكون من الأسهل الحصول على ترخيص استخدامها من الجهات التنظيمية. وهذا يعني أيضاً أنه لا داعي لأن يقتصر استخدامها على من هم في أمسّ الحاجة إلى الرعاية الطبية.
قال الأستاذ الجامعي بينغتسون: "نريد وقاية الناس من الإصابة بالمرض من البداية، بشيء آمن للغاية". وأضاف: "الفكرة هي تناول الحبوب عندما تبدأ وجبتك، ثم ستكون مع الطعام في المعدة، والأمعاء. إذا صار الهضم أبطأ، تقل مستويات الجلوكوز لديك وتشعر بالامتلاء. وهذا هو المفهوم الرئيسي وراءها".
من جانبها، قالت سانا آلاجموفيتش، الرئيس التنفيذي لشركة Sigrid Therapeutics التي ستبيع الحبوب، إنَّ البشر ليسوا السوق المستهدفة الوحيدة؛ بالنظر إلى أنَّ السمنة مرض عابر لأنواع الكائنات الحية. وأضافت: "بدأنا بدراسة في القطط. وأخذنا أغذية تجارية ودمجنا موادنا فيها. فهناك الملايين من القطط البدينة".