دُمر ثلث غابة الأمازون بفعل الأنشطة البشرية والجفاف، وفق ما أظهرت دراسة علمية نشرت، الخميس 26 يناير/كانون الثاني 2023، في مجلة "ساينس"، ودعا المشاركون فيها إلى إقرار قوانين ترمي إلى حماية هذا النظام الإيكولوجي الحيوي المعرض للخطر.
وأشار الباحثون، وغالبيتهم من جامعة "أونيفيرسيداديه إستادوال دي كامبيناس" البرازيلية، حسب ما نشره موقع يورو نيوز، إلى أن الأضرار التي لحقت بالغابة الممتدة على 9 بلدان، أكبر بكثير من تلك المسجلة سابقاً.
كما حلل الباحثون في دراستهم الآثار الناجمة عن الحرائق وقطع الأشجار والجفاف والتغيرات في الموائل على أطراف الغابة التي تسمى بتأثيرات الأطراف، وأدت هذه الظواهر باستثناء الجفاف، إلى تدمير ما لا يقل عن 5.5% من بقية المساحة التي تشكل النظام الإيكولوجي للأمازون، أي ما يعادل 364748 كيلومتراً مربعاً، وذلك بين عامي 2001 و2018، وفق الدراسة.
وعند الأخذ في الاعتبار آثار الجفاف، تصبح المساحة المدمرة عبارة عن 2.5 مليون كيلومتر مربع، أي 38% من بقية المساحة التي تشكل نظام الأمازون الإيكولوجي.
وقال العلماء إن "موجات الجفاف الحادة تسجل بصورة متزايدة في الأمازون مع تغير أنماط استغلال الأراضي وظواهر التغير المناخي الناجمة عن الأنشطة البشرية اللذين يؤثران على أعداد الأشجار النافقة والحرائق والانبعاثات الكربونية في الغلاف الجوي". وأضافوا أن "حرائق الغابات زادت خلال السنوات التي شهدت موجات جفاف حادة"، محذرين من مخاطر "حرائق أكبر" قد تسجل مستقبلاً.
ودعا العلماء التابعون لجامعة لافاييت في ولاية لويزيانا الأمريكية وجامعات أخرى، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة، في دراسة منفصلة تناولت تأثير النشاط البشري على نظام الأمازون الإيكولوجي ونشرت أيضاً في مجلة "ساينس".
كما أشاروا إلى أن "التغييرات تحصل بسرعة كبيرة جداً؛ لدرجة أن الأنواع والأنظمة الإيكولوجية في الأمازون يتعذر عليها التكيف معها". وتابعوا أن "القوانين التي تمنع تعريض الغابة لآثار ضارة جداً معروفة، وينبغي تفعيلها فوراً".
وخلص العلماء إلى أن "فقدان الأمازون يعني خسارة مجال حيوي، فيما الامتناع عن التحرك لإنقاذ الغابة سيلقي بظلاله على البشر".