عثرت الشرطة البريطانية على جثة لامرأة توفيت في منزلها دون انتباه من أحد لأكثر من 3 سنوات، فيما اتهمت عائلتها هيئةَ الخدمات الصحية البريطانية وإدارة الخدمات الاجتماعية بالتخلي عنها و"تركها للموت"، حسب ما أفادت به صحيفة The Guardian البريطانية..
كانت لورا وينهام، تبلغ من العمر 38 عاماً، مصابة بالفصام؛ ما جعلها تعاني صعوبات في الاعتناء بنفسها، وزاد على ذلك ابتعادها عن عائلتها. وفي مايو/أيار 2021، عثرت الشرطة وأقارب لها على جثمانها في "حالة محنَّطة، شبيهة بالهيكل العظمي"، بشقتها الواقعة في بلدة ووكينغ بمقاطعة سَري.
قالت عائلة لورا إن هيئات الصحة والرعاية الاجتماعية لم تتقاعس عن التحرك لرعايتها، بناء على العلامات الواضحة على تدهور صحتها خلال السنوات والأشهر الأخيرة قبل وفاتها فحسب، وإنما أهملت كذلك إجراء الفحوصات الدورية التي كان من شأنها أن تكشف وفاتها مبكراً.
وعلى مدار 3 سنوات ونصف السنة، لم تُبذل أي محاولة جادة للتحقق من سلامة لورا، على الرغم من إيقاف نفقات الرعاية وانقطاع الغاز عنها، وامتناعها المتواصل عن الرد على الرسائل والمكالمات الهاتفية، أو حتى فتح باب منزلها.
اتهمت نيكي وينهام، شقيقة لورا، هيئة الرعاية الاجتماعية وخدمات الصحة العقلية ومُلاك العقار الذي كانت تسكنه أختها بـ"تجاهل" العلامات المتعددة على اشتداد محنتها، وقالت: "لا يجوز أن يعاني أي أحد مثلما عانت لورا بسبب نقص الدعم المقدَّم لها في ظل مرضها العقلي.. ونحن نروي ما حدث معها؛ لأننا لا نريد أن تعاني أي عائلة أخرى مأساة كهذه".
جاءت تصريحات العائلة قبل جلسة الاستماع المقرر عقدها يوم الإثنين 30 يناير/كانون الثاني لتحديد نطاق التحقيق في وفاة لورا. وترى العائلة أن التحقيق يجب أن يتضمن التحري عن مدى التزام هيئات الصحة والرعاية الاجتماعية بالدور المنوط بها في رعاية لورا، والبحث في أسباب "نسيانها في غياهب إجراءات نظام الرعاية".
فيما قالت العائلة إن لورا تغلبت على الإعاقة الجسدية والصمم ومشكلات القلب ومشكلات الصحة العقلية، وتمكنت من التخرج في الجامعة، وقد كانت اجتماعية ولها أصدقاء، إلى أن تدهورت صحتها العقلية تدهوراً حاداً، وبدأت تعاني الهلوسة، ثم أنكرت أسرتها، فازداد بُعدهم عنها إلى ما يشبه الانقطاع.
يُعتقد أن لورا توفيت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بعد بضعة أسابيع من زيارة لضباط شرطة إلى الشقة، على أثر إبلاغ الخدمات الاجتماعية عن إهمالها لنفسها، ونقص الطعام في شقتها، وعدم إدراكها لوسائل الوصول إلى جيرانها أو خدمات الرعاية.
على الرغم من إبلاغ الشرطة بأن هاتف لورا قد تعطل، حاولت فرق الرعاية الاجتماعية الاتصال بها، وأرسلوا إلى الهاتف بعض المعلومات عن بنوك الطعام المحلية وبيانات الاتصال بجمعيات الدعم، ثم اكتفوا بذلك، وأغلقت التحريات في المحضر بعد أسبوعين، دون الذهاب إليها والتحري عن سلامتها.
لم تُكتشف وفاة لورا إلا حين ذهب أفراد من العائلة إلى شقتها في مايو/أيار 2021 لإبلاغها بوفاة والدها؛ فقد طرقوا الباب أكثر من مرة، لكنها لم ترد، فاتصل شقيقها روي بالشرطة في النهاية.
اضطرت الشرطة إلى دخول المنزل عنوة، وعثرت بعد دخولها على كومة من الرسائل غير المفتوحة، وفواتير من الدائنين، وتبيَّن لها انقطاع العلامات الموضوعة على التقويم في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بعد وقت قصير من كتابة لورا عليه: "أحتاج إلى المساعدة". وتحقق الطب الشرعي من هويتها من خلال فحص الأسنان.
قال متحدث باسم مجلس مقاطعة ساري: "إنها مأساة، ونحن نتعاطف مع العائلة ونقدم أعمق تعازينا لهم ولأصدقائها. من الواجب علينا مراجعة كل جانب من جوانب هذه الحادثة المعقدة، ونحن حريصون على المشاركة الكاملة في إجراءات التحقيق، وسيشمل ذلك تقديم كل المعلومات اللازمة للإجابة عن استفسارات جهات التحقيق".