لم يكن يتوقع الدومينيكي ألفيس فرنسوا، أن حياته ستنقلب بشكل سريع، نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول من سنة 2022، بعد أن انجرف به أحد القوارب، الذي كان يقوم بإصلاحه، في عرض البحر الكاريبي.
هذا الرجل البالغ من العمر 47 سنة، لم يكن أمامه أي طريقة للنجاة، سوى الجلوس والانتظار، وذلك بسبب عدم معرفته بطريقة تحديد اتجاهه في القارب، من أجل العودة إلى اليابسة من جديد.
وبعد مرور 24 يوماً في قاربه الصغير، جاء الفرج، وتمكن ألفيس من العودة إلى الحياة الطبيعية على اليابسة، لتكون قصة نجاته واحدة من بين القصص الغريبة، التي من الممكن أن تسمع بها، والتي من الممكن أن تذكرنا بقصص بعض الأفلام الأجنبية، إلا أن الاختلاف هنا، أنها حقيقة.
كان يصلح قاربه فأصبح تائهاً وسط البحر
تعود قصة ألفيس فرنسوا إلى شهر ديسمبر/كانون الأول 2022، عندما كان يقوم بتصليح قاربه الشراعي قبالة ميناء موجود في جزيرة سانت مارتن، في جمهورية الدومينيكان، في البحر الكاريبي، حيث يعيش.
وعندما كان منهمكاً في عملية التصليح، وحسب ما نشرته صحيفة "mirror"، انجرف القارب بصاحبه داخل البحر، بسبب سوء أحوال الطقس، والتيارات القوية.
لم يتمكن ألفيس فرنسوا من التواصل مع أحد أصدقائه، أو الاتصال بأفراد عائلته، وذلك لأن القارب قد وصل إلى مكان بعيد، يصعب فيه التقاط إشارة الهاتف، الأمر الذي جعله يعلم أن طرق النجاة من الموت قليلة، ومع ذلك تمسك بالحياة، وصارع إلى آخر يوم.
الكاتشاب وماء المطر للبقاء على قيد الحياة
من حسن حظ ألفيس فرنسوا أنه كان يملك داخل القارب الشراعي قنينة من الكاتشاب، وبودرة ثوم، ومكعبات مرق، ولا شيء غير ذلك.
وعلى الرغم من أن المواد الغذائية هذه لن تسد جوعه وعطشه، إلا أن فرنسوا فكر في طريقة لتحويل كل هذه العناصر قابلة للأكل.
إذ قام بخلط كل المكونات المتوفرة لديه مع بعضها، وأضاف إليها ماء المطر الذي كان يهطل بشكل مستمر خلال فترة وجوده في البحر، وقام شربها بكميات قليلة، لكي تستمر معه لأطول فترة ممكنة.
كما أن ماء المطر، كان هو الحل الوحيد أمام هذا المواطن الدومينيكي ليتمكن من الحفاظ على رطوبة جسمه، ومقاومة العطش.
استمر وضع ألفيس فرنسوا لعدة أيام، إذ إنه قضى نهاية سنة 2022، وبداية سنة 2023 داخل أعماق البحر، لا شيء أمامه غير الماء الأزرق، وغير قادر على فعل شيء، أو التواصل مع أي شخص بشكل كامل.
إذ قال في تصريح له، حسب ما نشرته البحرية الكولومبية عبر حسابها الرسمي على تويتر: "24 يوماً، لا أرض، لا أحد أتحدث إليه، لا أعرف ماذا أفعل. لا تعرف أين أنا".
النجاة بعد فقدان الأمل
كان ألفيس يواجه خطر الغرق، وذلك بعد أن تعدى يومه العشرين داخل البحر، بعد أن بدأ قاربه الصغير بامتصاص الماء إلى الداخل، ما جعله يفقد توازنه بشكل تدريجي.
وبعد مرور 24 يوماً في البحر الكاريبي، وبالتحديد يوم 15 يناير/كانون الثاني من سنة 2023، وعندما بدأ ألفيس بفقدان الأمل في النجاة، والعودة مرة أخرى إلى اليابسة، ومعانقة عائلته وأصدقائه الذين كان يفكر فيهم بشكل دائم، تفاجأ بمرور طائرة عابرة من فوق المكان الذي كان موجوداً به.
ومن أجل لفت الانتباه للطائرة، كتب ألفيس كلمة "المساعدة" باللغة الإنجليزية على هيكل القارب، واستعان بمرآة لإصدار بعض الإشارات من خلال انعكاس ضوئها عن طريق الشمس، وهذا ما حصل بالفعل.
تمكنت الطائرة من الانتباه إلى الإشارات المقدمة من طرف المواطن الكاريبي، وبعد مدة قصيرة، تمكنت عناصر البحرية الكولومبية من العثور عليه.
فقد جرف التيار البحري ألفيس فرانسوا شمال غرب شبه جزيرة "لاغواخيرا" في كولومبيا، على بعد 120 ميلاً منها.
وبعد أن تم إنقاذه، تم اصطحابه إلى مدينة كارتاخينا الكولومبية، حيث تم توفير جميع الإسعافات التي يحتاجها، وكذلك تواصله مع الشرطة، من أجل معرفة تفاصيل ما حصل له، وكيف وصل إلى هناك.