فشل أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأبرعها حتى الآن في امتحان بكالوريا في الفلسفة، حيث كشف الاختبار أن تطبيق الذكاء الاصطناعي ChatGPT ليس كفؤاً لاجتياز امتحان تنطوي أسئلته على بعض التعقيد، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 16 يناير/كانون الثاني 2023.
فقد أصدرت شركة OpenAI الأمريكية تطبيق الذكاء الاصطناعي ChatGPT في نوفمبر/تشرين الثاني، واختُبر التطبيق في محاولة تقديم مقالة بحثية للإجابة عن سؤال من اختبار "بكالوريا الفلسفة" (Bac Philo) العام الماضي، وهو الاختبار الصعب الذي يتعين على طلاب المستوى المتقدم (A-levels) في اللغة الفرنسية اجتيازه.
حسب الصحيفة البريطانية، فقد أُعطي الطلاب 4 ساعات لتقديم مقالة يناقشون فيها الإجابة عن سؤال: "هل الأمر متروك للدولة لتقرير ما هو عادل؟".
سلَّمت صحيفة Le Figaro الفرنسية المقالةَ التي صاغها تطبيق الذكاء الاصطناعي إلى أوليفييه ديلي، وهو مدرس أول لطلاب الصف السادس ومحاضر في جامعة باريس، لتقييمه. فقال ديلي: إن الأطروحة التي "قدمها [تطبيق ChatGPT] استندت إلى حجج فيها قصور شديد".
استشهد التطبيق، القادر على تقديم إجابة نثرية بعدة لغات، إلى مبادئ مستمدة من أفكار الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز وأفلاطون وأرسطو للدفع بحُجته، إلا "أنها جاءت عامة.. وانطوت المقالة على سرد موجز لنظريات لا علاقة لها بالسؤال المطروح"، وتضمنت المقالة "جميع أنواع الأخطاء التي نحذِّر الطلاب من ارتكابها في المقالة البحثية".
مخاوف من تطبيقات الذكاء الاصطناعي
على الرغم من ذلك، تكاد تسود حالة من الذعر بين المعلمين في الولايات المتحدة وأوروبا بشأن استعانة الطلاب بالذكاء الاصطناعي للإجابة عن مسائل المنطق والرياضيات، حتى إن المدارس الحكومية في مدينة نيويورك حظرت الوصول إلى تطبيق ChatGPT بسبب "تأثيره [المضر] في العملية التعليمية للطلاب، والمخاوف المتعلقة بسلامة المحتوى العلمي الذي يقدمه ومدى دقته".
بينما اضطرت بعض الجامعات الأسترالية إلى تغيير الطريقة التي تجري بها الاختبارات والتقييمات الأخرى بعد اكتشافها أن الطلاب يستخدمون برنامج الذكاء الاصطناعي الناشئ Chat GPT لكتابة المقالات، حسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 10 يناير/كانون الثاني.
حيث أدخلت جامعات كبرى قواعد جديدة تعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي غشاً، وضُبط بعض الطلاب وهم يستخدمون هذا البرنامج بالفعل. لكن أحد خبراء الذكاء الاصطناعي حذر من أن الجامعات تخوض "سباق تسلّح" لا يمكنها أبداً الفوز به.
في لندن، اختبره أحد الأكاديميين في سؤال امتحان عام 2022 وقال إن إجابة الذكاء الاصطناعي كانت "متماسكة وشاملة ولم تخرج عن الموضوع المحدد، وهذا ما يفشل الطلاب في الإتيان به غالباً"، وأضاف أنه سيضطر إلى "تغيير شكل الامتحان" أو حرمان الطلاب الاتصال بالإنترنت في الاختبارات مستقبلاً.
كما أنه في أستراليا، أعرب أكاديميون عن مخاوفهم من برنامج Chat GPT وقدرة التقنيات المماثلة على التهرب من برامج مكافحة السرقة الأدبية وكتابة مقالات أكاديمية سريعة وموثوقة.
فيما قالت "مجموعة الثمانية" -التي تضم الجامعات الرائدة في مجال البحث المكثف على مستوى البلاد- إنها تدرس تغيير طريقة التقييم هذا العام بسبب هذه التكنولوجيا الناشئة.