كشفت دراسة حديثة أن العلاج بالهرمونات البديلة، قد يساعد في الوقاية من مرض ألزهايمر بين ملايين النساء المعرَّضات للإصابة به، وذلك في وقت أصبح "الخرف"، من أبرز المخاطر الصحية الأوسع انتشاراً في العالم، والتي تمثل ضغطاً على الأنظمة الصحية للبلدان.
صحيفة The Guardian البريطانية، ذكرت، السبت، 14 يناير/كانون الثاني 2023، أن الدراسة نُشرت في دورية Alzheimer's Research & Therapy الطبية، وأجراها فريق من الباحثين بجامعة إيست أنغليا البريطانية، وجامعة إدنبرة الأسكتلندية.
عمل فريق الباحثين على تحليل بيانات 1178 امرأة، شاركن في مشروع "المبادرة الأوروبية، للوقاية من مرض ألزهايمر المرتبط بالخرف"، وتتبَّعوا نتائج الاختبارات والتغيرات في حجم الدماغ في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي.
يشمل مشروع المبادرة الأوروبية 10 دول، وتعقب الحالة الصحية لأدمغة 1906 أشخاص، يزيد عمرهم على خمسين عاماً، ولم يكونوا مصابين بالخرف في بداية الدراسة.
الباحثون وجدوا في دراستهم دليلاً يشير إلى "أهمية محتمَلة" للعلاج بالهرمونات البديلة (HRT)، أو ما يُعرف بـ"العلاج الهرموني التعويضي"، في الحدِّ من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر لدى النساء اللاتي يحملن جين APOE4.
شدَّد الباحثون على أنهم لا يستطيعون الجزم بأن العلاج الهرموني التعويضي يقلل من مخاطر الإصابة بالزهايمر لدى النساء، لكنهم زعموا أن النتائج التي توصَّلوا إليها بشأن نجاعة هذا العلاج، تشير لاحتمال أن يكون له "مكانة مهمة" بين الخيارات المحدودة لأدوية الخرف، وخاصة في ظل الحاجة الماسة إلى وسائل علاج جديدة.
يُستخدم العلاج الهرموني التعويضي في علاج الأعراض التي تظهر لدى المرأة بعد سنِّ انقطاع الطمث، إذ يُستعان بالبدائل الهرمونية التي تحتوي على هرمونات أنثوية، مثل الإستروجين والبروجيسترون، لتعويض الهرمونات التي يقل تصنيعها في الجسم بعد انقطاع الطمث، وللحد من بعض أعراض هذه السن، مثل الهبّات الساخنة والتعرُّق، والإصابة بهشاشة العظام.
تُشير الصحيفة البريطانية، إلى أن نتائج الدراسة أظهرت أن حاملي الجين APOE4 الذين استخدموا العلاج التعويضي بالهرمونات، كانوا أحسن إدراكاً، وكان حجم أدمغتهم أقل انتكاساً من الأشخاص الذين لم يستخدموا العلاج التعويضي بالهرمونات والناقلات غير الحاملة لجين APOE4.
من جانبه، قال البروفيسور مايكل هورنبيرغر، من كلية نورويتش للطب بجامعة إيست أنغليا، إنه "من السابق لأوانه الجزم بأن العلاج الهرموني التعويضي يقلل من خطر الإصابة بالخرف لدى النساء، لكن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أهمية محتمَلة للجمع بين هذا العلاج والطب الشخصي في الحد من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر".
أشار هورنبيرغر إلى أنه من المقرر أن تشمل المرحلة التالية من هذه الدراسة إجراء تجربة تدخُّل للتحقق من تأثير البدء في العلاج الهرموني التعويضي مبكراً على الإدراك وصحة الدماغ، فضلاً عن اختبار أنواع العلاج بهرمونات أكثر فاعلية.
كذلك توصل الباحثون إلى أن العلاج الهرموني التعويضي كان أشد فاعلية – في الوقاية من الزهايمر – عند إعطائه للنساء خلال المرحلة السابقة على انقطاع الطمث، إذ تتراكم الأعراض قبل شهور أو سنوات من توقف الدورة الشهرية، وقد تؤدي إلى تنكُّس نسيج الدماغ في وقت أبكر بعدة سنوات.
تأتي الجهود الهادفة إلى مواجهة مرض الزهايمر، وسط توقعات لدراسات بزيادة عدد الأشخاص الذين يعانون أعراض الخرف في جميع أنحاء العالم إلى 3 أضعاف العدد الحالي تقريباً، ليصل عددهم إلى 153 مليوناً بحلول عام 2050.
في هذا الصدد، حذَّر الخبراء من أن الخرف تهديد بارز ومتفاقم بوتيرة سريعة على أنظمة الرعاية الصحية والاجتماعية في جميع بلدان العالم وقاراته.
تُشير البيانات إلى أن اثنين من كل 3 أشخاص مصابين بمرض الزهايمر من الإناث، ونحو ربع النساء في بريطانيا وحدها، يحملن جيناً يسمى "صميم البروتين الشحمي إي 4" APOE4، وهو أقوى الجينات تأثيراً في الإصابة بداء الزهايمر، وإن لم يكن حمله يقتضي الإصابة بهذا المرض.