قال الأمير هاري، في مقابلة نشرتها صحيفة The Telegraph البريطانية، الجمعة 13 يناير/كانون الثاني 2023، إنه أزال فقرات كثيرة من مذكراته التي نشرها في كتابٍ أثار ضجة في بريطانيا، خوفاً من ألا "يغفر له" والده الملك تشارلز الثالث أو شقيقه وليام أبداً بعض المعلومات المحرجة.
هاري قال للصحيفة: "كانت مسودة (الكتاب) الأولى مختلفة، كانت تضم 800 صفحة، أما الكتاب بصيغته النهائية فيقع في 400 صفحة فقط، كان من الممكن إصدار كتابين على هذا النحو، وكان الجزء الأصعب هو إزالة المقاطع.
أضاف هاري أن "هناك أشياء حدثت، خصوصاً بيني وبين أخي، وإلى حد ما بيني وبين والدي، لا أريد أن يعرفها العالم، لأنني أعتقد أنهما لن يغفرا لي يوماً"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كتاب هاري الذي يحمل عنوان "Spare"، أي (البديل)، حقَّق انطلاقةً قوية في المكتبات، ولم يوقر الابن الأصغر للملك تشارلز الثالث أحداً، ولا سيما شقيقه الذي يكبره بعامين، والذي وصفه بأنه "العدو اللدود".
حقق الكتاب مبيعات قياسية خلال سويعات قليلة من طرحه في المكتبات بعموم المملكة المتحدة، الثلاثاء 10 يناير/كانون الثاني 2023، وقد بات "الأسرع مبيعاً" بقائمة الكتاب غير الروائي، مع نفاد 400 ألف نسخة على الفور، بحسب موقع سكاي نيوز البريطاني.
قدّم الكتاب وليام بصورة رجل غضوب لا يحب ميغان ماركل، زوجة هاري، إذ يعتبرها "سيئة التربية وعدوانية"، كما روى هاري قصة طرحه أرضاً على يد شقيقه وليام، إثر مشادة بينهما عام 2019.
في مقابلة أجريت قبل إصدار الكتاب في كاليفورنيا، حيث يعيش، أوضح هاري أيضاً أنه يشعر بالمسؤولية تجاه أطفال وليام: جورج (9 أعوام)، وشارلوت (7 أعوام)، ولويس (4 أعوام)، وقال: "أعرف أنّ من بين هؤلاء الأطفال الثلاثة واحداً على الأقل سينتهي به الأمر مثلي، أي البديل".
أضاف هاري: "هذا الأمر يؤلمني ويقلقني"، معترفاً بأن وليام "أوضح له أن أطفاله ليسوا مسؤوليتي"، كما أشار إلى أن "الأمر لا يتعلق بمحاولة إسقاط النظام الملكي، بل بمحاولة إنقاذهم من أنفسهم".
تحدث هاري كذلك مباشرة إلى العائلة الملكية، مطالباً إياها بالاعتذار لزوجته ميغان، قائلاً: "لأنكم تعرفون ما فعلتم"، وأضاف "اعترِفوا إذاً، ويمكننا جميعاً المضي قدماً".
واتهم هاري أيضاً أفراداً في العائلة الملكية بأنهم تعاونوا مع "الصحافة الصفراء"، التي وصفها بـ"الشيطان"، من أجل تحسين سمعتهم على حساب سمعته هو وزوجته ميغان.
رغم مهاجمة هاري للعائلة الملكية، فإنه قال في مقابلة إنه يريد المصالحة مع أفراد عائلته، ولكنه أشار إلى أنهم لم يُظهروا أي اهتمام، ما يُعطي انطباعاً "بأنه من الأفضل أن يبقى هو وميغان في صورة الأشرار".
يُشار إلى أن قصر باكنغهام لا يزال صامتاً منذ إصدار الكتاب، الذي زاد الأجواء داخل العائلة الملكية توتراً، قبل أشهر قليلة من تتويج تشارلز الثالث في 6 مايو/أيار.