اتهم الأمير هاري أفراداً في العائلة الملكية في بريطانيا، بأنهم تعاونوا مع "الصحافة الصفراء"، التي وصفها بـ"الشيطان"، من أجل تحسين سمعتهم على حساب سمعته هو وزوجته ميغان ماركل، مشيراً إلى أنه كشف علناً خلافاته مع العائلة وواجه الصحافة، في محاولة لمساعدة النظام الملكي، ولتغيير وسائل الإعلام.
جاء ذلك في أول سلسلة من المقابلات التلفزيونية مع الأمير هاري، تم بثها الأحد 8 يناير/كانون الثاني 2023، وقال هاري في مقابلة مع قناة "آي تي في" البريطانية، إنه فرّ من بريطانيا مع أسرته إلى كاليفورنيا في عام 2020 "خوفاً على حياتنا".
أضاف هاري أنه "بعد سنوات عديدة من الأكاذيب التي قيلت عني وعن عائلتي، جاءت مرحلة بالعودة إلى العلاقة بين أفراد معينين من العائلة والصحافة الصفراء، قرر فيها هؤلاء الأعضاء المعينون التعاون مع الشيطان.. لإعادة تحسين صورتهم".
أشار الأمير إلى أنه "وضع حداً فاصلاً، عندما أصبح تحسين صورتهم على حساب آخرين وهم أنا وأفراد عائلتي الآخرون".
كذلك كرر هاري وشرح خلال مقابلته بالتفصيل الاتهامات التي وجهها هو وميغان منذ تركهما الواجبات الملكية، وهي أن أفراد "العائلة المالكة ومساعديهم لم يتقاعسوا فقط عن حمايتهما من الصحافة المعادية والعنصرية في بعض الأحيان، ولكنهما سربوا بشكل فعلي قصصاً عنهما عبر مصادر مجهولة".
اعتبر هاري أن "أكثر ما يثير الحزن في ذلك، هو أن بعض أفراد عائلتي وأشخاصاً يعملون لحسابهم متواطئون في هذا الصراع"، مشيراً إلى أن ذلك يشمل كلاً من والده الملك تشارلز وزوجته كاميلا.
لفت هاري إلى أنه يأمل أن تساعد الإجراءات القانونية المتعددة التي اتخذها ضد الصحف في تغيير وسائل الإعلام، قائلاً إنها "بؤرة الكثير من المشاكل في جميع أنحاء المملكة المتحدة"، مضيفاً: "والدي قال لي إن محاولة تغيير الصحافة ربما تكون مهمة انتحارية".
على الرغم من مهاجمة هاري للعائلة الملكية، إلا أنه قال في المقابلة إنه يريد المصالحة مع أفراد عائلته، ولكنه قال إنهم لم يظهروا أي اهتمام، مما يعطي انطباعاً "بأنه من الأفضل أن يبقى هو وميغان في صورة الأشرار".
أضاف هاري: "أنا أؤمن بصدق وأتمنى أن يكون للمصالحة بين عائلتي وبيننا تأثير مضاعف في جميع أنحاء العالم. ربما يكون هذا شيئاً نبيلاً وربما يكون شيئاً ساذجاً".
في مقابلة أخرى مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة "سي بي إس"، قال هاري الأحد 8 يناير/كانون الثاني 2023 إن "الكرة في ملعب عائلته لإصلاح ذات البين"، مضيفاً أنه تعرض لأكاذيب يومية ضد زوجته ميغان، إلى أن اضطرا معاً إلى "الهروب من البلاد".
حتى صباح اليوم الإثنين، لم يصدر أي تعليق من قصر بكنغهام، وقال صديق لم يذكر اسمه لصحيفة "صنداي تايمز" إن أمير ويلز "يستشيط" غضباً، ولكنه لن يرد "من أجل أسرته ووطنه".
وقال هاري إنه لا يعتقد أن والده أو شقيقه سيقرأ كتابه الجديد الذي حمل مفاجآت، وطُرح كتاب هاري (سبير) للبيع في إسبانيا يوم الخميس 5 يناير/كانون الثاني 2023 قبل خمسة أيام من موعد إصداره الرسمي.
لا يعرض الكتاب تفاصيل شخصية دقيقة مثل كيف تعاطى الأمير البريطاني مخدرات، وإنما يكشف أيضاً عن أمثلة أكثر حميمية على التنافر الأسري.
يقول الكتاب إن الأمير وليام، أمير ويلز ووريث العرش وشقيق هاري الأكبر، أوقع أخاه أرضاً في شجار، وإن الشقيقين توسلا إلى والدهما الملك تشارلز ألا يتزوج كاميلا التي أصبحت الآن الملكة زوجة الملك.
يقول معلقون إن الكتاب أثار أكبر أزمة للعائلة المالكة منذ مسلسل عُرض في التسعينيات وتناول انهيار زواج تشارلز من الأميرة الراحلة ديانا والدة وليام وهاري.
يُشار إلى أن كل هذا يأتي بعد أربعة أشهر فقط من وفاة الملكة إليزابيث وتولي تشارلز العرش.