منذ أزيد من خمسة قرونٍ خلت، كانت هناك مجموعة تقطن في كهوف Bannane الواقعة بالقرب من منطقة جالاوي الأسكتلندية، تقتات على لحوم غيرهم من البشر، بحسب historyextra، هذه المجموعة كانت عائلة "سوني بين".
كان سوني بين وعائلته قد تحولوا إلى أسطورة رعب أسكتلندية، بعد أن اختفوا في أحد الكهوف على الشاطئ الأسكتلندي لمدة ربع قرن.
الأغرب في قصة سوني بين وعائلته أنه طوال مكوثهم في ذلك الكهف، كان مصدر عيشهم الوحيد هو اللحوم البشرية للمسافرين البائسين الذين كانوا يمرون بتلك المنطقة.
كان سوني بين وعائلته يختطفون هؤلاء المسافرين ويذهبون بهم إلى الكهف لجعلهم طعاماً لهم دون أن يتركوا أي دليلٍ وراءهم.
بلغ عدد الأشخاص الذين أكلهم سوني بين وعائلته ألف شخص خلال 25 سنة فقط.
"سوني بين" الرجل الذي اعتزل في كهف لأكل لحوم البشر
في البداية يُفترض أن الرجل المعروف باسم سوني بين قد ولد في أواخر القرن الـ17 بالقرب من قرية إدنبرة بأسكتلندا، ورغم أنه لا يُعرف سوى القليل جداً عن حياته المبكرة فإن هناك كثيراً من الروايات التاريخية التي قد تناولت هذا الشخص وعائلته.
وفقاً للمؤرخة الأسكتلندية الدكتورة لويز يومان، ربما تبدأ قصة "سوني بين" في الواقع مطلع القرن الـ17، على الرغم من أنه لم يظهر في السجل التاريخي إلا بعد قرن تقريباً في عام 1755.
تضيف يومان أن "سوني بين" تمّ نسبه أيضاً إلى القرن الـ15، في عهد جيمس الأول ملك لاسكتلندا، على الرغم من أن الملك جيمس ربما اختلط بالملك جيمس السادس الذي حكم أسكتلندا في مطلع القرن الـ17، وفقاً لـBBC.
ولكن بغض النظر عن الفترة الزمنية التي قد عاش فيها سوني بين، فإنه يُنظر إليه دائماً على أنه شخصية وحشية لا يرحم.
كان والد "سوني بين" يعمل في تسييج المزارع، وقد نشّأ ابنه لكي يستمر في مهنته نفسها، ففي شبابه كان "سوني بين" يحصل على لقمة الخبز عن طريق عمله مع والده.
ولكن سرعان مع تسلّل الملل إلى "سوني بين" بعد زواجه بفترة بسيطة، فقرر ترك العمل مع والده، ولم يكتف بذلك فقط، بل ترك حتى العيش مع والديه وفرّ مع زوجته إلى مكان منعزل.
انتقل "سوني بين" وزوجته للعيش في كهف بينان، الذي يبلغ عمقه أكثر من 200 متر، ويحوّله ارتفاع المد إلى مكان سريّ بحي كان مدّ البحر يغطي مدخله.
وهناك كان سوني بين وزوجته ينصبان الكمائن للمسافرين لقتلهم وسرقتهم، تم يقومان بنقل جثثهم إلى الكهف حيث يتم ذبحها وأكلها، وبالتالي لم يكن سوني بين وزوجته يتركان أي دليل على جرائمهما.
"سوني بين" أسّس عائلة من آكلي لحوم البشر
بمرور الوقت، كبر أبناؤه الثمانية بما يكفي لمساعدته في هذا العمل، بعد ذلك أنجب أبناؤه أطفالاً من بناته الست ليعطوا لسوني وزوجته 32 حفيداً.
بحسب all that's interesting، وصل عدد عائلة "سوني بين" التي تعيش في الكهف في النهاية إلى 45 فرداً وكانوا جميعاً يتوقون إلى أكل اللحم البشري.
مع ما كان في الأساس جيشاً صغيراً لمساعدته، استمر "سوني بين" في تنظيم الكمائن بجانب كهفه بدقة، فقد كان يتعقب ضحاياه ومن ثم يقوم بالانقضاض عليهم قبل أن يسحب جثثهم إلى الكهف ليتم أكلها كما يفعل دائماً.
في تلك الأثناء، نمت قائمة الأشخاص المفقودين في المدن والقرى الأسكتلندية خلال القرن الـ17، يوماً بعد يوم، وفي بعض الأحيان كانت الأطراف البشرية تسبح على الشاطئ، لكن عائلة "سوني بين" المتوحشة المختبئة في كهف Bannane، لم يتم اكتشافها بعد.
ومع ذلك، كان أصحاب الفنادق والمراقد المحلية في دائرة الاتهام، فقد كان هؤلاء عادةً ما كانوا آخر الأشخاص الذين رأوا الشخص المفقود قبل اختفائه، لذلك خشي العديد من أصحاب النزل والفنادق أن يتم اتهامهم خطأً بالوقوف وراء اختفاء مئات الأشخاص، لذا قام العديد منهم بهجر العمل في الفنادق والنزل لمهن أخرى.
نهاية سوني بين وعائلته
عاشت العشيرة بأكملها عن طريق السرقة والقتل، وأكلت ضحاياهم بشغف. في النهاية نجا رجل من كمين سوني بين وعائلته بعد أن تعرّض رفقة زوجته لكمين.
شق الزوج طريقه إلى غلاسكو، حيث ناشد الملكَ جيمس السادس أن يفعل شيئاً حيال عائلة سوني بين، وتروي بعض الروايات التاريخية أنّ الملك الأسكتلندي قاد بنفسه جيشاً قوامه 400 مقاتل إلى كهف Bannane، وفقاً لـscotclans.
تمّ القبض على سوني بين وزوجته ونقلهما إلى مدينة ليث الأسكتلندية، حيث كانا ينتظران الإعدام.
وقيل إن السكان المحليين شعروا بالاشمئزاز من عائلة "سوني بين" لدرجة أنهم طالبوا بعقوبة أشد قسوة من مجرد الموت، نتيجة لذلك تم حرق 21 امرأة من بين النساء حتى الموت، وتمّ تقطيع الرجال وتركهم ينزفون.
ومن الواضح أنّ قصة سوني مروعة بشكل لافت، لكنها حتى اللحظة تفتقر إلى أي نوع من الأدلة الداعمة؛ لعدم وجود سجلات للأشخاص المفقودين في ذلك الوقت أو حتى أسماء عائلة سوني بين تلك التي تمّ إعدامها، رغم ذلك بقيت أسطورة "سوني بين" مادة دسمة لأفلام الرعب.