أثارت مقتطفات من مذكرات الأمير هاري بدأت في الانتشار، الخميس 5 يناير/كانون الأول 2022، ضجة كبيرة في بريطانيا، إذ يروي في كتابه هذا تفاصيل مثيرة اعترف فيها الأمير هاري بأنه تعاطى الكوكايين وقتل 25 "مقاتلاً معادياً"، على حد وصف الكتاب في أفغانستان.
بعد شهر من بث الفيلم الوثائقي على نتفليكس عن هاري وزوجته ميغن من دون أي تصريحات صادمة، تواجه الأسرة الملكية البريطانية معلومات مزعجة إضافية بشأن انسحاب الزوجين من العائلة سنة 2020 وانتقالهما إلى كاليفورنيا، قبل النشر المرتقب لكتاب مذكّرات هاري، الثلاثاء المقبل، بعنوان "Spare" حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
الأمير هاري قتل 25 شخصاً بأفغانستان
وقبل هذا الموعد المرتقب، حصلت وسائل إعلام عدّة على نسخ من الكتاب، لا سيّما بعدما طرحته مكتبات إسبانية للبيع عن طريق الخطأ، وتبع ذلك انتشار مقتطفات بالجملة أثارت الدهشة، من مشاركة الأمير هاري الدموية في معارك في أفغانستان، إلى تفاصيل محرجة ترتبط على سبيل المثال بتعاطيه الكوكايين.
كما أكد هاري في مذكّراته أنه قتل 25 "مقاتلاً معادياً" خلال مشاركته في المهام العسكرية في أفغانستان، من دون أي ندم أو تباهٍ، وفق صحيفة "ديلي تلغراف". وكشف الأمير هاري تفاصيل مثيرة عن هجوم تعرض له من قبل شقيقه ويليام، في منزله بلندن عام 2019، بعد أن انهارت علاقتهما بسبب زواج الأمير الأصغر من ميغان ميركل.
صحيفة The Guardian البريطانية حصلت على نسخة من السيرة الذاتية للأمير هاري، والتي كشف فيها أن مواجهة محتدمة نشبت بين الشقيقين، حيث نعت ويليام، ميغان ميركل، بأنها "صعبة" و"وقحة"، وتصاعدت المواجهة بين الشقيقين لدرجة أن ويليام أمسك بياقة هاري، ومزق قلادته، وطرحه على الأرض. وأدى هذا المشهد الاستثنائي إلى إصابة واضحة في ظهر هاري.
واعتقد كثر أن حفل الزفاف اللافت في مايو/أيار 2018 بين الأمير هاري، البالغ حالياً 38 عاماً، وميغن، وهي ممثلة أمريكية سيعطي زخماً جديداً للعائلة الملكية. لكن سرعان ما تحوّل ذلك إلى حرب عائلية ومضايقات إعلامية، ما دفع بدوق ودوقة ساسكس للانسحاب من الأسرة الملكية عام 2020.
ومنذ ذلك الحين، انتقد الزوجان علناً العائلة الملكية والمكاتب الإعلامية التابعة لها، خصوصاً في مقابلة نُشرت عام 2021 عبر التلفزيون الأمريكي اتّهما فيها فرداً من الأسرة، لم يسمّياه، بالعنصرية.
ومذّاك، باتت العلاقة باردة بين الشقيقين اللذين سارا ذات يوم خلف نعش والدتهما ديانا في عام 1997، ولم يظهرا سوياً في السنوات الأخيرة إلا في مناسبات نادرة.
وقد ساهمت هذه السجالات الإعلامية في تعميق النفور الشعبي تجاه هاري وميغن في المملكة المتحدة، حيث يعتبر صحافيون كثر أنهما يتصرفان كطفلين مدللين.
وقالت كاترين دوهرتي، وهي سكرتيرة في لندن تبلغ 63 عاماً، لوكالة فرانس برس: "سئمت من كل هذا، لقد سئمت سماع أخبار المشاكل في عائلاتهم، فيما لدينا جميعاً مشاكلنا في عائلاتنا".
وكان مقرراً في الأساس الاكتفاء بتسريبات مختارة بعناية عن مذكّرات هاري، مع مقابلتين من المقرّر عرضهما الأحد والإثنين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، قبل أن يتسرّب المحتوى إلى العلن.
تعاطي الكوكايين وملابس نازية!
وفي هذا الإطار، ذكر موقع "ذي مايل أونلاين" أنّ هاري عارض علناً زواج والده من كاميلا، خوفاً من أن تكون "زوجة أب سيئة" كما تحدث هاري كيف توسل هو وشقيقه وليام (40 عاماً)، ابنا الملك تشارلز، إلى والدهما كي لا يتزوج كاميلا زوجته الثانية، وأنه تعاطى الكوكايين في سن المراهقة.
وظهرت بعض تفاصيل الكتاب أيضاً في مقطع بثته قناة (آي.تي.في) من مقابلة مع هاري ستُذاع لاحقاً، قال فيها إنه لا يستطيع التعهد بحضور تتويج والده في مايو/أيار.
كما تُقدم مذكرات هاري وصفاً شخصياً للصعوبات التي واجهها في التعامل مع وفاة والدته الأميرة ديانا والفترة التي قضاها في الجيش، ولكن أبرز ما كشفت عنه يتعلق بالعلاقة مع عائلته، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على العائلة المالكة البريطانية منذ تنحيه وميجان عن مهامهما الرسمية في عام 2020 للانتقال إلى كاليفورنيا وبدء حياة جديدة.
وكما هو معتاد بالنسبة للعائلة المالكة، أحجم المتحدثون باسم الملك تشارلز والأمير وليام عن التعليق.
وبحسب صحيفة "ذي صن"، أوضح هاري أيضاً أنّ شقيقه وليام وزوجته كيت شجّعاه، عندما كان في العشرين من عمره، على ارتداء ملابس نازية في حفل تنكّري، ما تسبّب في فضيحة.
ونقلت قناة "سكاي نيوز" الإخبارية مقطعاً اعترف فيه هاري بتعاطي الكوكايين، كما ذكرت أنّه تمّ ثنيه وشقيقه وليام عن طلب إعادة فتح التحقيق في وفاة والدتهما ديانا.
"أُنجزت المهمة"
وبحسب "ذي غارديان"، يتحدث هاري في مذكراته عن الصعوبة التي يعيشها بوصفه "البديل" في العائلة. ويستذكر خصوصاً أنّه في يوم ولادته، قال والده تشارلز لأمه ديانا: "هذا رائع! لقد منحتِني وريثاً وبديلاً عنه – لقد أُنجزت المهمة".
وتأتي هذه التطورات في ظلّ مرحلة انتقالية تعيشها العائلة الملكية البريطانية بعد اعتلاء تشارلز الثالث العرش، عقب وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية في 8 سبتمبر/أيلول عن عمر يناهز 96 عاماً.
ومن المقرر تتويج حاكم المملكة المتحدة و14 دولة أخرى من دول الكومنولث في 6 مايو/أيار، في حدث كبير سيُبث حول العالم.
يشار إلى أن الأمير هاري يستعد لإطلاق كتاب سيرة هاري، المقتبس من قول مأثور قديم في الأوساط الملكية والأرستقراطية يقول إن "الابن الأول وريث للألقاب والسلطة والثروة، والثاني احتياطي، في حالة حدوث أي شيء للبكر".
ويشير الكتاب إلى استياء هاري من كونه "احتياطياً" في العائلة الملكية، وتحدث الأمير عن طفولته، وتعليمه المدرسي، ومسيرته كأمير في الجيش البريطاني، وعلاقته بوالديه وشقيقه، وحياته مع ميغان.