هل سمعت يوماً بأن هناك حيواناً قد ترشح لمنصب سياسي مهم، وتمكن من الفوز على مجموعة مرشحين آخرين، ليتولى هذا المنصب بالفعل؟
لا تستغرب من هذا السؤال، لأن هذا الأمر قد حدث بالفعل لعدة مرات، وفي بلدان مختلفة، وذلك تعبيراً من بعض الأشخاص، سواء كانوا مالكي الحيوان، أو مجموعة من المواطنين، عن احتجاجهم على سياسة الشخص الحاصل على المنصب الذي ترشح له الحيوان.
وقد لاقت هذه الطريقة إقبالاً، خصوصاً في المدن الصغيرة، والقرى التي تحتاج إلى من يديرها بشكل صحيح، فتم ترشيح حيوان معين، باعتباره قادراً على إدارة منصبه أفضل من أي مرشح آخر.
ونستعرض معكم في هذا التقرير أبرز هذه الحيوانات التي اشتهرت بشكل كبير بسبب منصبها السياسي، أو لترشيحها أمام أسماء سياسية مهمة في دول مختلفة.
القط موريس صاحب الحملة الانتخابية الأنجح في المكسيك
يعتبر القط المكسيكي موريس، ذو الفرو الأبيض والأسود، من بين أشهر الحيوانات التي تم ترشيحها لمنصب سياسي، وهو عمدة مدينة خالابا، وذلك سنة 2013، بعد أن قرر سكان المدينة التعبير عن غضبهم من المسؤولين الذين لم يجدوا حلاً للمشاكل العديدة التي تشهدها المدينة، من بينها تجار المخدرات، وعمليات القتل والسرقة المتكررة.
وقرر سيرجيو تشامورو، البالغ من العمر 35 سنة، ترشيح قطه البالغ من العمر 10 أشهر، ليكون عمدة للمدينة، واختار لحملته الانتخابية شعار "تعبت من التصويت للجرذان؟ صوّت لقط"، فيما قال في تصريح له إن هذا القط ينام طوال اليوم تقريباً ولا يفعل شيئاً، وهذا يناسب صورة السياسي.
وعلى الرغم من أن مشهد ترشيح قط لمنصب سياسي كان متداولاً في عدة مدن في المكسيك، إلا أن القط موريس تمكن من الحصول على عدد كبير من المؤيدين، بسبب حملته الانتخابية التي نُظمت بشكل جيد.
وحسب "fox news"، قال تشامورو: "لقد كان موريس حافزاً لإظهار السخط السائد في مجتمعنا، ورسالتنا منذ البداية كانت هي: إذا لم يمتلك أي من المرشحين، فقم بالتصويت لصالح القطة، ويبدو أن الناس يستجيبون لذلك".
إذ أصبح هذا القط صاحب أكثر حسابات متابعة على مواقع التواصل الاجتماعي، مقارنة بباقي المرشحين، كما أنه يمتلك موقعاً إلكترونياً خاصاً، يتم فيه نشر صوره نائماً، أو يقوم بحركات تعبر عن الكسل، وذلك لإيصال صورة عن سياسيي البلد.
وبالرغم من عدم فوزه بمنصب عمدة مدينة خالابا، فإن القط موريس حصل على عدد أصوات وصل إلى 7500 صوت، فيما قامت مجموعة رعاية الحيوان ببعث رسالة خاصة له، لتهنئته على حملته الانتخابية الناجحة.
قط شارع يحكم بلدة في الألاسكا 20 سنة
قبل القط موريس، كان القط مايور ستابس الأشهر بين الحيوانات ذات منصب سياسي، وذلك بعد أن تم ترشيحه ليكون العمدة الشرفي لبلدة تاليكاتنا في ألاسكا، سنة 1997، وتمكن من البقاء في منصبه لمدة 20 سنة متواصلة.
ويعيش في هذه البلدة 900 شخص فقط، وهم الذين صوَّتوا للقط المرشح بالإجماع ليكون رئيساً لهم، بعد أن تم رفض جميع المرشحين الآخرين من البشر، والذين تم اعتبارهم غير أكفاء لهذه المهمة، خصوصاً أن البلدة كانت تعرف الكثير من التهميش، وعدم الاهتمام بالمشاكل التي تعانيها.
وتمكن هذا القط ذو اللونين الأصفر والبرتقالي، الذي تم اختياره بشكل عشوائي من داخل صندوق مخصص للقطط غير المرغوب بها، من أن يصبح أملاً لسكان المدينة، الذين نظموا حملة انتخابية، فصوَّتوا له وأصبح عمدة لهم.
ولأن هذا القط غير قادر على سن أي قوانين، أو إعطاء أي قرارات في البلدة، فقد تمكن من حفظ منصبه لما يقارب 20 سنة، إلى أن توفي سنة 2016، الشيء الذي نتج عنه غياب المشاكل طيلة فترة حكمه.
وحيد القرن البرازيلي يتفوق على السياسيين
احتجاجاً على طريقة حكم المسؤولين في مدينة سان باولو البرازيلية، قرر مجموعة من الطلاب ترشيح وحيد قرن يسمى "كاكاريكي"، ومعناها "قمامة"، الموجود في إحدى حدائق حيوانات المدينة، وذلك سنة 1959.
إذ تم تنظيم حملة انتخابية خاصة بوحيد القرن هذا، مما جعل الكثير من الأشخاص المنتمين إلى الطبقة المثقفة في البرازيل يرون أن ما يحصل عبارة عن طريق لثورة مقبلة.
وبالرغم من احتجاج البعض على ترشيح وحيد القرن ليكون رئيساً لبلدية المدينة، فقد تمكن من الفوز على جميع المرشحين، ووصل عدد المصوتين له إلى 100 ألف شخص.
إلا أن بعض الناخبين عبروا عن رفضهم لأن يكون حيواناً مالكاً لمنصب بهذه الأهمية، فتمت إعادة الانتخابات بعد أسبوع من إعلان نتائجها.
وبالرغم من أن كاكاريكو لم ينَل المنصب الذي رُشح له من طرف مجموعة من المواطنين المحتجين على ما تعانيه المدينة من مشاكل، إلا أن اسمه أصبح عبارة متداولة بين سكان البرازيل دون استثناء، من أجل التعبير عن اعتراضهم على أي قرار غير مُرضٍ للشعب من طرف السياسيين.
ماعز يقيل رئيس بلدية في تكساس
في الوقت الذي تم فيه اختيار عمدة مدينة لاجيتاس في ولاية تكساس الأمريكية، في ليلة كان الجو السائد فيها هو الترفيه، واحتساء المشروب، في الثمانينيات.
قرر المواطن بيل آيفي أن يقوم بترشيح ماعز يملكه من أجل تولي منصب عمدة المدينة، وذلك للتعبير عن احتجاجه على طريقة تنصيب عمدة المدينة الجديد.
ومن هنا بدأت الحملة الانتخابية الخاصة بالماعز، الذي أشرف عليها صديق بيل آيفي، من أجل إصدار البيانات الصحفية، التي حملت شعار "عليك فقط أن تهتم"، مما جعل المواطنين يهتمون فعلاً بأمر هذا الماعز، وتمكن من الحصول على عدد مهم من الأصوات.
وقد تمكن هذا الماعز من الحصول على المنصب الذي ترشح له، كما أنه أصبح من بين أشهر الحيوانات التي شغلت منصباً سياسياً في البلاد، مما فتح باباً لترشيح الحيوانات لمناصب سياسية في عدة ولايات أمريكية.
وقد تم توارث هذا المنصب بين أبناء الماعز هذا، المدعو كلاي هنري، إذ إن حفيده الثالث يعتبر الرئيس الفخري للبلدة في وقتنا الحالي.
"لوسي لو" أول كلبة أنثى تشغل منصب عمدة مدينة في ولاية كنتاكي
في سنة 2008، تمكنت الكلبة لوسي لو من أن تصبح أول أنثى من فصيلة الكلاب تتولى منصب عمدة مدينة رابيت هاش في ولاية كنتاكي الأمريكية، بعد أن كان هذا المنصب من نصيب كلبين آخرَين قبلها.
وكانت الحملة الانتخابية الخاصة بالكلبة لوسي لو تحت شعار "الكلبة التي يمكنك الاعتماد عليها"، وذلك لأنها كانت متخرجة بمرتبة الشرف ودرجة الطاعة في كلية شمال كنتاكي، حيث تعلمت الجلوس والبقاء والمجيء وعدم سحب الملابس الداخلية من سلة الملابس، وغيرها من الحركات التي تظهر مدى إمكانية الاعتماد عليها.
ولأن مدينة رابيت هاش اعتادت السماح بترشح من يريد إلى منصب العمدة، فقد تم ترشيح لوسي لو كذلك، وتمكنت من الحصول على أكبر عدد من الأصوات مقارنة ببقية المرشحين، الذين كان من بينهم إنسان واحد، والبقية حيوانات.
منذ أن أصبحت عمدة، أجرت لوسي لو العديد من المقابلات الإذاعية ومع المجلات، وظهرت في مقاطع إخبارية للترويج للأحداث المحلية بالإضافة إلى عرض حيوانات أليفة، وحضرت الأحداث الخيرية، وعملت كمتحدثة باسم مركز أزمات النساء.
كما أن لوسي لي حصلت على 3 سنوات متتالية في فئة أفضل شخصية رسمية منتخبة في استفتاء "Best Of Cincinnati" الذي تجريه مجلة "City Beat"، إذ كانت صاحبة المركز الأول خلال سنة 2013.