تشهد اليابان خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية بسبب قطعان الحيوانات البرية، التي تتسبب بإتلاف ما تصل قيمته إلى 120 مليون دولار سنوياً، ما دفعها لإيجاد حلول تقنية حديثة مثل طائرات الصيد بدون طيار و"ذئاب آلية" لحماية محاصيلها الزراعية، بحسب صحيفة The Times البريطانية.
وأوضحت الصحيفة أن قطعان الغزلان والخنازير البرية مسؤولة عن 60% من تلك الخسائر، حيث يقدر عدد تلك القطعان بـ2.6 مليون غزال و800 ألف خنزير، وفقاً لوزارة البيئة اليابانية.
ومع تقدم السكان اليابانيين في العمر بسرعة، انخفض عدد الصيادين المرخصين بنسبة 91%، من 518 ألفاً في عام 1975 إلى 44 ألفاً و604 صيادين فقط في عام 2018.
بسبب ذلك، لجأ المزارعون وسكان الريف الآخرون إلى حلول تقنية، مثل طائرة الصيد بدون طيار UD4JH، والتي تبلغ تكلفتها 11300 دولار، ويمكنها إطلاق الألعاب النارية وتشغيل صوت نباح الكلاب من خلال مكبر الصوت.
ويمكن سماع النباح على الأرض حتى عندما تكون طائرة الصيد بدون طيار على ارتفاع 100 متر في الهواء.
وخلال العامين الماضيين تم القبض على حوالي 100 من الغزلان والخنازير، من خلال الصيد باستخدام تلك الطائرات، في حين بدأت مجموعات الصيد في عدد من المحافظات في استخدام التقنية ذاتها.
في غضون ذلك، بدأ المزارعون في اليابان باستخدام تقنية "الذئب المتوحش"، وهو عبارة عن ذئب آلي ثابت، يمتاز بمظهره المخيف، ويعتبر أحد أفضل الوسائل لحراسة المحاصيل في محافظة هوكايدو، شمالي اليابان.
ويغطي تلك الذئاب الآلية فرو مزيف، مع رأس متحرك وأضواء LED (ليد) حمراء ساطعة للعيون، إلى جانب مكبر صوت ينشط عندما تكتشف مستشعرات الأشعة تحت الحمراء وجود حيوان قريب.
ويصدر الذئب الآلي صوت عواء 90 ديسيبل يمكن سماعه على بعد أكثر من 800 متر، هذا فضلاً عن عشرات الأصوات الأخرى مثل النباح وطلقات الرصاص.
ورغم انقراض الذئب الياباني منذ أكثر من قرن من الزمان، فقد أفادت شركة "وولف كاموي"، المصنعة للجهاز أن "الذئاب الآلية" أثبتت فاعلية كبيرة، وأنها تسعى إلى تطوير نسخ منها بعجلات، لتقوم بدوريات داخل الحقول والمزارع.
من جهته، أوضح كازواكي كيكوتشي، الذي يملك مزرعة للأناناس العضوي في محافظة أوكيناوا، والذي تضررت محاصلية بسبب الخنازير البرية، أن "الذئاب الآلية" أسهمت في إنقاذ مواسمه، وأنه أضحى حريصاً على استخدامها دائماً.