حطام سفينة إرنست شاكلتون مفقودة منذ قرن من الزمن في مياه القارة القطبية الجنوبية، وأطفال محنطون قد يكونون ضحايا قرابين بشرية، بالإضافة إلى بقايا حيوانات منقرضة كانت تجوب براري جنوب إنجلترا.
سنذكر خلال هذا التقرير بعض الاكتشافات أثرية المذهلة التي أعلن عنها الباحثون خلال عام 2022.
سفينة مفقودة منذ 100 سنة
حسب "nbcnews" تعتبر قصة سفينة إنديورانس، التي أبحرت في بداية القرن العشرين لاستكشاف القطب الجنوبي بقيادة إرنست شاكلتون، واحدة من أبرز أساطير الرحلات البحرية.
انطلقت الرحلة في صيف سنة 1914 من أجل عبور القارة القطبية الجنوبية عبر القطب الجنوبي، لكن الرحلة لم تتم، إذ حوصرت السفينة في جليد بحر ويديل، قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية أوائل عام 1915.
ظلت السفينة محاصَرة في الجليد لعدة أشهر؛ ليصبح الخيار الوحيد أمام طاقمها المُكوّن من 28 فرداً هو التخلّي عن السفينة، ومحاولة الوصول إلى العمران بأي وسيلة ممكنة، ورغم الصعوبات تمكن الطاقم من النجاة بأرواحهم.
كانت آخر مشاهدة للسفينة في نوفمبر/آذار 1915 بعد أن تركها قائدها وطاقمها في المياه، ظلت "إنديورانس" مختفية حتى مارس/آذار عام 2022، عندما استطاعت بعثة استكشافية تحديد موقع حطام السفينة باستخدام روبوتات تحت الماء على عمق 3 آلاف و50 متراً تحت جليد بحر ويديل.
أكبر مجموعة أدوات لتحنيط المومياء في العالم
تم اكتشاف أدوات تحنيط المومياوات في منطقة أبو صير بمصر، يعود تاريخ هذه الأدوات إلى جنازة فخمة من المحتمَل أن تكون حدثت قبل 2600 عام.
حسب "businessinsider" قال الخبراء إن اكتشاف قرابة 370 جرة خزفية بعضها يحمل رؤوساً لتماثيل الآلهة المقدسة في تلك الحقبة يمكن أن يساعده في معرفة أشياء غير مسبوقة حول عملية التحنيط، وأضاف عالم المصريات "إجسمود" في مشروع "Warsaw Mummy Project" أن هذا الاكتشاف مثير ومهم ومثير حقاً.
وأضاف "نحن نعرف مئات المومياوات، ولكن معرفتنا بشأن عملية التحنيط لا يزال بها العديد من الثغرات".
كما تم العثور على حوالي 300 جرة في قبر "مينيكيبنيكاو" في منطقة أبو صير المصرية، كما يبلغ عرض عمود التحنيط المكتشف حديثاً حوالي 16 قدماً وعمقها 50 قدماً. هذا كبير بشكل غير عادي، في بارتا.
القبر المجاور للعمود واسع أيضاً، عرضه حوالي 45 قدماً وعمقه أكثر من 65 قدماً، لم يتم التنقيب عن هذا القبر بعد، ولا يُعرف الكثير عن الشخص المدفون هناك، ولكن نظراً لمكان القبر وبذخ عمود التحنيط، فمن المحتمل أن يكون مكان الراحة لأحد كبار الشخصيات في عصره، حوالي القرن السادس قبل الميلاد.
الأطفال والقرابين البشرية اكتشافات أثرية لسنة 2022
تعتبر الاكتشافات الأثرية من بين أكثر الأشياء المثيرة للاهتمام، لكنها قد تصبح مرعبة في بعض الأحيان، إذ تمكن علماء الآثار خلال عام 2022 خلال تنقيب أثري في بيرو على بُعد 24 كلم شرق العاصمة ليما.
كان الباحثون في عملية تنقيب في مقبرة تخص إحدى الشخصيات الرفيعة من العصور ما قبل الإنكا أي قبل حوالي 1200 سنة، إذ عثر الباحثون على مومياء صاحب المقبرة البالغ من العمر 25 أو 30 عاماً.
لكن ثمة شيء آخر ظهر في المقبرة، ألا وهو مومياوات 8 أطفال ملفوفة بقطع قماش، حسب "Listverse" قال عالم الآثار، بيتر فان دالين لونا: "نعتقد أنَّ طقس التضحية بالأطفال كان شائعاً بدرجة كافية في مجتمعات بيرو ما قبل عصر الإنكا، لجعلهم يرافقون الموتى رفيعي المستوى إلى العالم السفلي".
لوح حجري لمصر القديمة
لوحة حجر رشيد عبارة عن لوح حجري، عثر عليه في مصر القديمة عام 1799 في رشيد، وهو حجر مصنوع من مادة البارلت، ويبلغ ارتفاعه 113 سم، وقد نقشت الكتابات علي حجر رشيد في عصر بطليموس الخامس.
حسب "albawabhnews" تمكن فريق علماء الآثار الفرنسي بقيادة شامبليون من اكتشاف وفك طلاسم حجر رشيد الذي كتب بثلاث لغات، بدأ العصر الحديث للبحث عن الكنوز وعلم المصريات بعد اكتشاف حجر رشيد، والذي ساعد اكتشافه على فك طلاسم اللغة المصرية القديمة.
الحجر يعود تاريخه إلى ما يقرب من 2000 عام، وجاء حجر رشيد باللغة اليونانية القديمة والرسوم التوضيحية الهيروغليفية، وكذلك الديموطيقية، وهو اليوم في المتحف البريطاني، وساعد اكتشاف حجر رشيد على فهم حضارة من أعرق الحضارات التي نشأت على كوكب الأرض وأسس لظهور علم المصريات.
حيوانات عملاقة منقرضة
حسب خبراء الحياة البرية البريطانيين أنَّ أكبر حيوان بري قد تراه في بريطانيا هو الغزال الأحمر، لكن تاريخ البر البريطاني كان موطناً لمجموعة متنوعة من الحيوانات تجوب الأراضي غير المستغلة منذ وقت ليس ببعيد.
تعززت هذه الحقيقة بقوة من خلال اكتشاف أثري أُعلن عنه في فبراير/شباط 2022، فوفقاً لأحد علماء الآثار المشاركين في مشروع التنقيب، لم يكن هذا الاكتشاف تجربة فريدة من نوعها فحسب، بل كان أيضاً اكتشاف كبير ذي أهمية وطنية.
إذ كشفت الحفريات المعثور عليها في أحد مواقع مقاطعة ديفون، جنوب غرب إنجلترا، عن بقايا بعض المخلوقات الاستثنائية العملاقة، إذ عُثر على الهيكل العظمي لكل من حيوانات الماموث ووحيد القرن الصوفي وحتى ضباع يعود تاريخ عظامهم إلى ما بين 30 ألف عام و60 ألفاً مضت، أي حوالي منتصف العصر الجليدي الأخير.
أقدم بتر للأطراف في العالم
في دراسة نُشرت في مجلة Nature ، قام مجموعة من علماء الآثار وعلماء الأمراض من أستراليا وإندونيسيا بتفصيل النتائج التي توصلوا إليها من بقايا هيكل عظمي من العصر الحجري لشاب تم العثور عليه في شرق كاليمانتان بإندونيسيا.
في عداد المفقودين القصبة والشظية، والعظام بين الركبة والكاحل. فالدقة التي قُطعت بها العظام تعني أنها بُترت جراحياً. كما وجدت الدراسات التي أُجريت على الهيكل العظمي المدفون في كهف أنه بعد الجراحة، استمروا في العيش لمدة 6 إلى9 سنوات.
بينما لم يتمكن الباحثون من تحديد جنس الهيكل العظمي، كما أوضحت البحوث أن الجراحة تمت في مرحلة الطفولة تقريباً بين سن 10-14.
كما أوضح الباحثون أن النتائج تظهر أن مجموعات البحث عن العلف في آسيا الاستوائية قد طورت معرفة طبية متطورة، بما في ذلك الجراحة والرعاية اللاحقة، قبل عدة آلاف من السنين. سابقاً،
تم إجراء أول بتر مسجل منذ 7000 عام، لمزارع فرنسي من العصر الحجري الحديث.
رأس تمثال إلهة كنعانية
يُبيّن الاكتشاف أنَّ علماء الآثار المحترفين ليسوا دائماً أصحاب الاكتشافات الأثرية المذهلة. كان المزارع الفلسطيني، نضال أبو عيد، يعمل في أرضه الواقعة في خان يونس بقطاع غزة. قال أبو عيد لشبكة "BBC" البريطانية: "وجدنا هذا الرأس الحجري بالصدفة. كانت غارقة في الوحل وغسلناها بالماء".
على الرغم من أنَّه غير متخصص في علم الآثار، أدرك نضال أبو عيد أنَّه وجد شيئاً مهماً. أضاف أبو عيد: "أدركنا أنَّه شيء ثمين، لكننا لم نعلم ما إذا كان ذا قيمة أثرية. نحمد الله ونفتخر أنَّه بقى محفوظاً في أرضنا الفلسطينية منذ عصر الكنعانيين". يبلغ طول الرأس الحجري المكتشف 22 سنتيمتراً ويعود بالفعل إلى عصر الكنعانيين منذ 4500 عام، وهو رأس الإلهة "عنات" إلهة الحب والحرب عند الكنعانيين.
آثار أقدام مجهولة
في يوليو/تموز 2022 عثر العلماء على أقدام غريبة في صحراء سولت ليك شمال ولاية يوتا الأمريكية، إذ تم وصف هذه الآثار بأنها أقدام أشباح.
في الواقع كانت تلك الآثار تخص الإنسان القديم الذي عاش في تلك المنطقة قبل 12 ألف عام، أي عند انتهاء العصر الجليدي الأخير. اكتشف الباحثون بعض من تلك آثار الأقدام بالصدفة أثناء توجههم إلى موقع أثري قريب كانوا يعملون فيه.
كما كشفت عمليات بحث باستخدام تقنية رادار مخترق للأرض على إجمالي 88 بصمة قدم، يعتقد الباحثون أنَّها تنتمي إلى مجموعة من الأشخاص البالغين وأطفال، ربما يبلغ عمر أصغرهم 5 سنوات فقط. إذ اعتاد الإنسان القديم في تلك المنطقة المشي عبر ما كان آنذاك أراضٍ رطبة ممتدة.
لوحة 40 عشيقة السورية
تعرضت بعض الكنوز الأثرية في سوريا لتدمير مروع بسبب الحرب الأخيرة في البلاد. لكن خلال عام 2022 اكتشف الباحثون لوحة فسيفساء رومانية مذهلة محفوظة جيداً، على الرغم من أنَّها تعود إلى ما يقرب من 1600 عام.
إذ عُثر على اللوحة الأثرية، التي يبلغ قياسها 20 متراً × 6 أمتار، في أحد مواقع منطقة "الرستن" في وسط سوريا، يُصوّر العمل الفني الرائع العديد من المشاهد الأسطورية، التي وصفها الشاعر اليوناني القديم هوميروس في ملحمتيه "الإلياذة والأوديسة".
يظهر في اللوحة هرقل، واضعاً ملكة الأمازونيات، هيبوليتا، على حد السيف وتُصوّر اللوحة أيضاً إله الماء والبحر الروماني "نيبتون" برفقة 40 من عشيقاته من حوريات البحر.
24 تمثالاً برونزياً إتروسكانياً
مزيج من الماء المغلي والطين كان من الطرق الفعالة في الحفاظ على تمثال برونزي لعدة قرون، لكن المفاجأة أن العلماء لم يعثروا على تمثال واحد فحسب، بل 24 تمثالاً برونزياً مذهلاً عمرها أكثر من 2000 عام داخل غرفة أثرية مخصصة للاستحمام في بلدة سان كاسيانو الإيطالية.
تعود تلك التماثيل إلى مرحلة الأتروسكانيين، الذين أنشأوا شبكة من المنتجعات الصحية في هذه المنطقة. طوَّر الرومان بعد الأتروسكانيين تلك المنتجعات، ولا تزال عيون المياه الساخنة الموجودة في الموقع مستخدمة حتى يومنا هذا.
لكن لماذا انتهى المطاف بهذه التماثيل الرائعة في قاع بركة موحلة؟ يعتقد علماء الآثار أنَّ أشخاصاً أثرياء ربما وضعوا التماثيل في عيون المياه الساخنة قرابين للآلهة القديمة.