في إحدى قرى منطقة موز شرقي فرنسا، تقوم سابين روا قرب الكروم بنزهة في الصباح الباكر، على ظهر ثورها "أستون" الذي يتقدم بخطى هادئة، وأصبح هذا الحيوان "نجماً"، إذ يتابع عشرات الآلاف حسابات مخصصة له على الشبكات الاجتماعية.
في كل نزهة، يثير أستون ردود الفعل نفسها، ما تقابله سابين روا بالضحك قائلة: "بصراحة، لم أخترع أي شيء!"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، الإثنين 26 ديسمبر/كانون الأول 2022.
بمجرد أن يطل الثور "أستون" بخطمه، يجذب هذا الحيوان الفريد الانتباه في المنطقة وخارجها، وعلى الشبكات الاجتماعية، يحرص يانيك كيرشوفر، زوج سابين، على إعطاء أكبر صدى ممكن لهذا الثور، وبات لديه 62 ألف متابع على تيك توك، و90 ألف مشترك على يوتيوب وتقريباً العدد نفسه على فيسبوك.
بدأت قصة سابين مع أستون من حدادها على جواد السباق الذي كانت تربيه، وقالت: "كل متسابق في حياته لديه علاقة خاصة مع حصان، عندما رحل، لم أعد أرغب في سماع أي شيء عن الخيول".
في ذلك الوقت، كانت سابين تعيش في لوكسمبورغ في مبنى بجوار مزرعة، وعلى مر الأيام، كانت تراقب المواشي باهتمام، وخطرت في بالها فكرة الاتصال بصاحب المزرعة "لإعادة التواصل مع الحيوانات الضخمة".
تقول سابين: "كنت لا أزال أعاني من مشكلة مع الخيول، ولم أكن على اتصال معها، لذلك نزلت إلى المزرعة ورأيت بقرة كانت تبدو مثيرة للاهتمام أكثر من غيرها. بدأتُ في تنظيفها. رأيتُ أنها كانت ذكية، وأنها كانت متجاوبة وترد عليّ السلام وتتفاعل عند التلفظ باسمها".
شكل ذلك إيحاء لسابين، وعندما ولدت البقرة عجلاً ذكراً، اشترت كلا الحيوانين، وقالت السيدة: "بالنسبة لي، كان ذلك بداية الجحيم"، فقد كان عليها أن تجد مكاناً لتضع فيه الحيوانين، وأضافت: "قيل لي إنني مجنونة تماماً، وصحيح أنني لم أكن أعرف شيئاً" عن هذه الحيوانات.
تمسكت سابين وهي مديرة تجارية سابقة ذات شخصية قوية بفكرتها، وكما الحال مع القطط التي تدربها، تؤمن سابين بالرابط الخاص بين البشر وكل حيوان، ورأت حينها أن تدريب الثور "أستون" قد لا يكون فكرة سيئة، وتمسكت سابين بهذا الرابط، لكنها سقطت 38 مرة في ثلاثة أشهر أثناء محاولتها امتطاء الثور.
لكن سابين سرعان ما اكتشفت علامات مشجعة، وقالت بحماس: "عندما رآني أركب الخيول، أراد أستون أن يفعل الشيء نفسه"، مضيفة: "من خلال المراقبة، تعلم الكثير من سلوكها، لذلك ركزنا على عنصر التقليد".
بات "أستون" البالغ حالياً تسع سنوات، يقفز على عقبات صغيرة، ويؤدي تحركات جانبية كالخيول، وقالت سابين: "عندما يرى الناس ذلك، يخبرونني أن أستون يخال نفسه حصاناً وهذا صحيح: إنه يحب تقليد الخيل. كما لا خيار أمامي سوى أن أتركه يفعل ما يشاء: فهو يزن 1.4 طن وله شخصيته!".
أشارت سابين إلى أنه من حيث التربية، فإن الثور "أستون يشبه القطط كثيراً. ثمة تشابه في الشخصية"، ودفع نجاح أستون سابين إلى تقديمه في عروض للفروسية وتطوير ماركة :أستون، الثور".