فُقد الصاروخ الفضائي الأوروبي الجديد "فيغا-سي" الذي كان يقوم بأول رحلة تجارية له الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2022، بعدما أقلع من قاعدة كورو في غويانا الفرنسية حاملاً قمرين اصطناعيين لمجموعة إيرباص، في فشل يوجه ضربة إلى قطاع الفضاء الأوروبي.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إنه بعد عشر دقائق من الإقلاع انحرف الصاروخ عن مساره وتوقفت قاعة التحكم في مركز كورو الفضائي في غويانا الفرنسية عن تلقي البيانات.
فيما قال رئيس مجموعة "اريان سبايس" ستيفان إسرائيل من المركز الفضائي إنّ "المهمة ضاعت". وأوضحت الشركة في بيان مقتضب: "بعد دقيقتين و27 ثانية على الإقلاع سجل خلل على زيفيرو 40" الطابق الثاني من الصاروخ "ما وضع حداً لمهمة فيغا-سي". وأضافت: "الشركة تجرى تحاليل للبيانات لتحديد سبب هذا الفشل".
وكان مفترضاً لهذا الصاروخ أن يضع في رحلته التجارية الأولى هذه قمرين اصطناعيين لمراقبة الأرض من صنع إيرباص هما بليياد نيو 5 و6، الأخيران في كوكبة بليياد نيو التي ستسمح بمسح أي نقطة في العالم مرات عدة في اليوم، وكان يفترض أن تطلق هذه الرحلة في 24 تشرين الثاني/نوفمبر لكنها أرجئت مدة شهر بسبب خلل في أحد المكونات. وقال ستيفان إسرائيل لوكالة فرانس برس: "اضطررنا إلى تغيير أحد التجهيزات المتعلقة بغطاء الحماية" في الصاروخ.
وتقرّرت هذه الرحلة التجارية الأولى للصاروخ بعد نجاح عملية إطلاقه في 13 تمّوز/يوليو.
نسخة محسنة
وفيغا-سي هو الصاروخ الأوروبي الخفيف الجديد الذي سيُستخدم إلى جانب صاروخ "أريان 6" المستقبلي مع وجود عناصر مشتركة بينهما، للسماح لأوروبا بالمنافسة بشكل أكبر في سوق الأقمار الاصطناعية التي تشهد توسعاً كبيراً.
وفيغا سي هو نسخة محسنة عن الصاروخ الخفيف "فيغا" الذي قام بعشرين مهمة منذ 2012. وقد فشل مرتين، مرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 بسبب مشكلة في تصنيع الصاروخ الذي سقط في المياه بعدما تفكك في الغلاف الجوي، والثانية في صيف العام 2019 بعد خلل أدى إلى تدميره احترازاً.
ويشكل هذا الفشل الجديد انتكاسة كبيرة لوكالة الفضاء الأوروبية المسؤولة عن برنامج الصواريخ الأوروبية، في حين تستعر المنافسة الدولية في هذا المجال لا سيما بوجود شركة فيما يشكل صاروخ "أريان 6" محرك الرد الرئيسي في إطار هذه المنافسة إلا أن إرجاء رحلته الأولى إلى نهاية العام 2023 أضر بوكالة الفضاء الأوروبية.
ويعاني قطاع الفضاء الأوروبي كذلك من الغزو الروسي لأوكرانيا الذي وضع حداً للتعاون مع روسيا وحرم قاعدة كورو الفضائية الأوروبية من إطلاق أقمار اصطناعية بواسطة صواريخ سويوز الروسية.
واضطرت وكالة الفضاء الأوروبية إلى الاستعانة بسبايس أكس لإطلاق مهمتين علميتين.
وكان إطلاق الصاروخ فيغا-سي الخامس والأخير المقرر خلال 2022 من كورو.