أظهرت أحدث قائمة حمراء بالأنواع المهددة بالانقراض، الجمعة 9 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن التأثيرات الناجمة عن السلوك البشري "مدمرة" للحياة البحرية، في ظل تقديرات بأن ما يقرب من 10% من النباتات والحيوانات التي تعيش تحت الماء باتت الآن مهددة بالانقراض.
حيث يتزامن صدور التقرير مع قمة الأمم المتحدة حول الطبيعة في مونتريال، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الدول إلى وضع نهاية "للدمار غير المحكوم"، وتمرير اتفاق لوقف تدمير الموائل الطبيعية وعكس مسار هذا الدمار.
1500 كائن بحري معرض للانقراض
من بين نحو 17903 من النباتات والحيوانات البحرية التي تم تقييمها من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، هناك أكثر من 1550 كائناً بحرياً معرضاً للانقراض، من جراء تأثيرات السلوك البشري من تغير المناخ إلى التلوث، بحسب أحدث قائمة تُستخدم كمقياس للتنوع البيولوجي ويتم نشرها عدة مرات في السنة.
قال كريج هيلتون تيلور رئيس قسم إعداد القائمة الحمراء بالاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، لـ"رويترز": "هذا يُظهر أن تأثيرنا مدمر للغاية على الأنواع البحرية". وأضاف: "تحت الماء، لا يمكنك رؤية ما يحدث حقاً. وعليه فإن تقييم حالة الأنواع يعطينا مؤشراً حقيقياً لما يحدث هناك بالفعل، وهذه الأخبار ليست سارة".
كما أوضح تيلور أن الأنواع البحرية التي تواجه خطر الانقراض من المحتمل أن تكون أكبر بكثير مما تظهره البيانات الحالية، لأن الأنواع التي تم تحليلها حتى الآن تميل إلى أن تكون أنواعاً سمكية منتشرة على نطاق واسع، وليست مهددة في الوقت الحالي.
فقدان الأعشاب البحرية
في سياق متصل قال الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة إن عدد أفراد حيوان الأطوم (بقر البحر) انخفض لأقل من 250 حيواناً بالغاً في شرق إفريقيا وأقل من 900 في كاليدونيا الجديدة الفرنسية.
من بين التهديدات التي يواجهها بقر البحر فقدان مصدر الغذاء الرئيسي، وهو الأعشاب البحرية، بسبب التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما في حالة موزمبيق والتلوث الناجم عن تعدين النيكل في المحيط الهادي.
كذلك تستعرض أحدث قائمة لأول مرة، أنواعاً مما يسمى الصفليح أو "أذن البحر"، وهو نوع من الرخويات يباع كأحد أصناف المأكولات البحرية الفاخرة. ووجد التقرير أن نحو 44% منها يواجه خطر الانقراض. ويقول الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة إن موجات الحرارة البحرية الشديدة والمتكررة تسببت في حالات نفوق جماعي، إما لأنها تتسبب في إصابتها بالأمراض وإما عن طريق القضاء على مصادر غذائها.
في الوقت نفسه انزلقت الشعاب المرجانية العمودية، وهي من الأنواع الموجودة في البحر الكاريبي فئتين؛ من "معرضة للخطر" إلى "مهددة بالانقراض بشدة". وتقلص عدد سكانها بنسبة تزيد على 80%.
من جهتها قالت أماندا فينسينت، رئيسة لجنة الحفاظ على الحياة البحرية التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، إن "الوضع المروع لهذه الأنواع يجب أن يُشعرنا بالصدمة ويدفعنا إلى الاشتراك معاً في اتخاذ إجراءات عاجلة".