أقرَّت كوريا الجنوبية قوانين تقضي بالعدول عن نظامها التقليدي في حساب الأعمار، واعتماد المعيار الدولي بدلاً منه، وهو تحول سيجعل مواطنيها أصغر سناً بعامٍ أو عامين في الوثائق الرسمية، بحسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 9 ديسمبر/كانون الأول 2022.
كان النظام التقليدي يسجِّل الطفل بعمر سنة عند ولادته، ثم تُضاف سنة أخرى إلى عمره في 1 يناير/كانون الثاني من كل عام، وهو نظام شائع الاستخدام بين الكوريين في حياتهم اليومية.
مع ذلك، يوجد نظام آخر لحساب الأعمار في أغراض التجنيد الإجباري أو عند حساب السن القانونية لشرب الكحول أو التدخين، ويستند ذلك النظام إلى حساب عمر الشخص من الصفر عند الولادة ثم إضافة سنة إلى عمره في 1 يناير/كانون الثاني من كل عام.
ومنذ أوائل الستينيات، استخدمت كوريا الجنوبية أيضاً المعيار الدولي لحساب الأعمار في الوثائق القانونية والطبية، أي حساب السن من الولادة وإضافة سنة في كل عيد ميلاد.
من المقرر أن تدخل القوانين الجديدة (التي تتبنى الطريقة الدولية لحساب الأعمار) حيزَ التنفيذ الرسمي في يونيو/حزيران 2023، ومن ثم يفترض أن تختفي الأنظمة المختلطة بعدها، وإن كان ذلك في الوثائق الرسمية على الأقل.
ارتباك من الطرق المختلفة
في معرض التعليق على ذلك، قال يو سانغ بوم، النائب بحزب "سلطة الشعب" الحاكم، أمام البرلمان، إن "الغاية من هذا التعديل هي تقليل التكاليف الاجتماعية والاقتصادية المستمرة بلا داعٍ، والتخلص من النزاعات القانونية والاجتماعية والارتباك الناشئ عن اتباع طرق مختلفة في حساب العمر".
وأعربت جيونغ دا يون، وهي موظفة تبلغ من العمر 29 عاماً، عن سعادتها بالتعديل القانوني، وقالت إنها كانت تضطر دائماً إلى التفكير مرتين حين تُسأل خارج البلاد عن عمرها، و"كان الأجانب يتعجبون مني، لأني أستغرق وقتاً طويلاً في الإجابة عن سؤال العمر"، و"من منا لا يحب أن يصغر عمره سنة أو سنتين؟".
لا تُعرف على وجه التحديد أصول الأنظمة التقليدية لحساب العمر في كوريا الجنوبية، وإن كان أحد التفسيرات يقول إن تسجيل الطفل بعمر سنة عند ولادته يأخذ في الاعتبار المدة التي أمضاها في رحم أمه، والتي تمتد من 9 أشهر تقريباً إلى 12 شهراً. وزعم آخرون أن مرجعه إلى نظام عددي آسيوي قديم لم يكن لديه العدد "صفر".
أما النظريات التي تحاول تفسير إضافة السنة إلى العمر في 1 يناير/كانون الثاني من كل عام، فهي أكثر تعقيداً. إذ يشير بعض الخبراء إلى أن الكوريين القدماء وضعوا سنة ميلادهم ضمن دورة التقويم الصيني المكونة من 60 عاماً، لكن تلك الأزمنة لم يكن بها تقويمات منتظمة، ومن ثم كانوا يميلون إلى تجاهل يوم الميلاد ويضيفون عاماً كاملاً في أول يوم من التقويم القمري. واستمر ذلك إلى أن زاد تطلّع الكوريين إلى اتباع التقويم الغربي، فشاع بعدها إضافة السنة إلى العمر في 1 يناير/كانون الثاني من كل عام.