استقالت سوزان هاسي، وصيفة الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية، من عملها بالقصر الملكي، وقدَّمت اعتذارها على إثر اتهامات لها بالتضييق والتجاوز بحق ضيفة سوداء البشرة، حضرت حفل استقبال أقامته الملكة القرينة كاميلا، بعد أن أصرت على استجوابها مراراً والتشكيك في انتمائها لموطن مولدها بريطانيا.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت نقلاً عن نغوزي فولاني، مؤسِّسة جمعية "سيستاه سبيس" الخيرية، إن هاسي أزاحت شعرها لتكشف عن الشارة التي تحمل اسمها، وأصرت على سؤالها أكثر من مرة: من أين جاء "قومك"، حتى بعد أن أخبرتها بأنها بريطانية الجنسية.
وقال متحدث باسم الأمير وليام، أمير ويلز، ابن هاسي بالمعمودية، إن التعليقات التي صدرت عن هاسي غير مقبولة و"العنصرية لا مكان لها في مجتمعنا".
حدثت الواقعة يوم الثلاثاء، 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في فعالية لمناصرة قضية مكافحة العنف ضد النساء والفتيات، وشهد عليها كل من: ماندو ريد، زعيمة حزب "المساواة للمرأة"، وهي من أصول مختلطة، وضيفة أخرى سوداء البشرة كانت حاضرة لتمثيل جمعية خيرية.
وتبلغ هاسي من العمر 83 عاماً، وهي صديقة مقربة للملك، وأرملة رئيس هيئة الإذاعة البريطانية السابق، السير مارمادوك هاسي، وكانت قد عُيِّنت منذ مدة وجيزة ضمن سيدات الأسرة الملكية. وعُينت ابنتها كاثرين بروك ضمن الرفيقات الجديدات للملكة القرينة كاميلا.
وصف قصر باكنغهام ما قالته هاسي بأنها "أمور غير مقبولة ومؤسفة"، وقد قدمت هاسي "اعتذارها الشديد" عن الأذى الذي أحدثته، واستقالت من منصبها الفخري فوراً.
كانت فولاني كتبت في تغريدة على موقع تويتر: "مشاعري متضاربة بشأن زيارة أمس لقصر باكنغهام، فبعد 10 دقائق من وصولي، اقتربت مني إحدى الموظفات بالقصر، السيدة (س. هـ.)، وأزاحت شعري لرؤية الشارة التي تحمل اسمي. ثم جرت المحادثة التالية"، وروت فولاني تفاصيل المحادثة، التي أصرت فيها هاسي على استجوابها بشأن البلد الذي جاءت منه، مع أن فولاني قالت لها إنها وُلدت في بريطانيا، وتحمل الجنسية البريطانية منذ ولادتها.
قال قصر باكنغهام في بيانه: "نحن نأخذ هذا الحادث على محمل الجد، وقد أجرينا تحقيقاً فورياً لتحري الحقيقة كاملةً. وتبيّن لنا أن الواقعة تضمّنت الإدلاء بتعليقات غير مقبولة ومؤسفة. وقد تواصلنا مع نغوزي فولاني في هذا الشأن، ونحن ندعوها لمناقشة جميع التفاصيل من جانبها إذا أرادت ذلك. وفي الوقت نفسه، فإن الشخصية المعنية بالواقعة أبدت اعتذارها الشديد عن الأذى الذي أحدثته، وتنحت عن دورها الفخري بأثر فوري".
بعد أن كتبت فولاني روايتها للواقعة على موقع تويتر، أبدى كثيرون استنكارهم لما حدث، وتلقت فولاني الكثير من رسائل المساندة، وكتبت في تغريدة أخرى: "أرى أنه من الضروري الاعتراف بأن الحادثة قد وقعت، وأن الدعوة ثم الإهانة على هذا النحو قد تسببت في أذى شديد لي"، وفي معرض الحديث عن استقالة هاسي، قالت ماندو ريد، إحدى الشاهدتين على الواقعة، "إنه لأمر محزن أن تنتهي الأمور على هذا النحو، كنت أفضل الحديث إليها وتوعيتها".
وقالت ريد: "لا يمكن [للقصر] أن يتحدث عن الكومنولث واحتضان أسرة الكومنولث، ومع ذلك يكون التعامل مع من هم مثلنا تعامل من لا ينتمي إلى [بريطانيا]". ووصفت ما حدث بأنه مثال على "العنصرية المؤسسية"، وأضافت: "إنه أمر يتعلق بالثقافة المنتشرة داخل مؤسسة العائلة المالكة، لدينا الآن ملك جديد، وهو لديه الفرصة لإثبات أنه يريد تحسين الأمور، وفعل شيء مختلف".
يُذكر أن هذه ليست أول مرة تواجه فيها المؤسسة الملكية مزاعم تتهمها بالعنصرية، ففي مقابلة أجراها دوق ساسكس، الأمير هاري، وزوجته ميغان ماركل، زعمت ماركل تعرضها للعنصرية من بعض أفراد العائلة المالكة، لكن الأمير وليام نفى الأمر بعد ذلك.