بعد مرور أكثر من 50 عاماً على اختطاف جليسة الأطفال لها وهي طفلة في تكساس، اجتمعت امرأة أمريكية مع أفراد أسرتها، الذين تعقّبوها من خلال اختبار الحمض النووي ودون مساعدة من سلطات إنفاذ القانون أو أي تدخل خارجي آخر، حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
القصة المذهلة لاختفاء ميليسا هايسميث في ساوث كارولينا، اختُتِمَت، السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني، وفقاً لتقرير صادر عن محطة الأخبار التلفزيونية لمدينة تشارلستون WCIV، بالإضافة إلى بيان صحفي من عائلتها.
وبدأت القصة عام 1971، حيث كانت هايسميث تبلغ من العمر عاماً في فورت وورث بولاية تكساس، عندما نشرت والدتها، ألتا أبانتنكو، إعلاناً في إحدى الصحف تطلب فيه جليسة أطفال. وكانت أباتنكو تتولى تربية ميليسا بمفردها وتحتاج إلى شخص ما لرعاية ابنتها أثناء عملها؛ لذا وظفت امرأة أعربت عن اهتمامها بالوظيفة دون مقابلتها شخصياً، وسلّمت رفيقة أباتنكو في السكن ميليسا إلى جليسة الأطفال، التي يُزعَم أنها اختطفتها ولم تعدها أبداً.
فيما أبلغ أحباب هايسميث الشرطة عن فقدها، ولم ينسوها أبداً منذ أكثر من نصف قرن منذ ذلك الحين، حتى إنهم أقاموا حفلات أعياد ميلاد لها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. في الآونة الأخيرة، نظموا أيضاً صفحة على فيسبوك بعنوان "Finding Melissa Highsmith – العثور على ميليسا هايسميث"، وطلبوا المساعدة في العثور على قريبتهم المفقودة.
بعد ذلك، في سبتمبر/أيلول، تلقى أحباء هايسميث بلاغاً من مجهول مفاده أنها موجودة بالقرب من تشارلستون، التي تبعد أكثر من 1100 ميل (1770 كيلومتراً) عن فورت وورث، وفقاً لما ذكرته قناة WCIV. إذ استخدمت الأسرة نتائج اختبار الحمض النووي 23andMe، واستندوا لشامة تميز جسد ميليسا وعيد ميلادها لتأكيد أنها كانت بالفعل الفتاة التي أُخِذَت منهم منذ 51 عاماً.
وقالت الأسرة، في بيان حصلت عليه صحيفة The Guardian، يوم الإثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني، خلال احتفال في كنيسة العائلة في فورت وورث، التقت ميليسا بوالدتها ووالدها واثنين من أشقائها الأربعة.
وفي بيان العائلة، وصفت شقيقة أخرى -شارون هايسميث، التي تعيش في إسبانيا وتخطط لمقابلة ميليسا في عطلة عيد الميلاد هذا العام- كيف لجأ أقاربها إلى مسؤولي إنفاذ القانون للحصول على المساعدة. لكن بحثهم الخاص عن ميليسا، بما في ذلك اختبار الحمض النووي، هو الذي أتى ثماره.
قالت شارون هايسميث إنَّ عائلتها تواصلت مع عالمة المختبرات الإكلينيكية وعالمة الأنساب الهاوية، ليزا جو شييل، لمساعدتهم في تفسير نتائج الحمض النووي الرئيسية والتنقيب عن السجلات المتاحة للجمهور لتحديد موقع ميليسا.
ولم يتضح على الفور، يوم الإثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني، ما حل بجليسة الأطفال الخاطفة.
كما أعربت شارون هايسميث عن امتنانها الخاص لوالدتها، التي بالإضافة إلى الذنب الذي سيطر عليها بعد اختفاء ميليسا، واجهت اتهامات بأنها ربما قتلت ابنتها المفقودة وأخفت الجريمة، وقال بيان شارون هايسميث: "لقد بذلت والدتي قصارى جهدها بالموارد المحدودة التي كانت لديها، ولم يكن بإمكانها المخاطرة بالتعرض للطرد؛ لذلك كانت تثق في الشخص الذي قال إنه سيعتني بطفلها. أنا ممتن… تأكدت براءة أمي".