تمكنت نائبة رئيس السياسات العامة العالمية في تويتر، سينيد مكسويني، من الحصول على حكم قضائي مؤقت من المحكمة العليا في دبلن بأيرلندا، يقضي بمنع شركة تويتر من طردها، تنفيذاً لإجراء أثار جدلاً اتخذه المالك الجديد للشبكة العملاقة، الملياردير إيلون ماسك.
تقرير لصحيفة The Irish Times الأيرلندية قال، الجمعة 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن مسكويني زعمت في دعواها أنها حُظر عليها الولوج إلى حسابات عملها، ومُنعت من دخول مكتب تويتر في دبلن.
أشارت مسكويني إلى أنها تعرضت لهذه الإجراءات بعد عدم ردها على رسالة البريد الإلكتروني، التي أرسلها المالك الجديد لموقع تويتر، إيلون ماسك، للموظفين، وخيَّرهم فيها بين "القبول" بالتزام بيئة العمل "المتشددة" التي ستُفرض في تويتر خلال الشهور المقبلة، أو مغادرة العمل بالشركة.
القاضي بريان أمور، أصدر، يوم الجمعة 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حكماً قضائياً لصالح مكسويني، يمنع فصلها من العمل بناءً على الرسالة المذكورة، لكنه لا يقضي بوجوب إعادتها إلى العمل، ومن المقرر أن تعيد المحكمة النظر في قضيتها الأسبوع المقبل.
كان ماسك قد أرسل رسالته بعد مدة وجيزة من استحواذه على تويتر في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ومنح الموظفين مدة تقل عن يومين للرد بما إذا كانوا يريدون البقاء في الشركة أم الرحيل عنها.
قال ماسك في رسالته إن الموظف الذي لا يضغط على "نعم" في النموذج المضمن في البريد الإلكتروني، "ستعتبره شركة تويتر مستقيلاً منها"، ثم يتلقى مجموع راتبه في شهرين مع العلاوات والمزايا، إلى جانب مستحقات شهر واحد كتعويض عن نهاية الخدمة.
نقلت The Irish Times عن مكسويني قولها، إنها لم تضغط على "نعم"، ولم ترد قط على رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلها ماسك، لأنه لم يحدد فيها متطلباته من الموظفين الذين يقررون البقاء للعمل بالشركة، كما أن حزمة إنهاء الخدمة التي عرضها ماسك لم تفِ "باستحقاقاتها المنصوص عليها في التعاقد".
مع ذلك، تلقت مكسويني بعد ذلك رسالةَ بريد إلكتروني تؤكد "استقالتها الطوعية" من الشركة، في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
على الرغم من أن المحامين التابعين لشركة تويتر قد أقروا بأن مكسويني تريد البقاء في الشركة، وقالوا إنها سيُرفع عنها حظر الوصول المفروض على حساباتها بالشركة، فإن الصحيفة الأيرلندية ذكرت أن مكسويني لا تزال محظورة من الولوج إلى حساباتها وعاجزة عن ممارسة عملها.
تُشير الصحيفة الأيرلندية إلى أن مكسويني ليست المسؤول التنفيذي الوحيد الذي يواجه تخبط الشركة في مستقبل التوظيف بها، وقالت إن الرئيسة السابقة لمبيعات الإعلانات في تويتر، روبين ويلر، قررت الاستقالة في وقت سابق من هذا الشهر، ثم أقنعها ماسك بالبقاء، إلا أنه عاد وطردها من منصبها في النهاية.
تقول مكسويني كذلك إنها تتلقى "رسائل مختلطة" من ماسك، فهو يطرد الموظفين ويعيد تعيينهم "من دون منطق واضح".
كان ماسك قد أقال نحو نصف القوى العاملة بشركة تويتر في وقت سابق من هذا الشهر، ثم بدأ في مطالبة بعض الموظفين بالعودة.
أليكس هيث، المحرر بموقع The Verge الإلكتروني المتخصص في أخبار التكنولوجيا، قال إن ماسك قال إنه انتهى من تسريح الموظفين، وإن تويتر سيبدأ في التوظيف لاستبدال الموظفين الذين فُصلوا أو استقالوا.
كانت لماسك قرارات أخرى مثيرة للجدل، إذ غيّر الملياردير بسرعةٍ ثقافة الشركة، بينما لم يكن من المعتاد في السابق أن يتحدى الموظفون القيادة علناً في تويتر.
تحدّث الموظفون غالباً عن اعتراضاتهم علناً عبر قنوات برنامج Slack الداخلية، وعبر البريد الإلكتروني قبل ظهور ماسك، وفي بعض الأحيان ينشرون انتقادات أو مخاوف للشركة بأكملها.
يقول الموظفون الحاليون والسابقون إنَّ التغييرات التي أجراها ماسك أدت إلى نقص في التواصل الداخلي فيما يتعلق بمن هو المسؤول وما هي أولويات الشركة.
من جهته، عاقب ماسك، مهندسين في الشركة بعدما انتقدوه علناً على الشبكات الاجتماعية، على الرغم من أنه أطلق على نفسه لقب "المناصر لحرية التعبير المطلقة".
كذلك قرر ماسك، وقف وجبات الغداء المجانية للعاملين في المنصة؛ لتوفير 13 مليون دولار، زاعماً أن الناس الذين يعدون الوجبات أكثر من الذين يأكلونها.