قضت محكمة فرنسية لصالح رجل فُصِلَ من العمل في شركة استشارات في باريس لأنه ليس "مرحاً"، قائلة إن هذا القرار كان خاطئاً، بحسب ما قالت صحيفة Washington Post الأمريكية، الأحد 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
الرجل، المشار إليه في وثائق المحكمة باسم "ت"، طُرِدَ من شركة كوبيك بارتنرز في عام 2015 بعد رفضه المشاركة في ندوات وفعاليات اجتماعية في عطلة نهاية الأسبوع، قال محاموه إنها كانت تتضمن "إدمان الكحول المفرط" و"الاختلاط"، وفقاً لوثائق المحكمة.
جادل "ت" بأن ثقافة "المرح" في الشركة تتضمن "ممارسات مهينة وتدخلية" بما في ذلك الأفعال الجنسية الزائفة والألقاب الفجة وإجباره على مشاركة سريره مع موظف آخر أثناء تأدية وظائف العمل.
في حكمها هذا الشهر، قضت محكمة النقض بحق الرجل في "حرية التعبير" وأن رفض المشاركة في الأنشطة الاجتماعية هو "حرية أساسية" بموجب قوانين العمل وحقوق الإنسان، وليس سبباً لفصله.
وفقاً لوثائق المحكمة، عُيِّنَ الرجل من قِبَلِ شركة كوبيك بارتنرز كمستشارٍ في مطلع فبراير/شباط 2011، ورُقِّيَ إلى منصب مدير في فبراير/شباط 2014. وفُصل من العمل بسبب "عدم الكفاءة المهنية" في مارس/آذار 2015 بزعم عدم التزامه بقيم الشركة الودودة.
وانتقدت الشركة أيضاً "لهجته الجافة والمثبطة للهمم" أحياناً تجاه المرؤوسين، وزعم عدم قدرته على قبول التعليقات ووجهات النظر المختلفة.
لم ترد شركة كوبيك بارتنرز على الفور على طلب من صحيفة Washington Post الأمريكية للتعليق.
جدل حول ثقافة الشركات
ليست هذه هي المرة الأولى التي تُوضَع فيها ثقافة تناول الكحول في الشركات تحت المجهر في إجراءات المحاكم، إذ سلَّط عدد من الحوادث الأخيرة الضوء على ترسيخ الكحول في الثقافة المهنية للموظفين، حتى بعد أن سلطت حركة #MeToo الضوء على سوء السلوك في مكان العمل على مستوى العالم.
ورفع مدقق حسابات في شركة برايس ووتر هاوس كوبرز في إنجلترا دعوى قضائية ضد الشركة بسبب إصابات خطيرة لحقت به في فعالية كان فيها تناول "مفرط" لمشروبات كحولية، في دعوى قضائية رفعها في المحكمة العليا بلندن هذا العام. وذكرت صحيفة Washington Post أن مايكل بروكي دخل في غيبوبة وأزيل جزء من جمجمته بعد مشاركته في حدث الشركة.
وفي مارس/آذار، فرض سوق التأمين لويدز لندن على شركة أتريوم أندررايترز، العضو في هذا السوق، غرامة قياسية تبلغ مليون جنيه إسترليني (حوالي 1.2 مليون دولار) بسبب "الإخفاقات الجسيمة"، بما في ذلك "ليلة الأولاد بالخارج" حيث شارك الموظفون، بمن فيهم اثنان من كبار المديرين التنفيذيين، في أعمال غير لائقة. وأفادت صحيفة The Guardian البريطانية في ذلك الوقت بـ"ألعاب الإفراط في الشراب وإبداء تعليقات جنسية حول الزميلات".
تُعَد فرنسا من بين أكثر دول العالم تحرراً من حيث استهلاك الكحول. وصحيح أن الحد الأدنى القانوني لسن تناول الكحول في الأماكن العامة هو 18 عاماً، لكن لا يوجد أي تنظيم لاستهلاك الكحول في الأماكن الخاصة.