لجأ موظفون سابقون في شركة "ميتا"، المالكة لموقع فيسبوك، وشركة تويتر، إلى موقع تيك توك، لعرض لمحة صريحة من خبايا عمليات التسريح الجماعي التي أصابت ضرباتها صناعة التكنولوجيا، وتداعياتها على كثير من الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم، بحسب وكالة Bloomberg الأمريكية، الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وفقاً للوكالة فقد انتشرت مقاطع لأشخاص يشاركون تجربة تسريحهم من العمل منذ اللحظة الأولى لمعرفتهم بالقرار على موقع تيك توك.
الوكالة الأمريكية، قالت أيضاً إن أحد الأشخاص ظهر في مقطع فيديو على تيك توك وزعم أنه موظف سابق بشركة تويتر، ودعا المشاهدين "للاستعداد معه لمعرفة إذا كان قد فُصل من وظيفته أم لا"، ثم حصد المقطع أكثر من نصف مليون مشاهدة و80 ألف إعجاب.
وتنوعت هذه المقاطع بين مقاطع ساخرة ومقاطع حميمية مؤثرة، إلا أنها اشتركت في شيء واحد: التنفيس الذي يتحدى مشاعر العار والصمت التي تلحق بالمرء عادةً بعد تسريحه من عمله.
إذ قال أصحاب هذه المقاطع إن نشرهم للأمر يساعدهم في التغلب على آثار هذه التجربة، ومواساة غيرهم ممن تعرضوا للموقف نفسه، وتشبيك التواصل مع آخرين للحصول على فرص جديدة.
كانت دايزا براون تعمل في فريق تسويق يروج خدمات فيسبوك للشركات الصغيرة، ولم تمر سوى ساعة بعد تسريح شركة ميتا لها إلا ونشرت مقطع فيديو على تيك توك، تحدثت فيه عن رسالة البريد الإلكتروني التي أُرسلت إليها لإعلامها بأنها فقدت وظيفتها، فقالت: "لقد صُعقت، عجزت عن تصديق الرسالة التي وصلت إلى بريدي الإلكتروني".
وتستخدم براون تيك توك لتوثيق رحلتها بعد فصلها من عملها بمجموعة من مقاطع الفيديو التي تحمل عنوان "يوم من حياتي بعد التسريح من العمل".
جاءت معظم التعليقات التي تلقتها براون لطيفة وتنطوي على التعاطف معها، وتساءل بعضهم عن أحوالها.
كما قالت براون إن تجربتها في التطبيق تذكرها بأنها ليست وحدها، فالبحث السريع عن وسم "تسريح من العمل #layoffs" يعرض لك عشرات مقاطع الفيديو لأشخاص تعرضوا للتسريح من وظائفهم، "فإذا كنت تبكي كل يوم، تشتد قسوة الأمر عليك. لكن حين ترى شخصاً آخر يبكي كل يوم أيضاً، تخف وطأة إحساسك بالانفراد في هذا الأمر، لأنك وكثيرين غيرك تعانون جميعاً الأمر نفسه".
فيما تعرضت ميغان أوريو أيضاً للتسريح من ميتا، بعد أن كانت تعمل بقسم التوظيف، وقالت في مقطع: "حين حدث ذلك، علمت أن هناك 11 ألف شخص مثلي"، ومن ثم "فأنا لست الوحيدة التي تتناوب عليها هذه المشاعر -من خيبة أمل وحزن، وفخر بنفسي لأنني تمكنت من اغتنام هذه الفرصة، وعملت في مثل هذه الشركة العظيمة- إنها مشاعر متضاربة".
أوريو أضافت أن أغلب التعليقات التي تلقتها كانت إيجابية، فقد أضافها بعض الأشخاص على موقع LinkedIn للتوظيف، وتواصلوا معها لمساعدتها في الترشيح للعمل بشركات أخرى.
من جهة أخرى، كانت مرجانا مقصودي تعمل في مجال التسويق بمنظمة Global Citizen، وهي منظمة معنية بمناصرة قضايا مكافحة الفقر المدقع، إلا أنها فقدت عملها بالمنظمة الأسبوع الماضي.
وقد تحدثت عن تجربتها، فقالت: إن حالة الاضطراب الاقتصادي تتجاوز آثارها مجال التكنولوجيا، "فهناك وصمة عار تلحق بمن يفقد وظيفته، إنها إحدى أشد التجارب إجهاداً ومن أكثرها بعثاً للعزلة في حياة أي منا"، لذلك "أرى أنه من المهم أن يشارك الناس هذه الأشياء وأن ينفتحوا على غيرهم بشأنها، لأن هذه التجارب تجمع الناس معاً وتزيل عنهم شعور العزلة".
بينما قالت جوردان جيبس، التي تعرضت للتسريح من وظيفتها بشركة Lyft Inc، هذا الشهر، إنها بدأت في نشر مدونة فيديو يومية كوسيلة لمحاربة مشاعر الشلل التي تصيب بعضنا بعد تلقي ضربة عاطفية مؤثرة.
وقد "تقدمت إلى عشرات الوظائف بعد ذلك، وأجريت مقابلات للعمل مع بضعة شركات، منها تيك توك نفسها".