غالباً ما يعني العيش مع متلازمة القولون العصبي (IBS) أنك لا تعرف أبداً متى ستندلع النوبة المقبلة من آلام المعدة. وعلى الرغم من أنه أحد أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي شيوعاً، لكن أعراض القولون العصبي تختلف من شخص لآخر، بما في ذلك تمتعه باختلافات محورية بين الجنسين عندما يعاني كل منهما من الاضطراب.
حيث أظهرت الدراسات أن القولون العصبي عادة ما يكون أكثر شيوعاً عند النساء منه عند الرجال، كما قد تكون له تبعات صحية مختلفة ومضاعفات حادة عندما يعانين منه بسبب طبيعة الجسم والأمراض والحالات الطبية الأخرى التي يعانين منها بشكل أكبر.
صحيح أنه يمكن أن يكون القولون العصبي مرهقاً ومحبطاً خاصة مع عدم وجود علاج نهائي له حتى الآن، إلا أن معرفة ما يمكن توقعه وكيفية علاج الأعراض يمكن أن يساعدا في الشعور بفارق كبير.
فيما يلي دليل كامل لأسباب معاناة النساء بشكل خاص من متلازمة القولون العصبي، وما هي الأعراض الأكثر شيوعاً لديهن، وما إذا كان قادراً على التسبب لهن بالعديد من التبعات الصحية الأخرى.
النساء والمعاناة من اضطراب القولون العصبي
في حين أن القولون العصبي شائع نسبياً، تظهر النساء معدلات عالية بشكل ملحوظ من المعاناة من المتلازمة. إذ تعاني ما يصل إلى 14-24% من النساء من متلازمة القولون العصبي مقارنة بـ5-19% من الرجال، وفقاً لمركز UNC لاضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفي.
هذه التقديرات واسعة لأن أعراض القولون العصبي يمكن أن تتداخل مع أمراض المعدة الأخرى، مثل عدم تحمل الطعام، وحساسيات العناصر الغذائية، مثل حساسية اللاكتوز أو الجلوتين، ومشاكل التهاب القولون، أو حتى آلام الحصوات.
ولكن لماذا هذه المعدلات من القولون العصبي مرتفعة للغاية بالنسبة للنساء؟ تتضمن الإجابات مجموعة متنوعة من العوامل الصحية والقوالب النمطية المستمرة التي تتجاهل آلام المرأة.
الأكثر عرضة للمعاناة من القولون العصبي
لا يزال الخبراء لا يعرفون بالضبط ما الذي يسبب متلازمة القولون العصبي، ويمكن لأي شخص أن يصاب به في أي وقت في حياته. ومع ذلك، هناك بعض الأشياء المعروفة بأنها تزيد من خطر الإصابة بالاضطراب:
- النساء بشكل عام.
- المرأة في عمر أقل من 50 عاماً.
- وجود تاريخ عائلي من مرض القولون العصبي.
- وجود حالة صحية عقلية ونفسية مثل الاكتئاب أو القلق.
طبيعة جسم المرأة تزيد حدة اضطرابات القولون العصبي
هناك العديد من الحالات التي يمكن أن تثير غضب القولون العصبي إن جاز التعبير، والعديد منها يؤثر على النساء أكثر من الرجال.
على سبيل المثال، قد تجد النساء المصابات بالقولون العصبي أن تقلصات الدورة الشهرية يمكن أن تجعل آلام المعدة أكثر سوءاً. لأن المرأة عندما تحيض، يفرز الجسم البروستاجلاندين. تسبب هذه المركبات تقلصات في الرحم للمساعدة في التخلص من بطانة الرحم.
لكن يمكن أن يؤدي البروستاجلاندين أيضاً إلى حدوث تقلصات في الأمعاء، ما قد يؤدي إلى الإسهال وآلام المعدة الحادة.
إذا كان شخص ما يعاني بالفعل من هذه المضاعفات المعدية أثناء توهج القولون العصبي، فقد يؤدي الحيض إلى زيادة هذه الأعراض بشكل خاص. وهي ذات التعقيدات عندما تعاني المرأة من تغيرات هرمونية في فترة انقطاع الطمث.
النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي لديهن معدلات أعلى من أعراض القولون العصبي من الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل في الدورة الشهرية.
يمكن أن تكون هذه العلاقة معقدة لأنه قد يكون من الصعب التفريق بين الاثنين. قد يصاحب كل من متلازمة القولون العصبي وانتباذ بطانة الرحم ألم في البطن أو إمساك أو إسهال.
ومع ذلك، يمكن أن يتسبب الانتباذ البطاني الرحمي الحاد أيضاً في تلف الأمعاء، ما قد يؤدي بدوره إلى تحفيز مشاكل في المعدة مثل القولون العصبي.
الصحة النفسية والقولون العصبي عند النساء
عندما يشعر شخص ما بالتوتر والقلق، فإن دماغه يرسل الهرمونات من خلال نظام الغدد الصماء في استجابة "القتال أو الهروب".
لذلك يمكن أن يكون للضغوط العاطفية والأمراض العقلية تأثيرات ملموسة على أجزاء أخرى من الجسم. كما يمكن أن يرفع الأدرينالين والنورادرينالين والكورتيزول ضغط الدم ويؤدي إلى توتر العضلات، ويمكن أن يسبب آلاماً في المعدة.
وقد وجدت دراسة في مجلة الأبحاث النفسية أن النساء أكثر عرضة للإصابة باضطرابات التوتر والقلق والاكتئاب أكثر من الرجال. في حين أن الرجال قد لا يبلغون عن أعراض صحتهم العقلية، فإن نحو 30% من النساء حول العالم يعانين من قلق طويل الأمد مقارنة بـ19% من الرجال. لذا عندما تعاني المرأة من ضغوط مستمرة وإجهاد نفسي وعقلي، فقد تتطور لديها أعراض المعدة إلى قولون عصبي.
قد تشعر النساء المصابات بالمرض النفسي ومتلازمة القولون العصبي وكأنهن في حلقة مفرغة. لأنه في الوقت الذي قد يسبب القلق فيه تهيج المعدة، فآلام الأمعاء نفسها يمكن أن تجعل الشخص يشعر بمزيد من التوتر.
علاج القولون العصبي
علاج القولون العصبي معقد للغاية، وغالباً ما يتطلب عناية فائقة بالنظام الغذائي والرياضي وروتين الحياة اليومية والصحة النفسية العامة. ويمكن أن تتراوح خيارات العلاج من تناول بعض الأدوية التي تتحكم في حدة الأعراض، علاوة على تعديل النظام الغذائي وتلقي العلاج النفسي وإدارة الإجهاد والشعور العام بالتوتر والضغط العصبي.
ومع ذلك، يشير موقع Greatist للمنوعات إلى أن هناك بعض الخطوات المشهورة بتقليل المعاناة من القولون العصبي، وهي كالتالي:
- ممارسة التمارين البدنية بانتظام.
- اتباع أنظمة غذائية محددة لمعرفة الأطعمة التي تسبب النوبات.
- تقليل الكافيين الذي يمكن أن يحفز الأمعاء ويجعل الألم أكثر حدة.
- تناول وجبات أصغر خلال اليوم.
- تقليل التوتر والقلق من خلال العلاج أو الأدوية المضادة للقلق.
- تناول البروبيوتيك لتعزيز البكتيريا النافعة في الأمعاء.
- تجنب الأطعمة المقلية والحارة، والتي غالباً ما تؤدي إلى حدوث تهيج.
- تناول الأدوية التي يوصي بها الطبيب لتخفيف التشنجات العضلية وتسكين الألم.
وبشكل عام، تركز جميع العلاجات على تخفيف الأعراض والألم بدلاً من علاج الاضطراب الذي تعاني منه. ومع ذلك، من الممكن تماماً التمتع بحياة صحية وسعيدة مع القولون العصبي. قد يستغرق الأمر بعض التجارب فقط للعثور على النظام الأفضل بالنسبة لك.