لغجر بلغاريا طريقتهم الخاصة في العيش، والتي لها علاقة بثقافة الغجر بشكل عام، المنتشرين في العديد من دول العالم من بينها إسبانيا ورومانيا.
إذ إن غجر بلغاريا يعيشون في مناطق خاصة بهم، وغير منخرطين بشكل كبير في المجتمع البلغاري، ويشكلون نسبة 4% في سكان البلاد، والتي تشكل أكبر نسبة تواجد للغجر في العالم في بلد واحد.
ومن بين العادات التي يشتهر بها غجر بلغاريا، والذين يطلق عليهم لقب "الروما"، هي تنظيم سوق للفتيات في سن الزواج من أجل إيجاد عريس لهن، وذلك أربع مرات في السنة الواحدة.
سوق بيع الغجريات.. الزواج بعد سن 13
بمجرد بلوغهن، تضطر الفتيات الغجريات في بلغاريا لترك الدراسة، من أجل تزويجهن، عن طريق المشاركة في السوق الخاص بالعرائس، الذي يحمل اسم "Gypsy Women Market"، وإيجاد عريس مناسب لهن حسب القواعد التي يمشي عليها هذا السوق.
وعند وصول الفتيات الغجريات إلى سن 13، تشرع العائلات في تحضيرهن للزواج، إلى حين وصول موعد السوق، الذي يشارك فيه ما يزيد على ألفي شخص، منقسمين بين الفتيات المقبلات على الزواج مصحوبات بعائلاتهن، والشباب القادمين لإيجاد عروس مناسبة، حسب المواصفات التي يشترطونها.
الفتيات بملابس أنيقة والشباب بمجوهرات من ذهب
يقام السوق في ساحة كبيرة، عبارة عن مصف للسيارات، إذ تبدأ العائلات الغجرية في الحضور خلال الصباح، رفقة الفتيات المرشحات للبيع من أجل الزواج، وبعد ذلك يبدأ الشباب في التوافد إلى السوق بسياراتهم، وذلك لجذب انتباه الفتيات.
ومن بين العادات التي تتم خلال هذا السوق، هي ارتداء الفتيات ملابس أنيقة، والوقوف إلى جانب أولياء أمورهن، دون النطق بأي كلمة، إلى حين الاتفاق مع العريس على السعر.
فيما يتزين الشباب بمجوهرات من الذهب، فكلما كانت كمية الذهب التي يرتديها الشاب كبيرة، كان ذلك تعبيراً عن مستواه المادي، وقدرته على توفير حياة جيدة لزوجته المستقبلية.
وخلال النهار، تشرع الفتيات في الرقص على أنغام الموسيقى الغجرية، وذلك من أجل لفت الانتباه إليهن، خصوصا أن هذا الحدث يعتبر من الفرص القليلة التي تسمح باختلاط الجنسين في مكان واحد، حسب العادات الغجرية.
كلما كانت العروس شابة كان سعرها أعلى!
في هذا السوق هناك طريقة واحدة للتفاوض على شراء العروس، والتي تتم عن طريق العائلات، فبعد أن يقوم الشاب باختيار الفتاة التي يريدها للزواج، يقوم بإرسال عائلته للتواصل مع عائلتها، لتتم مرحلة التعارف.
ففي حال أعجبت الفتاة بالشاب الذي يريد الزواج منها، تعبر عن موافقتها لعائلتها، ثم يشرعان في الحديث لبضع دقائق، وهنا يتم تحديد ما إذا كان الزواج سيتم فعلاً، وبيع العروس للعريس، أم لا.
أما فيما يخص سعر العروس، فيتم تحديده حسب عدة معايير، أولها هو سن العروس، فكلما كانت العروس شابة أكثر، كان سعرها مرتفعاً.
وفي حال أعربت الفتاة عن إعجابها بالعريس المرشح للزواج منها، يتم تقليل تقليل قيمة السعر، وذلك لأن الزواج قائم على إعجاب متبادل، وليس من طرف واحد فقط.
وتتراوح أسعار العرائس الغجريات في هذا السوق ما بين ألفي دولار، إلى 10 آلاف دولار، حسب الاتفاق المبرم بين العائلات.
الزواج من غير الغجري مرفوض
يعتبر سوق الزواج الغجري في بلغاريا حكراً على الغجر فقط؛ إذ لا يتم تزويج الفتيات من أي شخص آخر في حال لم يكن غجرياً.
ولا يعتبر الانتماء إلى قبائل الغجر الشرط الوحيد من أجل قبول العريس، وإنما من الضروري أن يكون من بين الغجر البلغاريين الذين يطلق عليهم اسم "الروما".
وفي بعض الأحيان تضطر الفتيات للقبول بالزواج غصباً عنهن، وذلك من أجل مساعدة عائلاتهن مادياً، بسبب أوضاعهم الصعبة.
وفي حال تم الزواج بغير رغبة من العروس، غالباً ما ينتهي بهروب الزوجة بعيداً عن زوجها وعائلتها، وذلك لأن الطلاق مرفوض في عادات الغجر.