مع اقتراب ذكرى مرور أول قرن كامل على تأسيس كأس العالم لكرة القدم، وهي المسابقة التي تتنافس فيها منتخبات دول العالم المتأهلة، لا تزال هذه الكأس تحظى بالكثير من الذكريات والمواقف التي ستظل خالدة في الأذهان، مهما مرّ عليها من سنوات.
إحدى أكثر اللحظات الصادمة والغريبة التي شهدها المونديال وقعت في بدايات القرن الماضي، عندما تسبب الحظ السيئ في مشهد نادر على أرض الملعب.
إصابة غريبة من نوعها
في مباراة نصف النهائي بين الولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين، في كأس العالم الأولى التي أقيمت في 30 يوليو/تموز 1930، هرع الفريق الطبي للمنتخب الأمريكي إلى أرض الملعب، بعد إصابة لاعب عقب ارتطام حاد في تحدٍّ سيئ للغاية مع غريمه أثناء اللعب.
ومع ذلك، عندما ركض عضو الجهاز الطبي في فريق الولايات المتحدة، المُعالج الفيزيائي جاك كول، إلى أرض الملعب، تعثر فجأة في مشهد غريب، ثم انهار على الأرض.
والمفاجأة أن الثواني مرت، ولم يستعِد الرجل وعيه أو يعاود الوقوف ثانية.
المفاجأة كانت عندما تم اكتشاف السبب في هذا المشهد الغريب، فأثناء جري المعالج تعثّر في حقيبة الإسعافات الأولية المستخدَمة لعلاج اللاعبين بشكل سريع أثناء المباريات، حينها حطم، دون أن ينتبه، زجاجة الكلوروفورم الخاصة به في طريقه إلى اللاعب المصاب على أرض المباراة.
وكان الكلوروفورم من المواد المسكّنة التي كانت تُستخدم في التخدير الموضعي للاعبين عند إصاباتهم بالشد أو الكدمات المؤلمة، لمساعدتهم على استكمال اللعب دون مشاكل.
نتيجة لذلك الحادث، قام جاك كول بتخدير نفسه على أرض الملعب، فسقط مغشياً عليه تماماً، ولم يتمكن من الحركة، فهرع فريق طبي وسيارة إسعاف إلى مكان سقوط المعالج الفيزيائي، وسحبوه خارج المكان لتقديم الإسعافات اللازمة له حتى يستعيد وعيه بالكامل.
وبذلك كان المشهد الغريب من نوعه هو أول سابقة يحدث فيها إسعاف للمسعف شخصياً على أرض الملعب، بعد حادث وقع بسبب عبوة من المخدر الموضعي القوي، وفقاً لصحيفة Daily Star البريطانية.
العام الأول من مباريات كأس العالم
في هذا المونديال، اجتازت الولايات المتحدة مراحل المجموعات، بفوزها على باراغواي وبلجيكا 3-0 لتحجز مكاناً في الأدوار الإقصائية.
ومع كون هذه هي النسخة الأولى من البطولة العالمية الأشهر لمباريات كرة القدم، سافر 12 فريقاً فقط إلى أوروغواي، وبدأت الأدوار الإقصائية مع الدور نصف النهائي.
وبحسب موقع Sports Live News للأخبار الرياضية، فاز فريق الأرجنتين على الولايات المتحدة في تلك المباراة السالف ذكرها، بنتيجة قاسية تمثلت في 6 تسديدات مقابل هدف واحد أمريكي في ملعب سنتيناريو، بعاصمة الأوروغواي، مونتيفيديو، أمام 72 ألف مشجع، غالبيتهم من أهل الدولة الإفريقية.
لم يكن الأمر كذلك حتى نهائيات كأس العالم 2002، التي استضافتها كوريا الجنوبية واليابان، عندما تمكن الفريق الأمريكي من الفوز بالمباراة النهائية في كأس العالم.
جاء هذا الفوز على حساب المكسيك، وكان اللاعبان الأسطوريان بريان ماكبرايد ولاندون دونوفان في قائمة الهدافين في ذلك اليوم.
ومع ذلك، كانت مباريات النصف النهائي هي أفضل نهاية لكأس العالم لمنتخب الولايات المتحدة حتى الآن.
في المباراة النهائية الأولى لكأس العالم الأولى، التي أقيمت تحديداً في 30 يوليو/تموز عام 1930، شاهد إجمالي 93 ألف متفرج المباريات، حيث هزمت أوروغواي الأرجنتين بنتيجة 4-2.
وبحسب موسوعة History البريطانية للتاريخ والتوثيق، فازت الأوروغواي بكأس العالم للمرة الثانية عام 1950 بفوزها 2-1 على البرازيل في العاصمة ريو دي جانيرو.