يعتزم الرئيس الكوري الجنوبي السابق "مون جاي إن"، التخلّص من كلبين أهداه إياهما زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون عندما كان رئيساً للبلاد، واتهم الحكومة الحالية بأنها لا توفّر الدعم المطلوب له لتربيتهما التي تتطلب مبلغاً مالياً كبيراً كل شهر.
كان كيم جونغ قد قدّم، عقب القمة الثالثة التي جمعت الكوريتين، في سبتمبر/أيلول 2018، لرئيس كوريا الجنوبية آنذاك هدية، هي عبارة عن كلبين من نوع "بونغسان"، وهما كلب ذكر اسمه "سونغ كانغ" وأنثى هي "غومي"، وتم تقديم هذه الهدية كعربون للصداقة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أنجب الكلبان 7 جراء خلال فترة مون الرئاسية، إلا أنّ الرئيس السابق أخذ فقط جرواً واحداً و"سونغ كانغ" و"غومي" إلى منزله، بعد انتهاء فترة ولايته في مايو/أيار 2022.
مون، الذي كان قد اقترح في عام 2021 أن تحظر البلاد ممارسة أكل الكلاب التقليدية التي لا تحظى بشعبية متزايدة، اعتنى شخصياً بالحيوانات منذ ذلك الحين، بحسب ما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
مكتب مون قال، في بيان، إنّ الكلاب وبموجب قانون السجلات الرئاسية، هي قانوناً ملك للدولة، وينبغي إعادتها للرئاسة، إلا أنّ اتفاقاً جرى توقيعه في آخر يوم من ولاية مون يشير إلى أنّ الكلاب بعهدته.
تضمن الاتفاق بنداً يفيد بأنّ الحكومة عليها توفير دعم، لتغطية نفقات تربية الكلاب التي تبلغ 2,5 مليون وون (1800 دولار) شهرياً، بحسب ما ذكرته تقارير محلية، لكن مكتب مون أشار إلى أن الاتفاق لم يُحترم، بسبب اعتراض قدّمه المكتب الرئاسي لرئيس كوريا الجنوبية الحالي يون سوك يول، وأكد مكتب مون أنّ الأخير مستعد لتسليم الكلاب.
أضاف مكتب مون: "إذا نظرنا إلى التقدم المحرز حتى الآن، يبدو أن المكتب الرئاسي لا يظهر تجاوباً في شأن إسناد إدارة الكلاب لمون"، مشيراً إلى أنّ الرئيس السابق "كان على استعداد للتخلي عن تربية الكلاب لو أنّ الحكومة توصلت إلى خطة أفضل لهذا الموضوع".
من جانبه، نفى المكتب الرئاسي المزاعم التي تناولها مكتب مون، مشيراً إلى أنّ النقاشات بين الوزارات المعنية لا تزال قائمة.
أثار مصير الكلاب موجة من الانتقادات عبر مواقع التواصل، التي طلب عدد من مستخدميها تولي تربيتها، وقال أحد المستخدمين إنّ "الكلاب هي بمثابة أفراد العائلة. فكيف يمكن التخلي عنها لسبب سخيف كالأموال؟!".
تُعد كلاب "بونغسان" كلاب صيد ذات وبر أبيض سميك وأذنين مروّستين وعينين عسليتين، وتُعرَف بولائها لأصحابها، وذكاء تتمتع به، ويعود أصلها إلى منطقة بونغسان بشمال كوريا الشمالية.
كان وضع الكلبين أفضل بكثير من العلاقات بين الكوريتين، التي تدهورت باستمرار منذ قدم كيم الكلاب لكوريا الجنوبية، إذ يزداد التوتر في علاقات البلدين على خلفية التجارب الصاروخية المستمرة التي تجريها بيونغ يانغ.
تُشير الصحيفة البريطانية، إلى أنه كثيراً ما استُخدِمَت الحيوانات في العلاقات الدبلوماسية، ففي عشرينيات القرن التاسع عشر، أرسل محمد علي باشا، حاكم مصر، 3 زرافات إلى أوروبا، وفي عام 2000، قدّم والد كيم الراحل، كيم جونغ إيل، زوجاً من كلاب بونغسان إلى نظيره الكوري الجنوبي كيم داي جونغ في أول قمة بين البلدين، وعُرِضَا في حديقة في سول، لكنهما ماتا في عام 2013.