يعتبر قمر الدم من بين الظواهر الفلكية التي تصاحب ظاهرة الخسوف، والتي عادة ما تتم في منتصف شهر مايو/أيار، بالرغم من أنها نادرة الوقوع.
إذ إنه خلال الخسوف الكلي، يتغير لون القمر وتتراوح درجات ألوانه بين البرتقالي الغامق والأحمر الدموي، بعد حجب كوكب الأرض ضوء الشمس عن القمر.
ولا يتمكن جميع سكان الأرض من مشاهدة ظاهرة الخسوف الكلي للقمر؛ بسبب اختلاف حدوث الظاهرة الفلكية حسب حركة دوران الأرض، والتي تتم خلال فترات الليل.
وقد شهد العالم ظاهرة الخسوف الكلي مؤخراً مرتين في كل سنة، خلال سنوات 2014، و2015، و2021، و2022.
ظاهرة الخسوف وأنواعها
خلال حركة دوران الأرض حول الشمس، ودوران القمر حول الأرض، تحدث في فترات زمنية متباعدة ظاهرة خسوف القمر، عندما يصبح كل من الشمس، والأرض، والقمر، في خط أفقي مستقيم واحد، فيحجب ظل كوكب الأرض الضوء المنعكس على القمر من الشمس.
وفي هذه الحالة، ينقسم الخسوف إلى ثلاثة أقسام، الأول هو الخسوف الجزئي، عندما يبتعد القمر قليلاً عن ظل الأرض؛ إذ تتم تغطية جزء منه وليس كاملاً.
وخسوف شبه الظل الذي يحدث عندما يدخل القمر في منطقة شبه الظل، وفي هذه الحالة يصبح ضوء القمر باهتاً دون حدوث خسوف كامل.
ثم الخسوف الكلي، وهو عند تحول لون القمر إلى اللون الأحمر الدموي، بسبب دخول القمر كاملاً في منطقة ظل الأرض، ويؤدي إلى فقدان الرؤية بشكل كامل في أوقات منتصف الليل .
قمر الدم.. عبور أشعة الشمس عبر الأرض
حسب وكالة الفضاء الأمريكية "NASA"، فإنه عند حدوث ظاهرة الخسوف الكامل، يصبح لون القمر أحمر دموياً، وأطلقت عليه هذه التسمية بسبب اللون الذي يغطي القمر الشبيه بلون الدم، وهي لا تعتبر تسمية علمية، وإنما مستوحاة من درجة اللون نفسه.
والسبب وراء تحول القمر إلى هذا اللون، هو عبور طيف الشمس الأحمر، ذي الموجات الطويلة، عبر الغلاف الجوي للأرض؛ مما يتسبب في تشتت جزء من الطيف الأزرق الموجود في الأرض، ذي الموجات القصيرة، وانعكاسه على القمر.
ويمكن أن تؤثر عوامل أخرى على درجة لون القمر خلال ظاهرة الخسوف الكلي، من بينها عوامل تلوث الجو، أو الغبار، أو تغطية السحاب حسب حركته، أو انتشار الرماد البركاني؛ مما يعطي لوناً برتقالياً فاتحاً مائلاً للذهبي، أو برتقالياً غامقاً.
وبعد ذلك، يبدأ القمر بالخروج من دائرة ظل الأرض، فتبدأ ظاهرة الخسوف في التلاشي بشكل تدريجي؛ إذ من الممكن أن تستمر لبضع ساعات.
أسباب ظاهرة الخسوف والفرق بينها وبين الكسوف
وتحدث ظاهرة خسوف القمر في بداية أو نهاية الشهر القمري، والتي غالباً ما تكون في الشهر الخامس من السنة، والتي تتمثل في توسّط الأرض بين الشمس والقمر؛ مما ينتج عنها ظاهرة الكسوف، تليها ظاهرة الخسوف.
ولأن حركة دوران القمر لا تتم في نفس مستوى حركة دوران الأرض، فإن ظاهرتي الخسوف والكسوف تتمان في فترات زمنية متباعدة، وتحدثان غالباً مرتين في السنة التي تعرف هذه الظاهرة الفلكية.
إذ إن الشمس تمر في نقطة التقاء المستويين بين الأرض والقمر، والتي تسمى بالعقدتين مرتين في السنة؛ مما ينتج عنها ظاهرة الخسوف، والكسوف.
وتحتاج الشمس للمرور بين كل عقدة أكثر من شهر، فيما تستغرق مدة 346 يوماً لتعود مرة أخرى إلى نفس العقدة، وتسمى تلك الفترة السنة الكسوفية، وبسبب الفرق بينها وبين السنة الشمسية، يعود القمر مرة أخرى إلى نفس النقطة التي يحدث فيها الكسوف والخسوف، وتسمى دورة الساروس القمرية، التي تم اكتشافها من طرف البابليين سنوات قبل الميلاد.