قلعة تخفيها غابات كثيفة ومحاطة بأساطير غامضة وبعضها مرعبة، قلعة هوسكا في تشيكيا، ثم بناؤها على قمة جرف في ريف براغ المعزول على جميع الطرق التجارية، لا تملك هذه القلعة مصدراً للمياه أو مقومات الحياة.
بنيت القلعة خلال القرن الثالث عشر كمركز إداري للملك، لكن حسب المعتقدات التشيكية يقال إنها بنيت لسد بوابة إلى الجحيم التي يخرج منها الكائنات الشيطانية الموجودة بداخل القلعة.
نزل شاباً وصعد شيخاً كبيراً
حسب موقع "Ati"، بدأت الأسطورة حين قرر الملك بناء قلعة خاصة بالأمور الإدارية على أعلى قمة في ريف براغ، عند الوصول إلى المنطقة، فوجئ العمال بحفرة عميقة لم يتمكنوا من معرفة عمقها، ليقرر الملك على إثر ذلك منح الحرية للسجناء، شرط أن يتمكن أحدهم من معرفة عمق الحفرة.
أثار هذا الخبر حماس السجناء؛ إذ تقدم أحدهم للنزول في الحفرة آملاً في الحرية التي سيلقاها بعد هذه المهمة، ربط الجنود السجين بحبل طويل وبدأت مهمة إنزاله في الحفرة، بعد دقائق سمع الجنود صراخاً من أسفل الحفرة وطلباً للنجدة.
ليقرروا أن يسحبوا السجين، وهناك كانت المفاجأة فالسجين كان شاباً قبل نزوله إلى الحفرة، لكنه الآن كبر 30 سنة، وأصبح شعره أبيض من الشيب، إذ قال إنه شاهد مخلوقات شيطانية داخل الحفرة ونقل بعدها إلى مصحة عقلية وتوفي بها بعد يومين فقط.
بعد هذا الحادث بنيت القلعة التي لم يستخدمها الملك في أمور الدولة، ولم يسكن بها أحد قط، ولم تحتوِ القلعة على حمامات أو مطبخ أو حتى مياه، بالإضافة إلى تصميمها الغريب، فمعظم القلاع تكون مجهزة بمدافع لحمايتها مصوبة للخارج.
لكن هذه قلعة هوسكا بها مدافع مصوبة للداخل وكأنها تحمي المدينة من خطر قادم من داخلها، زيادة على نوافذها التي لا تفتح من الداخل؛ بل مقفلة بشكل محكم، مثل معظم القلاع التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثالث عشر، تضم هذه القلعة أيضاً كنيسة لكن لم يقوموا ببنائها في الطابق العلوي كما هو معتاد؛ بل في الطابق السفلي بجانب الحفرة مباشرة.
الكنيسة مرسوم على جدرانها من ناحية اليمين نعيم الجنة، أما من الجهة اليسرى النار والشياطين وتعاويذ خاصة للحماية من الأرواح الشريرة، حسب نفس المصدر.
قلعة هوسكا والحرب العالمية الثانية
بنيت القلعة كما ذكرنا خلال القرن 13 ما بين 1253 و1278، كان الغرض من هذه القلعة هو إنشاء مكتب إدارة العقارات الملكية الواسعة. بعد وفاة الملك، انتقلت إلى الأرستقراطية، وخلال تلك الفترة كان للقلعة العديد من الملاك.
ما بين 1584 و1590 تم تجديد القلعة والقيام بتعديلات على طراز عصر النهضة، أما خلال القرن الثامن عشر سقطت القلعة في حالة سيئة؛ لأنها لم تلقَ تعديلات وترميمات مناسبة لبقائها.
تم تجديدها مرة أخرى في عام 1823؛ إذ اشترتها الأميرة "هوهنلوه" سنة 1897، وحسب موقع "the little house of horrors" في عام 1924 تم طرحها في السوق مرة أخرى وبيعها إلى "جوزيف سيمونيك" رئيس سكود، الذي لا يزال أحفاده يملكون القلعة.
خلال الحرب العالمية الثانية، احتل الفيرماخت الألماني القلعة إلى حدود سنة 1945. هناك مزاعم بأن النازيين استخدموا القلعة لإجراء تجارب طبية على الناس. حتى إن البعض يزعم أنهم استخدموا القوى السلبية للقلعة.
إذ يعتقد البعض، حسب "Ati"، أنهم بحاجة لتأمين مكتبة من 13 ألف مخطوطة لزعيم قوات الأمن الخاصة "هاينريش هيملر"، الذي كان مهووساً بالسحر، وكان يعتقد أن قوة القلعة ستساعد النازيين على حكم العالم.
بوابة الجحيم في العصر الحديث
بعد الحرب، استعادت عائلة سيمونيك ملكية قلعة هوسكا، وما زالوا يمتلكونها حالياً، تم فتح القلعة للزوار منذ عام 1999، إذ ذكرت صحيفة "Prague Monitor" أن العديد من الزوار يشعرون بالحيرة بسبب هندستها المعمارية غير البديهية، ويقلقون من اللوحات الجدارية في الكنيسة.
أغرب هذه اللوحات تصور مخلوقاً له الجزء العلوي من جسم امرأة والجزء السفلي من جسم حصان، على الرغم من أنه لم يسمع به في ذلك الوقت لتضمين صور الأساطير الوثنية في الكنيسة، إلا أن الأمر الأكثر إثارة هو حقيقة أن الرسم يستخدم يده اليسرى لإطلاق سهم.
ارتبط استخدام اليد اليسرى مع خدمة الشيطان في العصور الوسطى. يعتقد المؤرخون أن اللوحة هي تلميح للمخلوقات التي تكمن تحت الكنيسة.
في الواقع، حتى يومنا هذا، يزعم الزوار أنهم يسمعون أصوات صراخ وخدوش وضوضاء من تحت أرضية الكنيسة.