لسوء الحظ، قد يكون من المعتاد للملوك والسلاطين إيذاء رعاياهم، فذلك ليس بجديد عليهم، لكن الحُكَّام الجبابرة أحياناً ما كانوا يقتلون أولادهم وفلذات أكبادهم أيضاً.
إذ فقد كثير من الحُكّام الأقوياء في العالم قدرتهم على السيطرة على أبنائهم، وفي بعض الأحيان، فقدوا السيطرة على أعصابهم ومخاوفهم كذلك. فلم يقبل هؤلاء الملوك الشعور بأي تهديد، حتى وإن كان مصدره من الدائرة المقربة.
معظم الملوك لطخوا أيديهم بالدماء
وعلى مر التاريخ، تمكن عدد قليل جداً من القادة من الوصول إلى نهاية حكمهم دون أن تلطخ أيديهم بعض الدماء. في حين أُجبر بعض الحكام السابقين على القتل بحكم الضرورة. وذلك إما لإعدام الخونة أو قتل المنافسين الذين يهددون نظامهم أو حياتهم.
في المقابل، قتل السلاطين والملوك أقاربهم لأسباب متنوعة. كان بعضهم من الخونة الذين أضروا بهم أو خططوا لإيذائهم فعلاً، أو بسبب وقوف آخرين في طريقهم وأمام طموحاتهم. لذلك ضحى بعض الحكام بالأسرة من أجل المُلك، بينما قتل آخرون المقربين منهم للاستيلاء على سلطتهم أو تعزيزها.
أحياناً، يقتل الملوك أقاربهم بسبب أزمات مثل عدم الثقة بالذات أو جنون العظمة بينما كان آخرون يسعون للانتقام. ومهما كان الدافع، فإن عمليات القتل والإعدامات هذه يمكن أن تتم بقلب مثقل أو بلا مبالاة، حسب الظروف وشخصية الحاكم المعني.
1- إيفان الرهيب إمبراطور روسيا
كان لإيفان الرابع إمبراطور روسيا القديمة، والمعروف أيضاً باسم إيفان الرهيب، ابن يُدعى إيفان إيفانوفيتش، وكان من زوجته الأولى أناستاسيا رومانوفنا.
استمتع إيفان الرهيب بالأدب والموسيقى. كما قام بتعذيب الحيوانات الصغيرة عندما كان صبياً، وعندما أصبح رجلاً بالغاً وحكم إمبراطورية مترامية الأطراف، هزم دولتي قازان وأستراخان، وهي مدن في جنوب غربي روسيا اليوم ، ووحّدهما مع إمبراطوريته.
وقد كان لإيفان ثماني زوجات. تم العثور على كل زوجة ميتة في ظروف غامضة، إما قُتلت بشكل مباشر، وإما تم إرسالها إلى الدير لتموت هناك.
وبحسب موقع History Collection للتاريخ، فقد حوَّل روسيا من دولة من العصور الوسطى إلى إمبراطورية مهيبة.
هذه الهيبة لم تستمر طويلاً، فقد ضرب زوجة ابنه الحامل في مناسبة خاصة، فتسبب في إجهاض طفلها. حينها واجهه ابنه ودار عراك بينهما. وفي نوبة من الغضب، ضرب إيفان الرهيب ابنه على رأسه بعصا مدببة فأرداه قتيلاً.
وقد تم تخليد جريمة القتل هذه من قبل الفنان الواقعي الروسي إيليا ريبين في واحدة من أكثر اللوحات شهرة في العالم، والتي تجسّد إيفان الرهيب ملتاعاً ومصدوماً بعدما أدرك أنه قتل وريثه الوحيد.
2- عباس الأول حاكم الدولة الصفوية بفارس
كان عباس الأول يعتبر أعظم حكام الأسرة الصفوية، وهي واحدة من أهم السلالات الحاكمة في تاريخ بلاد فارس (إيران حالياً). لقد كان عبقرياً عسكرياً تمكن من انتشال بلاده من حافة الانهيار والفقر، وبنى مدناً مزدهرة وكثيراً من البُنى التحتية.
وعن نجله الذي دارت حوله كثير من الأحداث، فقد وُلد محمد باقر ميرزا، ولي عهد السلالة الصفوية في عهد عباس، لإحدى زوجاته الشركسيات المسيحيات.
لسوء الحظ، تم القبض على محمد ميرزا في إحدى مكائد البلاط التي يُعتقد أنه تآمر فيها مع الشركس من أجل الإطاحة بالحُكم وسرقة السلطان من والده.
على أثر ذلك قُتل ولي عهد عباس الأول وسُلم العرش إلى حفيده بدلاً منه بعدها، بحسب موقع أصفهان للأحداث التاريخية ببلاد فارس.
3- فيليب الثاني إمبراطور إسبانيا
توفيت ماريا مانويلا البرتغالية، زوجة فيليب الثاني ملك إسبانيا، بعد أن أنجبت وريثه. كان الطفل الذي يُدعى دون كارلوس، مولوداً بعيوب جسدية وله ساق أقصر من الأخرى، وكتفان غير متناسقتين.
كما كان الوريث يعاني أيضاً من قصور عقلي، على سبيل المثال، عندما أصبح شاباً كان دون كارلوس يركب خيله بقسوة لدرجة أن الحيوان قد يموت لسوء توجيهه، كما كان يضرب الفتيات الصغيرات. واعتقد أن الألماس كان ساماً وكان يخاف من الحجر الكريم.
الشاب المضطرب كان على وشك أن يرث عرش والده بحكم الولادة، ولكن كان من الواضح أن دون كارلوس لم يكن لائقاً لأن يكون ملكاً.
لكن وبدون مقدمات تم إعلان وفاة الوريث الشرعي فجأة في العام 1568، ويُشاع أن والده قد سممه لحماية عرش الإمبراطورية الإسبانية منه.
4- الملك يونغجو والإمبراطورية الكورية
كان الأمير سادو ولي العهد الكوري للملك يونغجو المجنون مثالاً على ما قد يؤدي إليه جنون الارتياب والقسوة المفرطة.
فقد كان من الصعب إرضاء الملك يونغجو حاكم الإمبراطورية القديمة. لذلك عندما نشأ ابنه سادو، ليصبح شاباً مضطرباً يعاني من بعض التغيرات النفسية والعقلية التي لا نعرفها على وجه الدقة، زاد الأمر رهابة، وأصبح الأمر سيئاً للغاية لدرجة أن الملك بعد أن تحدث ببضع كلمات إلى ابنه، كان يشطف فمه ويغسل أذنيه ويغير ملابسه بأخرى نظيفة، بحسب موقع List Verse للتاريخ والثقافة العامة.
كان الأمير سادو يقدِّس والده لكنه لم ينل قط رضا الملك يونغجو، واتُهم سادو باحتجاز الرأس المقطوع للخصي الخادم في القصر بعد قتله، وكذلك اتُهم بالاعتداء على العديد من السيدات الملكيات في القصر واغتصابهن.
وبسبب كراهية والده المستمرة له، وصل سادو إلى الجنون المحقق، وكانت العلاقة المأساوية بين الأب والابن متجهة إلى نهاية مريرة. إذ تم تجريد ولي العهد من لقبه الملكي وأُمر بالدخول في صندوق أرز خشبي ضيق.
الأمير المسكين قضى أيامه الثمانية الأخيرة من حياته يصارع الموت وهو يصرخ طلباً للرحمة من الملك. ليتوفى في النهاية وهو يبلغ من العمر 27 عاماً فقط.