تعتبر بعض القطع النادرة محطّ أنظار الكثيرين، خاصة إذا كانت تعود لحقبٍ تاريخية أو سلاطين وملوك حكموا إمبراطوريات، ومن بين هذه القطع الثمينة ميدالية نادرة تحمل صورة للسلطان العثماني محمد الفاتح، الذي فتح القسطنطينية في 29 مايو/أيار عام 1453.
ميدالية برونزية نادرة
ميدالية نادرة تصور السلطان العثماني محمد الفاتح، وهو السلطان السابع في السلالة العثمانية، حكم ما يقرب من 30 عاماً، تولى الحكم في 18 فبراير/شباط عام 1451م، وكان يبلغ من العمر حينها 22 عاماً فقط.
انتهج محمد الفاتح المنهج الذي سار عليه والده وأجداده في الفتوحات، وبرز بعد توليه السلطة في الدولة العثمانية بقيامه بإعادة تنظيم إدارات الدولة المختلفة، يشتهر السلطان محمد بفتحه للقسطنطينية "إسطنبول" عام 1453، أي بعد عامين فقط من توليه الحكم.
تتميز الميدالية بالنقش المميز عليها لصورة السلطان محمد الفاتح، صيغت الميدالية بعد وفاة السلطان العثماني عام 1481 في مدينة "نابولي" بإيطاليا. وتعتبر هذه الميدالية من بين أجمل ميداليات عصر النهضة وأندرها.
حسب تقرير لقناة "TRT Haber" التركية تقول سارة بلامبلي، مديرة الآثار الإسلامية والهندية ببريطانيا، واصفة العملة "تراه يمتطي حصاناً في منظر طبيعي شبيه جداً بالميداليات الإيطالية، وفي الأفق قلعة صغيرة ربما كانت أوسكودار. وعلى وجهي العملة ترى النقش الذي يشير إليه على أنه السلطان العثماني حاكم كل من آسيا وأوروبا".
الميدالية في مزاد علني بالمملكة المتحدة
ستُعرض الميدالية النادرة في المزاد العلني في 27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في "دار كريستيز" للمزادات بمدينة لندن، وحسب "CNN Turk" يوجد فقط 3 نسخ من هذه الميدالية في العالم، ما يجعلها قطعة نادرة.
توجد الميدالية الأولى في متحف "متروبوليتان" في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، فيما توجد الميدالية الثانية في مدينة لندن بمتحف "Victoria and Albert" أما الثالثة، المعروضة حالياً في المزاد، فتملكها العائلة الفرنسية "تشارلز دوبريز"، المشهورة بجمعها للتحف القديمة والنادرة.
تتميز العملة بلونها البرونزي وحجمها الكبير الذي يصل إلى قرابة 12 سنتيمتراً، صنعها الصائغ الإيطالي "يرتولدو دي جيوفاني"، وتتميز الواجهة الأولى التي تحمل صورة للسلطان العثماني محاطة بعبارة مفادها "قطعة معدنية برونزيّة للإمبراطور محمد الفاتح".
فيما يتميز الوجه الثاني بصورة للسلطان يمتطي حصاناً وبيده حبلٌ ملفوف على 3 أشخاص بجانب كل واحد منهم مكتوب "آسيا، البلغراد، أوروبا" أي إن السلطان العثماني وصل نفوذه إلى كل من آسيا وأوروبا.
سيبدأ المزاد بـ55 ألف دولار
الميدالية الثمينة ستُباع في المزاد العلني البريطاني بسعرٍ يتراوح ما بين 836 ألف ليرة تركية ومليون و250 ألف ليرة تركية، أي ما يقارب 55 ألف دولار أمريكي، ليست فقط هذه القطعة الوحيدة التي تعود للتراث الإسلامي بالمعرض.
إذ سيتم بيع البسط والسجاد الشرقي بسعر يتراوح ما بين 40 و60 ألف ليرة تركية أي ما يقارب 3.5 ألف دولار أمريكي.