ساعد برنامج أبولو الأمريكي لاستكشاف القمر في دحض العديد من النظريات الخاطئة التي كان البعض يؤمنون بها سابقاً؛ مثل نظرية وجود قاعدة نازية على سطح القمر أو ارتباط اكتمال القمر بتغيرات في سلوك البشر.
نستعرض إليكم هنا 7 من أبرز المعتقدات الخاطئة عن القمر، ونشرح لكم الأسباب التي تمنعنا من تصديقها:
1 – جم القمر ثابت منذ ملايين السنين
اعتقد العلماء لسنوات أنَّ النشاط البركاني للقمر قد توقف منذ مئات الملايين من السنين، وبرد سطحه الداخلي وبالتالي لم يعد حجم القشرة ينكمش كما كان سابقاً، لكن اتضح أن هذا غير صحيح، فالقمر في واقع الأمر آخذ بـ"التقلص".
تُظهر البيانات التي جمعها برنامج Apollo في التسعينيات، ومرة أخرى بواسطة مركبة Lunar Reconnaissance Orbiter في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أنَّ خطوط صدع القمر لا تزال نشطة، وبسبب نشاطها ينتج ما يعرف باسم "زلازل القمر".
وقاد هذا العلماء إلى الاعتقاد بأنه من المحتمل جداً أن تكون قشرة القمر لا تزال تتقلص في الحجم.
ويُعتقَد أنه تقلص بنحو 150 قدماً (45.7 متر) فقط في غضون بضع مئات من ملايين السنين؛ لذا لا تخشوا شيئاً، فالقمر -على الرغم من تقلصه- لن يختفي.
2 – القمر أرض جافة قاحلة
حتى وقت قريب، اعتقد العديد من العلماء أنَّ القمر جاف وقاحل. وبرغم نظرية علماء أبولو التي ترجح وجود جليد على الجانب البعيد من القمر، لم يُكتشَف أي ماء على السطح أو في الغلاف الجوي أو في الجزء الداخلي من القمر.
لكن تغير كل ذلك في عام 2009 عند اكتشاف المياه بكميات ضئيلة. ثم في عام 2010، عندما كُشِف أنَّ القمر يضم مياه "مائة مرة" أكثر مما كان يُعتقَد سابقاً. وبعد ثماني سنوات، اكتُشِف أنَّ الجليد كان في الواقع عند قطبي القمر، مثل الأرض، وكان هناك، في الواقع، ماء في الداخل.
3 – القمر المكتمل يدفع الناس للجنون
على مدى قرون، اعتقد الناس أنَّ البدر يرتبط بطريقة ما بالجنون والتغيرات السلوكية والنوبات والخصوبة والمستذئبين. حتى إن كلمة جنون "luancy" تأتي من الكلمة اللاتينية "luna" والتي تعني "القمر".
لكن أثبت العديد من الدراسات التي أجريت على مدى العقود الماضية أنَّنا لا نستطيع الجزم بوجود صلة كهذه.
فقد وجدت بعض الدراسات روابط بين جاذبية القمر والسلوك البشري. وتكهّنت أخرى بأنَّ البدر يعطي مزيداً من الضوء؛ مما يبقي الناس مستيقظين، وبالتالي يؤدي حرمانهم من النوم إلى تغيرات سلوكية بسبب التعب. ومع ذلك، وجدت دراسة أُجرِيَت في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، أن الدراسات السابقة التي ربطت بين سلوكيات البشر واكتمال القمر كانت متحيزة ومتأثرة بالروايات الشعبية.
4 – أشباه بشر بأجنحة وطاويط يسكنون القمر
في أغسطس/آب 1835، أفادت The New York Sun، الصحيفة الأكثر قراءة في العالم وقتها، بوجود خفافيش بشرية تعيش على القمر. وتحدثت الصحيفة عن أشباه بشر بأجنحة وطاويط وذات شعر نحاسي يبلغ ارتفاعها أربعة أقدام (1.2 متر).
كان المصدر المزعوم للصحيفة هو العمل والنتائج التي توصل إليها جون هيرشل، وهو عالم فلك حقيقي ومحترم، والذي رأى هؤلاء الخفافيش البشريين على القمر من تلسكوبه الذي يبلغ وزنه سبعة أطنان والذي نقله من إنجلترا إلى جنوب إفريقيا. بالطبع لم يكن أي من هذا صحيحاً، لكنه لم يمنع الناس من الفزع بما في ذلك لجنة من علماء جامعة ييل الذين بحثوا عن دراسات هيرشل لمعرفة المزيد بأنفسهم.
ووفقاً لما ورد في مجلة Popular Mechanics الأمريكية، فقد استغرق الأمر شهراً كاملاً قبل أن تعترف صحيفة The New York Sun بأنها خدعة تهدف إلى السخرية. وقد أُطلِق عليها آنذاك اسم "خدعة القمر العظيم" أدت في الواقع إلى زيادة انتشار الصحيفة وتقديم المزيد من الأدلة على أنَّ الناس يحبون القصة الجيدة أكثر من الحقيقة
5 – هتلر يعيش على قاعدة نازية على سطح القمر
في أبريل/نيسان 1945، بينما كان السوفييت يسيرون عبر برلين، كان هتلر وزوجته إيفا براون في مخبئهما تحت الأرض عندما اتخذا قراراً بأخذ سفينة صاروخية إلى القمر ليعيشا بقية أيامهما على قاعدة نازية بُنيت خصيصاً لهما هناك.
بالطبع لم يحدث أي من ذلك. ففي الواقع، تناول هتلر مادة السيانيد السامة وأطلق النار على نفسه كما يعلم معظمنا. لكن هناك نظرية مؤامرة مفادها أنَّ النازيين أسسوا قاعدة على القمر في وقت مبكر من عام 1942. وكما تقول القصة، عندما أصبح من الواضح أنَّ النازيين سيخسرون الحرب العالمية، حزموا ببساطة أمتعتهم وغادروا عبر طبق طائر ليعيشوا هناك.
6 – المخرج الأمريكي ستانلي كوبريك صوَّر الهبوط على سطح القمر
تقول الحكاية إن الإدارة الأمريكية وظفت المخرج السينمائي الشهير ستانلي كوبريك سراً لإنتاج فيديو عن هبوط وهمي على القمر على مسرح هوليوود الصوتي.
والآن، ظهر الكثير من الأدلة على عدم صحة ذلك. على سبيل المثال، كان كوبريك منخرطاً وقتها بالفعل في مرحلة ما قبل الإنتاج لفيلم "A Clockwork Orange". إضافة إلى ذلك، لم تكن التكنولوجيا المتاحة في عام 1969 قريبة من قدرتها على محاكاة الصور التي رأيناها على شاشات التلفزيون في 20 يوليو/تموز. ناهيك عن وجود الكثير من اللقطات والصور التي تُظهِر الهبوط الفعلي على سطح القمر
7 – الأعلام الأمريكية لا تزال موجودة على القمر
بدءاً من "أبولو 11"، كل مهمة من مهمات "أبولو" إلى الفضاء زرعت العلم الأمريكي في مكان هبوطها؛ ليكون مصدر فخر، مع الأمل بأن يظل هناك إلى الأبد أو على الأقل لفترة طويلة جداً. لكن لا يبدو أنَّ هذا صحيح تماماً. فقد أفاد رائد الفضاء الأمريكي باز ألدرين أنه رأى علم رحلة "أبولو 11" الشهير يتساقط بسبب انفجار الصاروخ عندما غادر رواد الفضاء.
في عام 2012، ذكرت وكالة ناسا أنَّ الأعلام الخمسة الأخرى لا تزال قائمة، لكن من المحتمل أنَّ جميعها صارت باهتة بشدة بسبب الأشعة فوق البنفسجية القاسية والتغيرات المفاجئة في درجات الحرارة على سطح القمر.