يحتفظ بعض الأشخاص بألعاب طفولتهم التي تذكرهم ببعض الذكريات، أو التي كانت هدية من شخص يحبونه، رغم تعرّض تلك الدمى للتلف، بسبب السنوات التي مرت عليها، أو الحوادث التي أدت إلى تلفها.
هذا التلف الذي يطرأ على الألعاب دفع أحد الأشخاص بمدينة سيدني الأسترالية إلى إنشاء مستشفى خاص بإعادة هيكلة الدمى القديمة، والذي يلقى إقبالاً كبيراً من قبل البالغين بشكل خاص.
قصة إنشاء مستشفى الدمى
تعود فكرة مستشفى الدمى، الواقع بمدينة سيدني الأسترالية، لأوائل القرن الماضي، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية سنة 1939، عندما فُرضت قيود على استيراد البضائع، ما أدى إلى عدم توفر الدمى الجديدة في الأسواق.
في ذلك الوقت لم يكن أمام الأطفال إلا اللعب بألعابهم القديمة التي كانت تعاني من التلف، ما دفع البعض منهم إلى اصطحاب دُماهم إلى مستشفى الدمى، قصد "معالجتها".
تعود فكرة المستشفى الذي يحمل اسم "سيدني فيرست دول" إلى "هارولد شايمان"، الذي كان يعمل في مجال بيع الدمى.
افتتح المستشفى سنة 1913، في شارع "بيميش كمزي" في مدينة سيدني، بعدما تعرّضت الدمى التي كان يبيعها "هارولد" لتلف، بسبب سقوط الأعمدة المطاطية التي كانت تحملها.
استمر الاشتغال في هذا المقر إلى أن تولى "هارون"، ابن مؤسس المستشفى المسؤولية، إذ قام بنقله إلى دار الألعاب، التي تسمى "Her Majesty's Arcade" في مدينة سيدني.
وذلك بسبب ارتفاع الطلب على خدمات المستشفى بسبب قانون الحظر المشدد على الاستيراد خلال الحرب العالمية الثانية سنة 1939، إذ أصبح المشفى يقوم بإصلاح البضائع الجلدية إلى جانب الدمى والدببة.
تجاوز عدد العمال في المستشفى الـ70 عاملاً، يعملون في 6 غرف مختلفة، هذا الطلب المتزايد على خدمات المستشفى دفع صاحبه إلى نقله مرة أخرى سنة 1968، إلى "ستوني كريك رود" في بيكسلي الأسترالية، حيث يوجد مبنى أكبر يتسع لتخزين أجزاء أكثر من الدمى.
تخصصات مختلفة والمرضى "دُمَى"!
بعد الانتقال إلى المقر الجديد تسلمت إدارة المشفى "جيف شابمان"، ابنة "هارون"، المالك السابق للمشفى، حسب الموقع الأمريكي "Insider"، يبدو مستشفى الدمى كالمستشفى المخصص للإنسان، إذ يضم عدة تخصصات لأجزاء الدمية.
فهناك أماكن مخصصة للعيون، وأخرى للأذرع أو الساقين، كما توجد أقسام مخصصة لإصلاح الدمى الأصلية والبلاستيكية، بالإضافة إلى قسم خاص بالدببة، وآخر للدمى الخزفية والقماشية، بالإضافة إلى قسم للتجميل وإزالة آثار الحبر من فوق الدمى.
لا يقتصر المستشفى على إصلاح الدمى أو تجميلها، بل هناك قسم لبيع الدمى العادية وجمع الدمى النادرة من عصور مختلفة، كما يقوم المشفى ببيع الملابس الخاصة بالدمى، حسب طلب الزبائن، أو صناعة دمية تحت الطلب.
البالغون هم الأكثر توافداً على المشفى
بالاستناد إلى نفس المصدر، يقول "تشابمان"، صاحب المستشفى، إنه يكون سعيداً عندما يرى الفرحة على وجوه زبائنه، كما أن أغلب زبائنه من البالغين رجال ونساء، على حد سواء، إذ تصطحب العديد من النساء الدمى، فيما يقدم الرجال على إحضار الدببة.
وأضاف تشابمان أن زبائنه ينفجرون بالبكاء عند رؤية لعبتهم بعدما أصبحت جديدة، وبالمواصفات التي قدموها للمستشفى.
وكأي مستشفى حقيقي أيضاً يعتمد العمل على أخذ المواعيد للتخصص الذي يود الزبون إصلاحه باللعبة، زيادة على إعطاء تقرير عن نوعيتها، والحقبة الزمنية التي صنعت بها.
وحسب "ستيوارت"، أحد العاملين بالمشفى، يقول للموقع "Insider"، إن أصعب مهمة هي إصلاح الدمى المصنوعة من "السيلولويد"، وهو نوع من البلاستيك رقيق جداً، والذي استخدم في البداية في صناعة الدمى، أما أسهل شيء والأكثر إقبالاً من قِبل زوار المستشفى فهي العيون، رغم أنها تأخذ بعض الوقت للحصول على نتيجة أفضل.