تستطيع البيانات المأخوذة من مشي إنسان لـ6 دقائق فقط، عن طريق مستشعرات الحركة في الهواتف الذكية، التنبؤ بخطر وفاته خلال السنوات الـ5 التالية، وفقاً لدراسة جديدة نُشرت الخميس، 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في مجلة PLOS Digital Health.
وتمكنت دراسات سابقة من تقدير مخاطر الوفاة، بالاستعانة بمستوى النشاط البدني اليومي، عن طريق مستشعرات حركة قابلة للارتداء في أجهزة مثل ساعات اللياقة البدنية، ولكن رغم الشعبية المتنامية للساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، فلا تزال مقتصرة في الغالب على أقلية ثرية.
وفقاً لموقع The Daily Beast الأمريكي، يقول القائم على الدراسة، بروس شاتز، من جامعة إلينوي في مدينة أوربانا شامبين، إن معظم الناس يمتلكون هواتف ذكية مزوّدة بأجهزة استشعار مماثلة، لكن حساب مخاطر الوفيات من بيانات الأنشطة التي تجمعها أمر صعب، لأن الناس لا يحملون هواتفهم طوال اليوم عادة.
الطريقة المتّبعة في الدراسة
لإيجاد متنبئ بديل يمكن قياسه باستخدام الهواتف الذكية، راجع شاتز وزملاؤه بيانات 100,655 مشاركاً في دراسة "البنك الحيوي" في المملكة المتحدة، التي تجمع معلومات عن صحة بالغين في منتصف العمر وكبار سن يعيشون في المملكة المتحدة منذ أكثر من 15 عاماً.
في إطار هذه الدراسة، ارتدى المشاركون مستشعرات حركة على معاصمهم لمدة أسبوع، وتوفي حوالي 2% من المشاركين خلال السنوات الـ5 التالية.
قاس الباحثون بيانات الوفاة ومستشعرات الحركة لحوالي عُشر المشاركين من خلال نموذج تعلم آلي طور خوارزمية قدّرت خطر الوفاة لمدة 5 سنوات اعتماداً على فترة سير مدتها 6 دقائق.
يقول شاتز: "في عديد من الأمراض، وتحديداً أمراض القلب أو الرئة، يتباطأ سير الناس عند انقطاع النفس، ثم يسرعون مرة أخرى تدريجياً".
وبينما اعتمدت هذه الدراسة على مستشعرات حركة يمكن ارتداؤها في المعصم، فالهواتف الذكية يمكنها أيضاً قياس وتيرة المشي لمسافات قصيرة، يقول شاتز، الذي يخطط حالياً لدراسة أكبر باستخدام الهواتف الذكية: "لو أن الأشخاص يحملون هواتف، يمكنك إجراء تنبؤ أسبوعي أو يومي، وهذا ما لا يمكنك تحقيقه بأي طريقة أخرى".