قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إنَّ إيلون ماسك أخبر المستثمرين المحتملين أنه يخطط للتخلص من 75% من فريق عمل تويتر، ضمن صفقته للاستحواذ على الشبكة الاجتماعية.
التقرير، الذي كشفت عنه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، استشهد بوثائق ومقابلات، وقال إنه من المتوقع تنفيذ بعض قرارات التسريح بغض النظر عمن يمتلك الشركة.
وتتزامن الأنباء مع خطط ماسك المحتملة إذا استحوذ في النهاية على الشركة مع فترة عصيبة تمر بها تويتر. وذكرت الشركة في يوليو/تموز أنها "أبطأت بالفعل عملية التوظيف بدرجة كبيرة"، وسط انخفاض اقتصادي واسع في صناعة التكنولوجيا، إذ أعلنت الكثير من الشركات تسريح العمالة وتجميد التعيينات الحديثة.
فيما أفادت وكالة Bloomberg، بأنَّ تويتر نشرت مذكرة داخلية تقول إنه لم تكن هناك "أية خطط لتسريحات على نطاق الشركة بالكامل".
وفي الوقت نفسه، أدّت دراما الاستحواذ مع ماسك إلى تأجيج الروح المعنوية المنخفضة؛ ما دفع الموظفين إلى الاستقالة بأعداد كبيرة. وتورط موقع تويتر في معركة قانونية مع الملياردير لأشهر، بعد أن حاول ماسك الابتعاد عن صفقة الاستحواذ البالغة 44 مليار دولار، قبل أن يتراجع عن مساره في وقت سابق من هذا الشهر ويقول إنه سيمضي في تنفيذها رغم كل شيء.
وقال كارل توبياس، أستاذ القانون في جامعة ريتشموند: "يبدو أنَّ تويتر بلا دفة، وفي دوامة هبوطية قليلاً، تفاقمت بسبب ماسك. يبدو أنه سيكون إبحاراً صعباً لبعض الوقت".
وأشارت صحيفة The Washington Post إلى أنَّ موظفي الموارد البشرية في شركة التواصل الاجتماعي أبلغوا الموظفين أنهم لا يخططون لتسريح جماعي للعمال، لكن الوثائق أظهرت وجود خطط مكثفة لطرد الموظفين وخفض تكاليف البنية التحتية قبل أن يعرض ماسك شراء الشركة.
لكن بينما تخطط الإدارة الحالية لتويتر لتسريح 25% من الموظفين بحلول نهاية العام المقبل، كشف التقرير الجديد أنَّ ماسك يريد تقليص عدد موظفي تويتر البالغ 7500 موظف إلى "هيكل عظمي" من نحو 2000 شخص.
وقال توبياس إنَّ تسريح العمال سيكون له بلا شك تأثير على عمليات تويتر اليومية، بما في ذلك قدرته على تعديل المحتوى الضار ومكافحة المشكلات الأمنية.
يأتي هذا بعد أن اتهم تقرير لاذع للمُبلّغين عن المخالفات في سبتمبر/أيلول موقع تويتر بالتقصير على كلا الجبهتين، زاعماً وجود أوجه قصور "فادحة" في الشركة.
ووفقاً لتقرير The Washington Post، توقع تويتر بالفعل قطع التمويل عن مواقع البنية التحتية، بما في ذلك مراكز بياناته. وقال ماسك إنه سيخفف سياسات الإشراف على المحتوى بعد امتلاكه المنصة، وربما يحول الشركة إلى نموذج ربحي قائم على الاشتراك. ولم ترد تويتر على الفور على طلب صحيفة The Guardian للتعليق.
بدأت المعركة الحالية بين ماسك وتويتر عندما حاول رجل الأعمال التراجع عن صفقة لشراء الشركة في مايو/أيار، بعد أن زعم أنَّ تويتر قلّلت من العدد الحقيقي للحسابات الوهمية (البوتات) والبريد العشوائي على منصتها. بينما اتهمه موقع تويتر بـ"استحضار" ذريعة للتراجع.
كان من المقرر أن تصل المواجهة المريرة إلى المحكمة قبل أن يتخذ ماسك منعطفاً مثيراً في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، قائلاً إنه سيمضي قدماً في تنفيذ الصفقة بشروطها الأصلية. ويعمل الملياردير الآن على تأمين التمويل لإكمال عملية الشراء قبل الموعد النهائي، يوم الجمعة المقبل، 28 أكتوبر/تشرين الأول، وهو الوقت الذي حدده أحد القضاة لإتمام الصفقة.