منزل أحلام زوجين متحابين يتحول إلى كابوس محقق يكاد يهدد علاقتهما وقواهما العقلية ومستقبل أولادهما.. هذه هي قصة مسلسل The Watcher أو "المراقب" الصادر عن منصة Netflix.
عمل درامي مقتبس عن قصة واقعية!
المسلسل الدرامي The Watcher المثير والمحدود في 7 حلقات فقط من إخراج وتأليف رايان مورفي، مبني على قصة حقيقية يكاد يكون من المرعب تصديقها.
في المسلسل، الذي يتم بثه الآن على المنصة، ينتقل دين ونورا برانوك، وهو الدور البطولي الذي يلعبه الممثل بوبي كانافال والأمريكية نعومي واتس، إلى حي هادئ في نيوجيرسي حيث يفترضان أن أطفالهما سيصبحون فيه في مأمن من شرور ومخاطر العالم.
لكن يتضح في سياق العمل تدريجياً أن هذه الضواحي الثرية تخفي الكثير من الشر تحت صورتها الخارجية الجميلة والخادعة. وبعد فترة وجيزة من الاستقرار في منزلهما الجديد، بدأ الزوجان في تلقي رسائل تهديد من شخص يطلق على نفسه اسم "المراقب"، وهو اسم المسلسل.
ويبدأ هذا الغريب غير المرحب به في ترويع الأسرة بطرق مربكة؛ لكن المثير للاهتمام والصدمة في آن واحد هو أن تلك الرواية مقتبسة عن قصة واقعية حدثت بالفعل في الحقيقة.
الحبكة الدرامية وتلقي الرسالة الأولى من "المراقب"
بعد ثلاثة أيام من شراء الزوجين الحقيقيين ديريك وماريا برودوس، لمنزلهما في ويستفيلد بولاية نيو جيرسي في يونيو/حزيران عام 2014، تلقيا أول خطاب لهما من شخص يُعرف باسم "The Watcher" أو المراقب.
وكان الظرف الأبيض الذي يحتوي على أحرف كبيرة موجهاً إلى "المالك الجديد" للملكية المكونة من ست غرف نوم وثلاثة حمامات ونصف تم بناؤها عام 1905.
وفي داخل المظروف كانت هناك ملاحظة مكتوبة بدأت بادي الأمر بشكل ودي وفقاً لقصة نشرتها مجلة نيويورك لأول مرة عن المنزل 2018، وألهمت مسلسل Netflix.
وبحسب مجلة Time الأمريكية، كانت تقول الرسالة: "عزيزي الجار الجديد في منزل 657 بوليفارد، اسمح لي أن أرحب بك في الحي".
لكن سرعان ما أصبحت نبرة الرسالة أقل ودية. ادعى الكاتب المجهول أن المنزل الذي يقع على بعد 45 دقيقة خارج مدينة نيويورك كان "مركز اهتمام عائلتي لعقود حتى الآن، ومع اقتراب عيد ميلاد البيت الـ110، تم تكليفي بالمراقبة وانتظار مالكه الجديد".
وتابعت الرسالة: "راقب جدي الأكبر المنزل في عشرينيات القرن الماضي، بعده راقب والدي المنزل في الستينيات. والآن حان الوقت لمراقبتي المنزل وسكانه".
وقد تساءلت الرسالة عما إذا كانت عائلة برودوس، السكان الجدد للبيت، على علم بتاريخ المنزل الذي تبلغ مساحته 3869 قدماً مربعاً.
وقالت الرسالة: "هل تعرف ما يحدث داخل أسوار 657 بوليفارد؟"، وهنا تبدأ القصة في دخول منحى جديد أكثر رعباً وإثارة للقلق.
اختلافات المسلسل عن القصة الحقيقية
على عكس عائلة برانوك الخيالية في المسلسل الدرامي، لم تكن عائلة برودوس تقيم في المنزل بعد شرائه، واختاروا بدلاً من ذلك تجديده أولاً. وأثناء حدوث هذه التجديدات والإصلاحات، كانت الرسائل تصلهم.
بعد الخطاب الأول المثير للريبة، اتصل الزوجان بالعائلة التي باعتهما المنزل، والذين قالوا إنهم تلقوا رسالة من المراقب أو "The Watcher" قبل مغادرتهم مباشرة، لكنهم لم يتلقوا أي شيء قبل ذلك خلال فترة امتدت لـ23 عاماً عاشوها في العنوان.
وآنذاك، اتصل كل من ديريك وماريا بالشرطة في الوقت الذي بدأت فيه الرسائل في الوصول إليهم. فبدأ التحقيق وكان المشتبه بهم جميع الجيران، على الرغم من أن الكثيرين منهم تم استبعادهم لاحقاً بعد مقارنة الحمض النووي لهم مع العينة التي تم العثور عليها في أحد المظاريف.
تم الإبلاغ منذ ذلك الحين عن عدم تعاون جميع الجيران، وكانت هناك أيضاً أسئلة حول دقة التحقيق الشامل الذي أجرته الشرطة، بحسب موقع Digital Spy للمنوعات.
وبدون الكثير من الأدلة، خلصت الشرطة إلى أنهم لا يستطيعون متابعة القضية أكثر من ذلك. وحتى يومنا هذا، لم يتم حل القضية.
ومع ذلك، كان من بين الرسائل الكثير من المعلومات والتفاصيل الخاصة عن العائلة، إلا أنها لم تتضمن مثلاً ما جاء في المسلسل من روايات تتهم السكان السابقين للبيت بتنظيم جماعة دينية تقوم بالتضحيات البشرية، كما لم يشهد المنزل أي جريمة قتل.
نهاية مفتوحة لقضية لم تُحل أبداً
في عام 2019، بعد اتخاذ قرار بالفعل بعدم الانتقال إليه وتأجيره لمالكين مؤقتين آخرين، قررت عائلة برودوس أخيراً بيع منزل 657 بوليفارد.
وقد قاموا بإدراجه في السوق بسعر مخفض خسروا فيه قرابة نصف مليون دولار أمريكي، على أمل جذب عامل بناء قد يرغب في هدمه من الأساس وكشف ما إن كان هناك أسرار فعلاً في جدران البيت كما ورد في الخطابات.
ولكن انتهى الأمر بشراء عائلة جديدة له، وطلبت عائلة برودوس نقل رسالة إليهم تقول: "لا نتمنى لكم سوى السلام والهدوء الذي كنا نحلم به في هذا المنزل".
كما قدموا أيضاً صورة بخط اليد لأحد خطابات The Watcher التي كانت تصلهم خلال فترة التجديدات، وذلك للاستفادة منها في حال وصلتهم أي رسائل جديدة مرة أخرى.
لكن وفقاً للصحف الأمريكية التي تابعت القضية بعد ذلك بسنوات، لم يتلق المالكون الجدد حتى يومنا هذا أي مراسلات من الشخص الغامض.