الحياة مليئة بالكثير من القصص الغريبة والمدهشة، بعضها قد يجعلك تضحك، بينما قد يجعلك البعض الآخر ترتجف، قصة الرائد البريطاني والتر سمرفورد، الذي أصابته صاعقة البرق أربع مرات، واحدةٌ من القصص التي من شأنها أن تجعلك ترتجف.
يمكن أن تصل صواعق البرق التي تتدفق عبر جسم الفرد إلى 50 ألف درجة فهرنهايت، أي حوالي خمس مرات من حرارة سطح الشمس!
وبحسب الدراسات يقدّر احتمال التعرض لصاعقة البرق بما معدله واحد من كل 13 ألفاً، لكن في حالة الرائد والتر سمرفورد، الذي يوصف بأكثر شخص سيئ الحظ في التاريخ، كان الأمر مختلفاً، فقد أصابه البرق مرة كل 6 سنوات، ولم يسلم منه حتى وهو في القبر!
صاعقة البرق الأولى لوالتر سمرفورد سرّحته من الجيش
كان الرائد والتر سمرفورد ضابطاً في صفوف القوات الملكية البريطانية، وبينما كانت الحرب العالمية الأولى على شفا النهاية، شارك والتر سمرفورد في الحرب سنة 1918م ضد الألمان.
في الوقت الذي كان فيه معظم الجنود يحاولون تفادي الرصاص في وسط المعارك الطاحنة، كان على سمرفورد أن يعمل على تفادي خطر لا يقل خطورةً عن الرصاص، في الوقت الذي كان فيه يركض على حصانه أثناء مشاركته في إحدى المعارك في فلاندرز، شمالي بلجيكا، ضربته صاعقة البرق لأول مرة.
عند الاصطدام سقط والتر سمرفورد عن حصانه، بسبب صاعقة البرق تلك أصيب والتر بشللٍ في نصفه السُّفلي؛ إذ لم يعد يقوى على تحريك أعضائه من الخصر إلى الأسفل.
بحسب first ghana news، أدى ذلك إلى تسريحه من الجيش البريطاني، بعد فترة قصيرة من انضمامه إليه بسبب عجزه الجسدي، حينها عاد والتر سمرفورد إلى فانكوفر الكندية، وأعيد تأهيله ببطء إلى اللحظة التي كان فيها يمكنه المشي مرة أخرى بعد بضعة أشهر من إصابته.
في مرحلة حياته الجديدة، كان والتر سمرفورد رياضياً متحمساً، وشارك في العديد من الأنشطة الرائعة في الهواء الطلق.
بعد 6 سنوات تصيبه صاعقة برق ثانية
بعد ست سنوات من إصابته كان والتر سمرفورد على موعد مع ضربة برق أخرى، ففي يوم صيفي من عام 1924 انطلق والتر لصيد السمك على طول شاطئ نهر محلي في فانكوفر.
لم يكن والتر سمرفورد يعلم حين أراد أخذ قسطٍ من الراحة أنه كان يستريح تحت الشجرة الخطأ، وفي الوقت الخطأ أيضاً، فبدون سابق إنذار ضربت صاعقة البرق الشجرة التي كان والتر يستظل تحتها، ثم اندفعت من خلالها نحوه؛ ما أدى إلى إصابة الجانب الأيمن من جسده بالكامل بالشلل.
لحسن الحظ نجا والتر من الموت، كما تعافى بأعجوبة من الشلل، حيث استعاد ساقيه اللتين تضررتا من الصاعقة، وبعد عامين تمكن من المشي، حتى إنه كان يمشي بحالة طبيعية كُل يومٍ فى الحديقة العامة لمنزله.
صاعقة البرق الثالثة تقتله
في أحد أيام عام 1930، قرر والتر سمرفورد أن يمارس المشي في حديقة كما اعتاد كل يوم، والتمتع بالمناظر الجميلة، فقد كان يومها يوماً صيفياً دافئاً مناسباً لرياضة المشي، لكنه في النهاية أدى إلى نهاية غير متوقعة للضابط البريطاني السابق.
فجأة أصبحت سماء فانكوفر ملبدة بالغيوم السوداء، والتي باتت مألوفة للغاية بالنسبة إلى والتر، وللمرة الثالثة في حالة نادرة للغاية هبطت صاعقة البرق من السماء، واندفعت نحوه مباشرة بقوة شديدة أدت إلى شلله تماماً، بحسب ما ورد في تقرير لـthe vintage news.
هذه المرة لم يكتب لوالتر سمرفورد الوقوف من جديد، فبعد صراع مؤلم مع المضاعفات الناجمة عن حادث صاعقة البرق الأخيرة، والذي استمر لعامين، توفي والتر في عام 1932، تم دفنه في مقبرة ماونتن فيو في فانكوفر.
حتى في قبره لم يسلم من صاعقة البرق
بعد وفاته كانت عائلته وأصدقاؤه يعتقدون أن أكثر رجل سيئ الحظ في التاريخ سيعيش في سلام في قبره، وستنتهي قصته مع البرق الذي أوصله إلى القبر، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، وذلك حسب tolu gabriel.
وبينما كان والتر يستريح تحت الأرض في قبره، وبعد أربع سنوات من وفاته، كانت ضربة برق أخرى هي الرابعة تندفع من السماء.
من بين الأماكن العديدة التي يمكن أن يضربها على هذا الكوكب، اختار البرق أن يصطدم مباشرة بقبر الضابط الراحل! ما أدى إلى كسر الحجر المزروع على قبره، والغريب أنّ هذا الحادث وقع أيضاً بعد 6 سنوات فقط من إصابته بصاعقة البرق الثالثة.