قال فريق علماء من أستراليا إن المحيط الهادئ ينغلق على نفسه، وسينشأ عن انغلاقه قارةٌ عظمى جديدة، تنتج عن اندماج الأمريكتين مع قارة آسيا، وتُسمى "أماسيا" Amasia، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.
إذ ذكر الخبراء في بحث لهم، أن المحيط الهادئ تتقلص مساحته ببطء، إلا أن الأمر يجري بوتيرة مطردة، ربما بنحو 2.54 سم (بوصة واحدة) في السنة. وأثناء حدوث ذلك، فإن الصفائح التكتونية التي تستقر عليها الأمريكيتان تنزاح غرباً.
ويزعم العلماء أن كتل اليابسة ستلتقي في مرحلة ما- وإن لم يكن قبل 200 أو 300 مليون سنة- وينتج عن تصادم الأمريكتين وآسيا إنشاء قارة عظمى جديدة، هي قارة "أماسيا".
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن الفريق العلمي من جامعة كيرتن للتكنولوجيا، في مدينة بيرث بأستراليا، استند إلى محاكاة أجراها "حاسوب فائق" (supercomputer)، للتوصل إلى النتائج بشأن القارة الجديدة.
تكوين القارات الكبرى
وفي بحثهم المنشور بدورية National Science Review العلمية، كتب العلماء: "يغلب الاعتقاد بأن القارات الكبرى المعروفة على الأرض قد تكونت بطرق مختلفة، وحملت النتائج تكوُّن قارتين بعد اندماج وانبساط، فالأولى انطوت على اندماج المحيطات الداخلية التي نشأت عن تفكك القارة العظمى السابقة، أما الأخرى فانطوت على اندماج المحيط الخارجي الذي كان موجوداً في السابق".
العلماء أضافوا: "مع ذلك، لا تُعرف الأسباب الباعثة على هذا التشعب في دورات القارات العظمى، والتي تضمنت بالأساس تفاعلاً بين الصفائح التكتونية وطبقة وشاح الأرض (Earth's mantle). أما نحن فنحاول الإجابة هنا عن السؤال بالاستعانة بأساليب النمذجة الجيوديناميكية رباعية الأبعاد، والاعتماد على إعدادات ببيانات تكتونية واقعية".
السجل الجيولوجي
في عام 2012، نشرت دورية Science العلمية تقريراً أورد أن السجل الجيولوجي "يكشف أن الأرض تكوَّنت فيها ثلاث قارات عظمى خلال الملياري سنة الماضية أو نحو ذلك".
الدورية أوضحت أن أقدم قارة عظمى معروفة، قارة "نونا"، تكونت منذ نحو 1.8 مليار سنة. وتكونت القارة التالية "رودينيا" منذ نحو مليار سنة، وآخرها قارة "بانجيا"، التي تكونت قبل نحو 300 مليون سنة.
الباحث الرئيسي في الدراسة والعضو في فريق أبحاث ديناميكيات الأرض في جامعة كيرتن الأسترالية، شوان هوانغ، قال: "على مدى ملياري سنة ماضية، اصطدمت قارات الأرض ببعضها، لينشأ عن تصادمها قارة عظمى كل 600 مليون سنة، ويُعرف ذلك بدورة القارة العظمى. ويعني ذلك أن القارات الحالية في سبيلها إلى الاجتماع مرة أخرى في غضون بضع مئات الملايين من السنين".
هوانغ أضاف "لقد سُميت القارة العظمى الجديدة باسم أماسيا، لأن بعضنا يذهب إلى أن المحيط الهادئ سينغلق على نفسه (على خلاف المحيطين الأطلسي والهندي)، بعد اصطدام أمريكا بآسيا. ومن المتوقع أيضاً أن يكون لقارة أستراليا نصيب من هذا الحدث الجلل في تكون الأرض، فأستراليا قد تصطدم أولاً بقارة آسيا، ثم تربط أمريكا بآسيا ما إن ينغلق المحيط الهادئ على نفسه".
كما أوضح هوانغ أن الفريق العلمي اعتمد على كمبيوتر فائق لإجراء محاكاة لتطور أحوال الصفائح التكتونية للأرض، و"تمكنا من إظهار أن المحيط الهادئ من المحتمل أن ينغلق على نفسه في غضون أقل من 300 مليون سنة، لينشأ عن ذلك قارة أماسيا، وقد فنَّدنا بذلك بعض النظريات العلمية السابقة التي أنكرت إمكانية حدوث ذلك".