تركت امرأة هولندية "غامضة" ثروتها البالغة 4.9 مليون دولار تركةً تؤول إلى مدينة "بروج" البلجيكية، التي كانت مفتونة بها طوال السنوات الأخيرة من حياتها، شريطة ألا يتم ذكر اسمها أو إطلاقه على شارع أو ميدان بالمدينة، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وتوفيت المرأة في منزلها بمنطقة في قلب المدينة البلجيكية، التي يطلق عليها اسم "فينيسيا الشمال" لعمارتها القوطية، ومبانيها ذات الزخارف، وقنوات المياه الهادئة التي تسري فيها، وهي مدينة سياحية تجذب 9 ملايين زائر كل عام.
رحلت المرأة الهولندية عن عمر يُناهز 80 عاماً، وقد كانت وريثة عائلة ثرية، وتركت ثروة شخصية تبلغ 3.23 مليون دولار أمريكي، وأسهماً تبلغ قيمتها نحو مليون دولار، ومنزلاً بقيمة 686 ألف دولار أمريكي، تركةً تؤول إلى سلطات المدينة.
كانت المرأة "الغامضة" انتقلت من سويسرا إلى بلجيكا في عام 2014، بعد أن فُتنت بمدينة بروج أثناء زيارة سياحية لها، ثم توطدت علاقتها بالمدينة في السنوات التي سبقت وفاتها.
تبرع لم يسبق له مثيل
بدورها، قالت مرسيدس فان فولسيم، المستشارة المسؤولة عن خزانة مدينة بروج: "إدراج أحد للمدينة في وصيته أمر فريد حقاً، لكن زاد عليه أن المبلغ المتروك كبير. لا بد أنها أحبت بروج حباً جماً. إنها نفحة تحفيز لنا. إنه لأمر رائع أن يحب الناس مدينتنا على هذا النحو. لم نشهد أمراً كهذا من قبل".
وقال ديرك دي فو، عمدة مدينة بروج، إن هذا التبرع لم يسبق له مثيل، "المدينة تحصل أحياناً على تبرعات صغيرة: مبلغ قليل من المال أو مقتنيات. وتلقينا لوحة فنية صغيرة منذ مدة يسيرة، لكنني لم أشهد قط تبرعاً كهذا".
وجاءت التركة دون قيود على سبل استخدامها، وتأتي تلك الأموال "غنيمة" غير متوقعة للمدينة، في وقت من المنتظر أن تُقبل فيه على شتاء صعب هذا العام.
إذ قال رئيس البلدية: "إن تكاليف الطاقة لمباني مدينتنا والمتاحف والقاعات الثقافية والرياضية زادت زيادة مذهلة. الوصية لم تُقصر استخدام التبرعات على أغراض معينة. سننظر في الغرض الذي تنفق فيه الأموال، لكننا سنُحسن استخدامها بلا شك".
لا يُعرف الكثير عن المرأة إلا أنها اعتادت ارتداء ملابس سوداء. ولن يتمكن عمدة المدينة ولا المجلس من تسمية شارع أو ميدان أو أي مكان آخر في بروج باسمها، لأن الشرط الوحيد في وصيتها أن تظل مجهولة الهوية.