عاد المهرجان النباتي في تايلاند بعد انقطاع عامين بسبب جائحة كورونا لينطلق مجدداً الثلاثاء، 27 سبتمبر/أيلول 2022، بطقوس مثيرة للجدل والغرابة معاً، حيث يقوم أتباع طائفة دينية خلال الفعالية بثقب خدودهم وشفاههم بالسكاكين والإبر وآلات حادة أخرى، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
المهرجان يُقام كل عام، ويستمر 9 أيام، ويُظهر فيه المشاركون احترامهم "للآلهة الإمبراطور التسعة"، ويقاطعون خلال الفعالية جميع المنتجات الحيوانية، بينما يقدمون أجسادهم للآلهة، التي يعتقدون أنها ستقضي على سوء الحظ.
اشتهرت الفعالية في فوكيت التايلاندية دولياً، من خلال الصور الرسومية في كثير من الأحيان للثقوب في أجزاء من الجسد، كما اجتذبت في السابق آلاف الزوار إلى الجزيرة السياحية الجنوبية، على أمل الحصول على "البركات والحظ السعيد".
في صباح الثلاثاء، مع شروق الشمس على مدينة فوكيت الساحلية، أعد الوسطاء أنفسهم في معبد محلي، مع دقات الطبول ودق الأجراس وحرق البخور لبدء احتفالات اليوم.
في السياق، قال تيباكورن كيردكلا، 62 عاماً، بينما كان ينتظر انطلاق فعاليات الموكب وعمليات الثقوب "التطهيرية": "يمكنني تطهير ذهني وتركيز أفكاري".
بينما قال تشيتسانوفونغ تانكونغكوي، وهو متفرج يبلغ 18 عاماً: "ينبغي للأشخاص الذين يقدمون نذوراً أن يثقبوا أجسادهم؛ للتعبير عن امتنانهم للآلهة، وليتخلصوا من الحظ السيئ".
يشار إلى أن الذين يتطوعون للتثقيب يُعرفون باسم "الوسطاء"، ويعتقدون أن لديهم علاقة شخصية بأحد الآلهة، ولذا يجب أن يكونوا في الطليعة، وأن يتم أخذهم في الاعتبار بعناية قبل منحهم الشرف، وفق فرانس 24.
وخلال الموكب الذي يظهر فيه بعض المصلين وهم في حالة غيبوبة، حيث يغمضون أعينهم وهم يرتجفون ويلوحون ويرقصون، تنظر لهم الحشود على أنهم يوزعون "البركات".
يعود تاريخ تلك الطقوس الفولكلورية إلى عام 1825، عندما مرضت فرقة أوبرا صينية زائرة في فوكيت بالتسمم نتيجة تناول اللحوم، لكن المهرجان اليوم يأتي مع مسعفين يرتدون قفازات اللاتكس.
حسب الرواية السائدة، اعتمدت الفرقة بعد هذه الواقعة نظاماً غذائياً نباتياً ليتطهّر أعضاؤها الذين ثقبوا خدودهم بقضبان مختلفة الأنواع، في طقس خاص بطائفة الطاوية.