هناك الكثير من الروايات التي تقول إنه مع تقدم الرجال في السن، فهم عادة ما يصبحون أكثر مزاجية، وأكثر انفعالاً، وسهل تعرُّضهم للإحباط العام، في حالة هي أقرب إلى "سن اليأس" عند الذكور.
يقول البعض إن هذا يحدث لأن مستويات هرمون التستوستيرون لديهم تبدأ في الانخفاض مع التقدُّم في السن. وهي الحالة التي تُسمى "متلازمة الرجل العصبي"، أو IMS.
ولكن هل يمكن أن يؤدي نقص هرمون واحد لدى الرجال إلى معاناتهم من حالة نفسية وجسدية حادة مثل التي تعاني منها السيدات بشكل شهري ضمن أعراض الحيض الطبيعية، أو في منتصف العُمر ضمن أعراض انقطاع الطمث المعروفة باسم "سن اليأس".
حقيقة أعراض سن اليأس عند الرجال
لا يشير العلم إلى إجابة واحدة صحيحة.
لكن هناك بعض الخبراء الذين يرون صلة بين انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون والتغيرات المزاجية لدى الرجال عند تقدمهم في السن.
وبالرغم من أن الرجال لا يعانون بالطبع من أعراض "متلازمة ما قبل الدورة الشهرية" مثل النساء، والمعروفة باسم PMS، فإنه ومع ذلك، هناك شيء مختلف تماماً، ويُسمى "IMS"، يرمز إلى "متلازمة الرجل العصبي" التي يمكن أن تحاكي أعراض الدورة الشهرية، وتجعلهم يتصرفون بشكل مزاجي حاد.
مصطلح IMS أو "متلازمة الرجل العصبي" صاغه لأول مرة المعالج النفسي جيد دايموند، والذي يوضح سبب وقوع الرجال فريسة للتقلبات الهرمونية بدورهم.
ما هي "متلازمة الرجل العصبي"؟ وما أسبابها؟
يمكن تعريف متلازمة الرجل العصبية (IMS) بأنها حالة من فرط الحساسية والإحباط والقلق والغضب التي تحدث عند الذكور وترتبط بالتغيرات البيوكيميائية والتقلبات الهرمونية والتوتر وفقدان الهوية الذكورية.
ووفقاً للمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية الأمريكي NCBI، فإن متلازمة (IMS) هي حالة سلوكية من العصبية والتهيج والخمول والاكتئاب تحدث للذكور البالغين عند انسحاب هرمون التستوستيرون.
إذن، ما الذي يجعل الرجل متقلب المزاج خلال فترة معينة شهرياً؟
هناك مجموعة متنوعة من الأسباب التي تسبب هذه التقلبات المزاجية وفقاً للمركز الأمريكي، لكن أبسطها هو التقلبات في مستويات هرمون التستوستيرون بالجسم، يليه ارتفاع حاد في مستويات التوتر.
في الواقع، حتى أدنى التغييرات في النظام الغذائي والتغييرات البيوكيميائية يمكن أن تجعل الرجال غاضبين حقاً وأكثر عرضة للاستثارة.
ثانياً، تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال مع تقدمهم في العمر ضمن تبعات شيخوخة الجسم الطبيعية، وهو ما يمكن أيضاً أن يرتبط بتقلبات الرجل المزاجية الداخلية كلما تقدم في السن.
ومع ذلك، فإن الجانب الأكثر إثارة للاهتمام في متلازمة الرجل العصبي هو أن البعض يربطها بالتعاطف الذي يشعر به الرجل عندما تعاني زوجته وشريكة حياته من أعراض الدورة الشهرية مثل القلق والتوتر والاكتئاب، فيبدأ في التفاعل عاطفياً معهاً لدرجة تشعره بالأعراض ذاتها.
أعراض تقلب المزاج عند المصابين بمتلازمة الرجل العصبي
قد تسبب متلازمة الذكور العصبية أعراضاً تشمل الاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، والتشتت وصعوبة التركيز، وانخفاض الطاقة، وقضايا النوم، فضلاً عن التهيج وسرعة الشعور بالاستفزاز والعصبية.
قد يجد الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الرجل العصبي IMS أيضاً صعوبة في إنقاص وزنهم، ما يجعلهم يواجهون صعوبة أكبر في التعافي بعد التمرين، بالإضافة إلى تجربة ضعف الانتصاب وانخفاض الدافع الجنسي.
تشمل الأعراض الإضافية للرجال المصابين بالمتلازمة ما يلي:
- الغضب.
- فرط الحساسية.
- نفاد الصبر.
- الشعور بالعزلة.
- الشعور بالاكتئاب.
- القلق والتوتر.
- العدائية.
- عدم الشعور بالحُب.
- الإحباط والرغبة في الانسحاب.
- التطلب والشعور بعدم الرضا.
- الدفاعية والهجومية.
- الحزن والاكتئاب.
تراجع مستويات هرمون التستوستيرون
تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال في المتوسط بنحو 1% سنوياً بعد بلوغهم سن الأربعين.
ولكن وفقاً لموقع Mayo Clinic الطبي، فإن معظم الرجال الأكبر سناً لا يزال لديهم مستويات هرمون التستوستيرون ضمن النطاق الطبيعي، مع ما يقدر بنسبة 10% إلى 25% فقط لديهم مستويات تُعتبر منخفضة.
جدير بالذكر أن كثيراً من الرجال الذين لديهم مستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون لا يعانون من أي أعراض. بالإضافة إلى ذلك، فإن العلامات والأعراض المرتبطة بانخفاض هرمون التستوستيرون ليست خاصة بانخفاض هرمون التستوستيرون وحده في المقام الأول.
إذ يمكن أن تحدث أيضاً بسبب عمر الشخص، أو استخدام الأدوية، أو حالات أخرى. ومن أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون:
- انخفاض الرغبة الجنسية والنشاط.
- قلة الانتصاب التلقائي أو ضعف الانتصاب.
- عدم ارتياح أو تورم الثدي لدى الرجال.
- العقم وعدم القدرة على الإنجاب.
- تشمل الأعراض المحتملة الأخرى انخفاض الطاقة والتحفيز والثقة والمزاج المكتئب وضعف التركيز.
- من الممكن أيضاً الشعور بالنعاس المتزايد واضطرابات النوم وفقر الدم الخفيف غير المبرر، وانخفاض حجم العضلات وقوتها وزيادة دهون الجسم.
التشخيص والعلاج
لتشخيص متلازمة الرجل العصبي، قد يطلب الطبيب العام فحص دم لفحص مستويات هرمون التستوستيرون لدى الشخص. من هذه المستويات، يمكنهم تحديد ما إذا كان الرجل يعاني من خلل هرموني قادر على التأثير على مزاجه وصحته النفسية والعقلية.
وبحسب مجلة Bel Marra Health للصحة والطب، قد يتحقق الطبيب أيضاً من علامات الحالات الطبية الأخرى التي يمكن أن تسبب تقلبات مزاجية أو تشرح الأعراض الأخرى المرتبطة بها.
على سبيل المثال، قد يفسر مرض السكري ضعف الانتصاب الذي يجعل الرجل المصاب يعاني من الانزعاج والإحباط.
إذا تبين أن متلازمة الرجل العصبي لدى المصاب مرتبطة بمستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون، فقد يوصي الطبيب بعلاج بديل هرمون التستوستيرون.
يتضمن هذا العلاج تلقي حقن منتظمة من هرمون اصطناعي يمكن أن يساعد في استعادة الحيوية، وكذلك تخفيف الأعراض الأخرى المرتبطة بانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون.
قد يقترح طبيبك أيضاً أن تعمل على الحفاظ على نمط حياة صحي يتضمن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن يتجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات.