حين أعطى "إدوارد سيوارد" ورقة اليانصيب كبقشيش للنادلة "توندا ديكرسون" وأوراق يانصيب أخرى لزميلاتها في أحد فروع مطعم "Waffle House" في ولاية ألاباما الأمريكية، لم يكن يخطر على باله أن إحدى تلك الأوراق هي الورقة الرابحة بـ10 ملايين دولار.
وحتى "توندا ديكرسون" لم تكن تتخيل أن فوزها باليانصيب، سيسبب لها الكثير المشاكل ويحول حياتها إلى جحيم، وسنوات في قضايا ودعاوى قانونية من الجميع للحصول على حصة من تلك الأموال.
ورقة يانصيب رابحة وبقشيش بـ10 ملايين دولار
في 6 آذار/مارس من عام 1999 كان الأمريكي "إدوارد سيوارد" يعتقد أن إعطاء النادلة "توندا ديكرسون" وزميلاتها، أوراق يانصيب على الأرجح أرخص من دفع بضعة دولارات بقشيش، في مطعم "Waffle House" حيث اعتاد تناول طعامه بإستمرار.
فلم يتوقع إدوارد أو "توندا ديكرسون" وزميلاتها الفوز بالجائزة الكبرى، لكن ورقة اليانصيب التي أخذتها توندا فازت بمبلغ 10 ملايين دولار، يومها اعتقدت توندا أن الحظ ابتسم لها أخيراً، لكن على العكس من ذلك تماما كانت مشاكلها على وشك أن تبدأ.
تركت واندا عملها في المطعم وقررت تسلّم الجائزة على دفعات بمبلغ 330 ألف دولار على مدار 30 سنة، لتعيش باقي حياتها بشكل مريح، لكن زملاء توندا كان لديهم فكرة مختلفة.
واتهموها بخرق اتفاق شفهي بين النادلات ينص على تقاسم البقشيش بالتساوي، وما دام ورقة اليانصيب كانت بقشيشاً فعليها تقاسم الجائزة معهن بالتساوي.
دعاوى قضائية لا تنتهي تلاحق "توندا ديكرسون"
بعد شهر واحد من فوزها باليانصيب واجهت توندا أول قضية في المحكمة بعد أن رفع 4 من زميلاتها بالعمل دعوى قضائية يطالبن فيها بتقاسم الجائزة، ورفضت توندا عرضاً من المحكمة بالاحتفاظ بـ3 ملايين دولار ودفع الباقي لزميلاتها.
وبدلاً من ذلك أنشأت شركة وهمية باسم عائلتها وبدأت في تحويل الأموال للشركة، استمرت القضية لعام كامل، وبعد أن شهد 2 من الزبائن، أن توندا وزميلاتها كن يتقاسمن البقشيش فعلاً، حكمت المحكمة لصالح زميلات توندا.
لكنها بعد نزاع قانوني طويل حسمت القضية لصالحها، وألغت المحكمة العليا في ألاباما القرار السابق على أساس أن صفقة النادلات بتقاسم الأرباح إذا فازت ورقة اليانصيب، كانت شكلاً من أشكال المقامرة غير القانونية، ولكن مشاكل توندا لم تنتهِ هنا.
رفع "إدوارد سيوارد" الرجل الذي أعطاها التذكرة، دعوى قضائية هو الآخر، وطالب بنصف جائزة اليانصيب، وادعى أنها وعدته بذلك شفهياً، ووعدته أيضاً بشراء شاحنة جديدة له إن هي فازت بالجائزة.
وجادل محاموها مرة أخرى بأن عرض توندا لم يكن ملزماً قانوناً، ويجب أن يُنظر إليه على أنه تعليق عابر وليس عقداً قانونياً.
ولم تمضِ سوى أيام قليلة على نهاية تلك المحاكمة، وحدث ما لم يكن بالحسبان، قام طليق توندا "ستايسي مارتن"، بتسليح نفسه بمسدس واختطافها، ثم حبسها في مستودع قرب الميناء، حيث احتجزها رغماً عنها، لكنها قاومته واستطاعت أخذ المسدس من بين يديه، وأطلقت عليه النار في صدره، فنقل على أثرها طليقها إلى الطوارئ ونجا من الموت.
سوء فهم لقوانين الضرائب أدى لدعوى قضائية جديدة
حين أسست توندا الشركة الوهمية والتي سجلتها باسم عائلتها، كانت تظن أنها تحمي ثروتها من الاستيلاء عليها من زميلاتها السابقات أو "إدوارد سيوارد" الرجل الذي أعطاها التذكرة، لسوء الحظ لم تفهم توندا قوانين الضرائب بما فيه الكفاية، فبدأت ملاحقة قضائية جديدة هذه المرة من مصلحة الضرائب الأمريكية.
نظراً لأن توندا منحت مبالغ ضخمة خلال سنوات لأفراد عائلتها، وجدت مصلحة الضرائب أن عليها دفع ضريبة "هدايا ضخمة"، وكانت ديكرسون مصرة على أنها ليست مضطرة لدفع هذا المبلغ لمصلحة الضرائب، مما أعادها إلى المحكمة مرة أخرى.
قدمت توندا ديكرسون الطعن في دعوى مصلحة الضرائب الأمريكية، وادعت أن ضريبة الهدايا لا تنطبق على حالتها وعائلتها، لأنهم كان لديهم اتفاق شفهي على أنها ستشاركهم مكاسب ورقة اليانصيب إذا هي فازت، مع أنها نفس الحجة التي ترافعت بها لعدم تقاسم جائزة ورقة اليانصيب مع الآخرين.
وجادلت بأن "الشركة العائلية" تمتلك التذكرة الفائزة وأن أفراد عائلتها كانوا مجرد مساهمين.
على الرغم من أن ديكرسون قد حالفها الحظ سابقاً في المحكمة، فإنها لم تكن محظوظة جداً هذه المرة، وحكمت محكمة الضرائب ضدها، مؤكدة أنها كانت هدية وأن أي عقد لن يعتبر سارياً بموجب قانون الولاية، ما لم يكن مكتوباً.
ودفعت توندا حوالي مليون دولار ضريبة على مكاسبها بالإضافة لمبالغ ضخمة من تكاليف المحاماة والقضايا التي رفعت ضدها.