يبدو أن الأقراص المرنة، وإن تقادم عليها الزمن، فإنها لم تندثر بعدُ من الولايات المتحدة كما يشاع بين كثيرين، والذين يصفونها بأنها من بقايا زمن آخر في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، حسب تقرير نشره موقع Insider الأمريكي، الإثنين، 19 سبتمبر/أيلول 2022.
هذا ما يقوله توم بِرسكي، مؤسس شركة floopydisk.com العاملة في بيع الأقراص المرنة وإعادة تدويرها والرجل الذي يصف نفسه بأنه "آخر الصامدين في مجال صناعة الأقراص المرنة".
ففي حين أن الأقراص المرنة باتت توصف بأنها من بقايا زمن آخر، فإن بِرسكي يقول إن هناك صناعة واحدة على الأقل لا تزال مهتمة بأقراص التخزين وتستخدمها.
جاءت تصريحات بِرسكي في كتاب Floppy Disk Fever: The Curious Afterlives of a Flexible Medium، الذي يصدر قريباً من تأليف نيك هيلكمان وتوماس والسكار.
نشر موقع Eye On Design الإلكتروني الأسبوع الماضي مقتطفات من الكتاب، ومنها لقاء مع بِرسكي، قال فيه إن "أكبر زبائنه، والمكان الذي تأتي منه معظم أرباح شركته، هي شركات الصناعة التي ما زالت تستخدمها في بعض أجهزتها، لأنهم يستخدمون هذه الأقراص في إدخال المعلومات وإخراجها من أجهزة قديمة ما زالوا يعتمدون عليها".
يوضح بِرسكي مقصده بالقول: "لكي تتصور الأمر، عليك بالرجوع إلى عام 1990، عندما كانت تُبنى الآلات الصناعية الكبيرة بأنواعها المختلفة في ذلك الوقت، وتصمم للبقاء في الخدمة 50 عاماً أو أكثر، ومن ثم كانت تُستخدم لها أفضل التقنيات المتاحة آنذاك"، وهي الأقراص المرنة.
يورد بِرسكي بعض الصناعات التي ما زالت تستخدم أقراص التخزين المرنة، فيقول: "صناعة الطيران على سبيل المثال، فربما يكون نصف الأسطول الجوي في العالم اليوم يزيد عمره على 20 عاماً، ومن ثم لا يزال يستخدم الأقراص المرنة في بعض إلكترونيات الطيران، وهو مستهلك ضخم لها".
كما أشار بِرسكي إلى أن القطاع الطبي أيضاً لا يزال يستخدم الأقراص المرنة. ثم يأتي "هواة" جمع الإلكترونيات من هذا النوع، ممن تجدهم يريدون "شراء 10 أو 20، أو ربما 50 قرصاً مرناً" للاحتفاظ بها.
عادت الأقراص المرنة إلى الأخبار خلال المدة الماضية، بعدما أعلن وزير الرقمنة الياباني، تارو كانو، عن "حرب" عليها.
حيث كتب في تغريدة نشرها على موقع تويتر هذا الشهر أن وكالة الرقمنة اليابانية ستغيِّر اللوائح التي تقتضي من الشركات استخدام أقراص التخزين المرنة والأقراص المدمجة، لأنها تعطل عملية تحول هذه الشركات إلى تقديم خدماتها عبر الإنترنت.