بعد أيام ألقى فيها العالم النظرة الأخيرة على الملكة إليزابيث الثانية، سيبدأ جثمان الملكة إليزابيث الثانية رحلته الأخيرة صباح الـ19 من سبتمبر/أيلول، وذلك في جنازة رسمية تعد أحد أكبر الأحداث التي يشهدها العالم حالياً.
سينقل الجثمان أولاً إلى دير وستمنستر والذي سيقام به قداس أمام حشد من الناس ومن بعدها ينقل إلى قلعة وندسور، حيث ستقام مراسم أكثر خصوصية قبل دفن الملكة.
ماذا سيحدث في جنازة الملكة إليزابيث؟
تنتهي فترة إلقاء "نظرة الوداع الأخيرة" على جثمان الملكة الراحلة في تمام الساعة السادسة من صبيحة يوم 19 سبتمبر/أيلول 2022. على بعد مسافة قصيرة وتحديداً في كنيسة "وستمنستر آبي" تفتح الأبواب للضيوف المتوافدين لحضور مراسم الجنازة التي تبدأ في تمام الساعة الثامنة صباحاً.
وكما هو معلوم، يشارك في هذه الجنازة أفراد العائلة المالكة البريطانية، برفقة رؤساء وملوك وزعماء من جميع أنحاء العالم، اختارتهم الملكة بنفسها قبل وفاتها.
أما مراسم تشييع الجنازة، فستبدأ بشكل رسمي في الساعة الـ10:44، حيث سيتم رفع النعش ونقله إلى "وستمنستر آبي" باستخدام عربة تابعة للبحرية الملكية، إذ سيقوم بجر هذه العربة 142 بحاراً، وذلك وفقاً لتقرير نشرته بي بي سي.
بعد ربع ساعة من نقل الجثمان ستنطلق مراسم الجنازة التي تتبع قواعد بروتوكولية صارمة.
وعند سماع صوت البوق، فهذا يعني أن مراسم الجنازة شارفت على النهاية، وحان الوقت ليعم صمت في البلاد بأكملها لمدة دقيقتين حزناً على الملكة، يعزف بعدها النشيد الوطني الذي تتبعه موسيقى جنائزية مختارة من قبل الملكة في نهاية قداس الجنازة، وذلك بحلول منتصف النهار تقريباً.
بعد منتصف اليوم بـ15 دقيقة سينتقل الموكب سيراً على الأقدام من وستمنستر إلى "ويلنغتون أرش" وهي حديقة وسط المدينة تقع بالقرب من قصر أبسلي هاوس، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر ميلادي، كما سيصطف عدد من قوات الجيش والشرطة على طول الطريق، حيث يمكن للمواطنين مشاهدة الموكب من خلال أماكن محددة.
سيقود الموكب شرطة الخيالة الكندية الملكية المكونة من سبع مجموعات، وسيرافقهم كل من أفراد القوات المسلحة البريطانية والكومنولث والشرطة، علاوة على بعض العاملين في الخدمة الطبية الحكومية في بريطانيا.
وعند حلول الساعة الـ16:00 سيدخل التابوت إلى كنيسة القديس جورج حيث تجري مراسم الدفن، وسيقام قداس مواراة وسيوارى الجثمان الثرى بحضور عدد أقل من الضيوف، إذ لا يتجاوز عدد الحاضرين في هذه المراسم 800 شخص.
وسيلقي العظة قس وندسور، ديفيد كونر، وسيشمل القداس مراسم تقليدية ترمز إلى نهاية عهد الملكة.
هنا، سيقوم المسؤول عن المجوهرات الملكية بإزالة التاج والكرة الملكية والصولجان من أعلى التابوت، لتفصل الملكة عن تاجها للمرة الأخيرة، ومن ثم سيتم إنزال جثمان الملكة إلى القبو الملكي، كما سيعزف العازف الملكي معزوفة جنائزية مؤلفة خصوصاً لجنازة الملكة إليزابيث الثانية.
ومع انتهاء مراسم الدفن سيغادر الملك وأفراد العائلة المالكة الكنيسة، في قداس عائلي خاص، بعد أن يتم دفن الملكة مع زوجها الراحل دوق إدنبره، في الكنيسة التذكارية للملك جورج السادس، الواقعة داخل كنيسة القديس جورج.
عادات متبعة خلال جنازة الملكة إليزابيث الثانية
اللباس العسكري
يعتبر اللباس العسكري أبرز ما يميز مراسم جنازات الملوك في بريطانيا، مع العلم أن كل فرقة تمتلك زياً خاصاً، فاللباس العسكري للحرس الملكي الخاص يختلف عن لباس الرماة الملكيين وهكذا.
وباعتباره أحد الطقوس الأساسية في الجنازات الملكية، سيرتدي الزي العسكري كل أفراد العائلة الملكية باستثناء الأمير هاري والأمير أندرو اللذين سمح لهما بارتداء الزي كاستثناء فقط خلال التحية العسكرية أمام نعش الملكة إليزابيث.
ومن الجدير بالذكر أن تاريخ اختيار اللباس العسكري خلال هذه المراسم يعود إلى القرن الثامن عشر باعتباره أحد الأزياء التي تعبر عن القوة والسلطة في آن واحد، كما يتميز به أفراد العائلة الحاكمة عن غيرهم من الموجودين في القاعة.
كنيسة سانت جورج
كما جرت العادة اختيار كنيسة سانت جورج وهي الكنيسة التي تختارها العائلة الملكية لتنظيم فعالياتها كالزواج والتعميد والجنازات على حد سواء، وتعتبر من بين أهم الأماكن الدينية بالنسبة للعائلة المالكة.
وقد شهدت هذه الكنيسة حفل زفاف الأمير هاري على ميغان ميركل عام 2018، بالإضافة إلى تشييع جثمان الملكة الأم والدة الملكة إليزابيث الثانية عام 2002، ويعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس عشر، وتعتبر أحد أهم الأماكن التاريخية والدينية في بريطانيا.
عربة المدفع
يحمل تابوت الملكة على ظهر عربة مدفع استخدمت آخر مرة عام 1979 في جنازة عم الأمير فيليب اللورد مونتباتن، كما استخدمت في تشييع جثمان الملك جورج السادس والد الملكة الراحلة إليزابيث عام 1952.
ويعود تاريخها إلى الحرب العالمية الأولى، حيث كانت عربة لنقل المدافع المستخدمة خلال الحرب، وأصبحت بعد ذلك إحدى أهم العربات المستخدمة في الجنازات الرسمية لملوك بريطانيا. واختيرت هذه العربة على وجه التحديد لرمزيتها التاريخية.
وكما ذكرنا سابقاً يتم جر هذه العربة بالحبال بوساطة 142 بحاراً، وقد اختيرت هذه الطريقة بالذات
نتيجة حادث وقع عام 1901 في جنازة الملكة فيكتوريا، حينما انكسر قضيب عربة المدفعية وأصيب أحد الخيول بحالة من الذعر والهلع ليتدخل بعدها حرس الشرف البحري ويسحبوا العربة إلى القلعة بالحبال، ومنذ ذلك الحين أصبحت تلك الطريقة عادة أساسية خلال مراسيم جنازات ملوك بريطانيا.
ساعة بيغ بن ستشارك أيضاً
ستشهد بريطانيا خلال هذا اليوم دقات لساعة بيغ بن والتي سيفصل كل واحدة منها عن الأخرى قرابة دقيقة من الزمن، بالإضافة إلى طلقات مدفعية للتحية من مدافع هايد بارك، يليها قرع أبراج القلعة كل دقيقة مع إطلاق نيران المدفعية من خلال أراضيها.
من بين المراسم الخاصة والتي توحي بانتهاء عهد الملكة أخذ التاج والكرة الملكية والصولجان الموضوعين على نعشها، وهي عادة تعود إلى القرن الثامن عشر حيث يستخدمها القديس كإشارة لانتهاء عهد ملك وبداية عهد آخر.
وعند انتهاء المراسم سيضع الملك تشارلز الثالث علم حراس غرينادير على التابوت وهم أكبر حراس المشاة الذين يقومون بواجبات احتفالية للملكة وذلك بقصد تكريمها.
كسر العصا البيضاء معلناً انتهاء حكم الملكة
خلال الجنازة سيشارك أكبر مسؤول في الأسرة الملكية لمنصب اللورد تشامبرلين في جنازة الملكة وذلك لأداء مهمة يعود تاريخها إلى قرون مضت.سيحمل رئيس المخابرات السابق في MI5 البريطانية أندرو باركر عصا بيضاء تعد أحد أهم الرموز في جنازة الملوك البريطانيين، كما سيتم كسرها من قبل اللورد تشامبرلين فوق قبر الملكة كرمزية على انتهاء خدمته لها بصفتها صاحبة السيادة في المملكة، شوهدت هذه العادة آخر مرة خلال تشييع جنازة الملك جورج السادس سنة 1952.