بعدما تم إعلان تشارلز الثالث ملكاً بشكل رسمي في مدينة ويلز، جنوب غرب بريطانيا العظمى، كان لدى الكتيبة الثالثة من حراس "ذا رويال ويلش" (The Royal Welsh) الويلزية، عضواً فريداً من نوعه بين صفوف المشاركين، وهو تيس ملكي يحمل رتبة عسكرية بامتيازات خاصة.
إذ قبل الإعلان مباشرة، سار 26 رجلاً من الحرس في فوج، جنباً إلى جنب مع "شينكن الرابع"، التيس الأبيض رفيع المستوى، من وسط المدينة إلى القلعة الملكية لحضور التتويج.
من هو التيس الملكي "شينكن الرابع"؟
التيس شينكن الرابع، الماعز الرسمي للكتيبة الثالثة الملكية في مدينة ويلز، هو الحيوان الأحدث في سلسلة طويلة من أسلافه التيوس المشاركة في الفوج الويلزي الملكي، وهي الفرقة التي تتبنى الماعز في صفوفها منذ العام 1775.
ووفقاً لمتحف رويال ويلش، بدأت الكتيبة في القيام بذلك بعد أن ضل أحد التيوس طريقه في ساحة القتال خلال معركة "بنكر هيل" في حرب الاستقلال الأمريكية.
وحينها قاد التيس فرقة من جنود البنادق "Fusiliers" الويلزيين من الميدان، وتمكنوا من النجاة دون سقوط ضحايا، ومنذ تلك اللحظة احتفظت الفرقة بسلالات هذا الماعز من أجل جلب الحظ السعيد كتميمة رسمية.
تزعم قصة أخرى أن التقليد يعود إلى حرب القرم في خمسينيات القرن التاسع عشر، عندما قام جندي يعاني من انخفاض حرارة بالتدثُّر في ماعز صغير للحصول على الدفء.
وبحسب ما ورد في موقع iTV الإخباري، أصدر الماعز الصغير صوتاً لتحذيره من نشاط القوات الروسية القريب، التي كان الجيش البريطاني يقاتلها آنذاك، فأنقذه من الموت، ومن هنا جاء التقليد.
منصب رسمي ورتبة رفيعة
ويحمل الماعز الرسمي لهذا الفوج، شينكن الرابع، رتبة رفيعة بالإمكان ترقيتها أو تقليصها، وفقاً لما أسمته القوات البريطانية "السلوك والكفاءة في أداء المهام".
على سبيل المثال، تعرَّض أحد أسلاف شينكن، وكان يُدعى وليام بيلي وندسور الأول، لتخفيض رتبته من عريف رمح، أو "Lance Corporal"، إلى جندي بندقية "Fusiliers"، بعد أن أساء التصرف أثناء عرض رسمي.
إذ نطح التيس السابق أحد عازفي الطبول خلال عرض احتفالي بعيد ميلاد الملكة إليزابيث الثانية. في المقابل فإن شينكن الرابع، التيس الحالي للفوج الويلزي، فهو يحمل رتبة عريف رمح.
امتيازات خاصة للماعز الملكي جالب الحظ السعيد
يحصل التيس صاحب المرتبة الرفيعة على رواتب ومستحقات خاصة؛ وعادة ما يتم استخدام الأموال لرعاية أماكن إقامتها، وتصميم الزي العسكري الذي يظهر به في المناسبات الرسمية، علاوة على تكلفة الطعام.
وتشمل احتياجات التيس التي يخصص لها الراتب الحصول مثلاً على راديو وأريكة لتحقيق الراحة المثلى للحيوان أثناء ساعات العمل وتأدية واجبه.
حتى أن ماعزاً من أحد الأفواج الملكية الويلزية السابقة كان يتم إعطاؤه ما يصل إلى سيجارتين يومياً ليتناولها ويمضغها. بالطبع، لم يعد هذا يحدث اليوم تجنُّباً لمساءلات منظمات حقوق الحيوان.
كما يتم تعيين رعاة خاصين بالحيوان للاعتناء به وتدريبه وقيادته خلال المشاركة في الاحتفالات والمناسبات الرسمية الأخرى.
وتماشياً مع التقليد الذي بدأته الملكة فيكتوريا، من المقرر أن يكتب الفوج إلى الملك الحاكم لإبلاغه في حالة وفاة التيس جالب الحظ، ويطلب الإذن منه باختيار حيوان جديد لاستكمال مهامه وتلقي التدريب اللازم.